بكين 10 أبريل 2016 (شينخوا) إن سعي الجانب الياباني إلى وضع قضية بحر الصين الجنوبي على رأس جدول أعمال الاجتماع المقبل لوزراء خارجية مجموعة السبع لا يعدو أكثر من خطوة مستفزة ومهينة لنفسها لا تظهر من خلالها حرصها على تعكير صفو الإقليم فحسب، وإنما صرف الانتباه عن شواغل رئيسية تستحق اهتماما أكبر من جانب الاجتماع.
فجدول أعمال الاجتماع المقرر أن يبدأ اليوم (الأحد) ويستمر لمدة يومين في هيروشيما والذي صاغته اليابان هو باهت جدا. وسيجتمع وزير الخارجية الياباني فوميو كيشيدا مع نظرائه الستة في حديقة النصب التذكاري للسلام للتأكيد على كيف أصبحت بلاده الضحية الوحيدة للقنبلة النووية، لكن الجزء الأكثر جوهرية هو أنه قام ظاهريا بالتنسيق لوضع الخطوط العريضة لبيان مشترك بشأن نزاعات السيادة على بحر الصين الجنوبي، على الرغم من أن حقيقة عدم اختصاص اليابان ولا أي عضو من أعضاء مجموعة السبع بهذه بالنزاعات.
ولن يكتب لمحاولته النجاح. فتأثير مجموعة السبع في الشؤون العالمية آخذ في التراجع بالفعل، لصالح مجموعة العشرين التي ينمو دورها على نحو متزايد، إذ أن احتضان الأخيرة لاقتصادات ناشئة بما في ذلك الصين، جعل جاذبيتها أكثر انسجاما مع التطلعات المشتركة لعالم متعدد الأقطاب.
لكن بالنظر إلى تراجع صوتها كثيرا في مجموعة العشرين وجهودها اليائسة لتصبح عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، لم يكن من المستغرب أن تحاول طوكيو تعزيز مكانتها وشواغلها داخل مجموعة السبع.
ولعدم ارتياحهما الطويل إزاء التأثير المتصاعد للصين في المنطقة، لم يترك رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وإدارته أي فرصة لإحتواء الصين. ويكمن خلف اهتمامهما غير المعتاد باتهام الصين بعسكرة بحر الصين الجنوبي المؤامرة الحقيقية لطوكيو لاستفزاز الغرب لشن هجوم عنيف على بكين.
بيد أن هذه المؤامرة لا تبدو في أوانها. وقد لقت مقترحات الصين لإجراء محادثات الثنائية وتسوية القضية سلميا قبولا على نحو متزايد من قبل الأطراف المعنية. وفضلا عن بروز عدم استعدادها للتوقف عن إثارة المتاعب بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، جعلت محاولاتها لإشاعة الخوف وضرب الأسافين بين الصين واللاعبين الإقليميين الآخرين حضورها الخارجي بوصفها داعية سلام في تناقض تام.
وحتي لو أشار بيان مجموعة السبع إلى قضية بحر الصين الجنوبي، كما حدث ذات مرة في السابق، فإن بيانا صريحا للتدخل وإدانة بكين وهو ما يمكن أن يسعد طوكيو من المستبعد جدا أن يصدر، وإن كان الأمر من المتوقع أن يتجه إلى بيان غامض في الصياغة.
على كل، من أجل مصالحهم الوطنية، لا ينبغي على أعضاء مجموعة السبع الآخرين أن يعبأوا برؤية اليابان تخطف جدول أعمال القمة وتوريط أنفسهم في قضايا سيادة تمس الصين على حساب تعاونهم المربح واتصالاتهم القوية مع الصين.
لاشك أن أعضاء مجموعة السبع يحق لهم التحدث في أي قضايا تهمهم. بيد أن مصداقية المجموعة وتأثيرها على المدى الطويل على الساحة الدولية يتطلب منهم الأخذ في الاعتبار وجهات نظر القوى الرئيسية خارج الآلية بما في ذلك الصين والانخراط في تفاعلات بناءة معهم من أجل أن يكون خطاب المجموعة أكثر تمثيلا وجدوى.
أما بالنسبة لطوكيو، التي تشعر منذ وقت طويل بآلام استفزازاتها الدؤوبة والمرهقة ضد الصين كما يتجلى في التبادل الثنائي البارد وتراجع نفوذها في استراتيجية التنمية بالمنطقة، فقد حان الوقت لصانعي السياسات فيها أن يظهروا بعض الفطنة والبصيرة ويتخذوا إجراءات عملية لتعزيز الحوار والتعاون مع الصين إذا كانوا بالفعل لديهم أي حنكة سياسية واعية.