أنقرة 10 ابريل 2016 (شينخوا) من المتوقع ان يقوم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بزيارة رسمية لتركيا خلال الفترة من 11 الى 13 ابريل الجاري لمناقشة مجموعة من القضايا تتدرج من الشؤون الثنائية الى العالمية.
وذكر بيان نشره المكتب الرئاسي التركي أنه "بالاضافة إلى بحث العلاقات الثنائية، ستتم مناقشة الشؤون الاقليمية والعالمية خلال اجتماعات وفقا لجدول الزيارة."
وتأتى هذه الزيارة التي تعد الاولى منذ تتويج الملك في شهر يناير عام 2015, عشية جولة أخرى من محادثات السلام حول سوريا في جنيف هذا الاسبوع.
وما زال موقف تركيا والسعودية ثابتا ضد الرئيس السوري بشار الأسد حيث يدعمان الفصائل المعارضة التي تخوض معركة استمرت خمسة اعوام للاطاحة بحكومة دمشق.
وقال محمد سيف الدين ايرول, استاذ في العلاقات الدولية في جامعة غازي إن "تركيا والسعودية تتمتعان بثقل اقليمي وهناك تشابه كبير فى سياستهما بالرغم مع بعض الاختلافات."
وأضاف المسؤول أن "هذه الزيارة من الممكن ان تخدم كفرصة لتنسيق بعض السياسيات بين أنقرة والرياض بشكل افضل فيما يتعلق بالسياسات الخاصة بالمنطقة."
وتريد أنقرة والرياض ان يرحل بشار الاسد كجزء من اتفاق السلام الذي سيتبع اتفاقية حول توقف الاعتداءات في سوريا.
ولكنهما يختلفان حول من يجب ان يحل محل بشار الاسد في مرحلة ما بعد النزاع.
وتدعم حكومة حزب العدالة والتنمية التركية ذات الجذور الاسلامية جماعة الاخوان المسلمين فى دورها كوسيط في الحكومة السورية المستقبلية بينما تشعر السعودية بالقلق ازاء احتمالية صعود الاسلاميين الذين من المحتمل ان يسعوا لمد نفوذهم إلى المملكة في النهاية.
وبعد ان يختتم زيارته الرسمية إلى انقرة، سيطير العاهل السعودى إلى اسطنبول لحضور قمة منظمة التعاون الاسلامي الـ13.
تعاون عسكري أوثق
وتعد تركيا والسعودية بين الدول الاقليمية التي وقعت على الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تهديد تنظيم الدولة الاسلامية.
وفى فبراير الماضي، تم ارسال اربع طائرات سعودية إلى قاعدة أنجرليك الجوية التركية في مقاطعة أضنة جنوب البلاد بالقرب من الحدود السورية للمشاركة في المهام الجوية ضد تنظيم الدولة الاسلامية.
وقادت السعودية في وقت سابق من هذا العام مبادرة لتشكيل تحالف عسكري اسلامي من 34 دولة ضد الجماعات الارهابية المتطرفة. وقالت تركيا انها ستشارك في التحالف.
ونشرت وسائل اعلام موالية للحكومة اليوم (الاحد) مقالات تشيد بالتحالف وتصف المبادرة بأنها تنافس منظمة حلف شمال الاطلسي العسكري.
وذكرت صحيفة ((ستار)) اليومية ان "أهم عنصر فى حقيبة الملك هو الجيش الاسلامي والحرب ضد الارهاب في سوريا والعراق واليمن ولبنان."
وفي فبراير الماضي، شارك الجيش التركي مع حوالي 20 دولة في تدريب عسكري واسع النطاق في المنطقة قادته السعودية. وارسلت الرياض ايضا العديد من الطائرات المقاتلة من طراز اف-15 للمشاركة في تدريبات عسكرية تقودها القوات الجوية التركية في مقاطعة كونيا بوسط تركيا.
مواجهة إيران
على خلفية تزايد تأثير إيران في المنطقة, وخاصة في الخليج, تسعى الرياض لاستمالة الدول السنية للتصدي بشكل مشترك لما تسميه بطموح إيران الاقليمي وسياساتها التوسعية.
وجعلت حقيقة ان تركيا ومصر، وهما دولتان لهما ثقل في المنطقة, بينهما نزاعات، الوضع معقدا امام مبادرات السعودية في الشرق الاوسط.
وتردد ان الملك الذي يقوم بزيارة إلى مصر قبل ان يتجه إلى تركيا يسعى لتسوية الخلافات بين أنقرة والقاهرة.
وذكرت وسائل الاعلام التركية ان سامح شكري, وزير الخارجية المصرى قد يأتي لحضور قمة منظمة التعاون الاسلامي في تركيا, فيما يعد اول خطوة رسمية بين البلدين, الا انه لم يتم تأكيد هذا الامر بشكل رسمي.
وانهارت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا ومصر بعد الاطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي في عام 2013 وسط احتجاجات شعبية. وتقول تركيا إنها لا تعترف بإدارة الرئيس عبد الفتاح السيسي كحكومة شرعية.
ووقفت تركيا إلى جانب السعودية في شهر يناير الماضي عندما حدث خلاف دبلوماسي بين الرياض وطهران على خلفية اعدام رجل دين شيعي كبير في السعودية والهجمات المنسقة على البعثات السعودية في إيران.
وتشعر أنقرة والرياض بالقلق بشأن التطورات في العراق واليمن فى ظل مخاطر ان تمتد هذه النزاعات الطائفية لكل من تركيا والسعودية.
تحديث استراتيجي
ومن المتوقع ان يوقع زعيما السعودية وتركيا اتفاقية رسمية حول تأسيس مجلس استراتيجي رفيع المستوى وهو آلية لمؤتمر حكومي، خلال زيارة الملك السعودي.
وتم اقتراح الفكرة في البداية خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى السعودية في شهر ديسمبر الماضي وناقشها رئيس الوزراء التركي الزائر أحمد داوود أوغلو بشكل أعمق في الرياض في يناير الماضي.
وأكد داوود اوغلو ان الاتفاقية ستضع اطارا للافاق الاستراتيجية المشتركة في شكل هيكلى, قائلا انها ستعمق العلاقات الثنائية بشكل أكبر.
تعزيز الأعمال
وتسعى تركيا لاقامة علاقات تجارية أفضل مع السعودية. وتتطلع الشركات التركية لاسواق الدفاع والاسكان في السعودية بينما تحاول أنقرة جذب المستثمرين السعوديين إلى تركيا.
وقال داوود اوغلو إن حكومته تريد ان تصل استثمارات السعودية التي بلغت الان حوالي ملياري دولار امريكي, إلى 10 مليارات دولار ثم الى 20 مليار دولار تدريجيا.
ووصل حجم التجارة بين البلدين إلى 5.9 مليار دولار في عام 2012 وانخفض إلى 5.6 مليار في عام 2015.
وزاد حجم التجارة بشكل طفيف بنسبة 2.3 في المائة في يناير وفبراير مقارنة بنفس الفترة العام الماضي, وفقا لبيانات التجارة الاخيرة التي نشرتها الحكومة التركية.