حضر الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا أولاند مؤتمرا صحفيا مشتركا في القاهرة، 17 أبريل. (شينخوا/وكالة أنباء الشرق الأوسط)
بقلم - عماد الأزرق
القاهرة 17 أبريل 2016 (شينخوا) أكد الرئيسان المصري عبدالفتاح السيسي والفرنسي فرنسوا أولاند قوة العلاقات الثنائية بين بلديهما والتعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي خاصة في مجال محاربة الارهاب.
وأكد السيسي في مؤتمر صحفي مشترك مع أولاند عقب جلسة مباحثات رسمية بينهما بالقاهرة اليوم (الأحد) اتفاقهما على تنشيط حركة التبادل التجاري بين بلديهما، واستعراضهما الفرص الواعدة المتاحة للاستثمار في مصر في مختلف القطاعات والمشروعات الكبرى التي دشنتها مصر.
وأضاف أنه تم أيضا بحث التعاون في مجال الطاقة التقليدية والمتجددة والنقل، وذلك في إطار خطط مصر الطموحة للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة".
وأوضح أن اللقاء يكتسب أهمية خاصة في ظل خطورة التهديدات الإرهابية التي أصبحت تواجه الجميع سواء في منطقة الشرق الأوسط أو أوروبا، الأمر الذي بات يستلزم توثيقًا أكبر للجهود المبذولة لمواجهة التحديات وتعاونًا أكثر لفهم طبيعتها واستكشاف سبل مواجهتها بنجاح، من خلال مقاربة شاملة لا تقتصر فقط على المعالجة الأمنية ولكن تشمل أيضًا مواجهة الأفكار المتطرفة والهدامة التي تستند إليها في أنشطتها وهو ما يتطلب معالجة فكرية وثقافية وإعلامية شاملة.
وقال السيسي " لقد تصدت مصر بقوة لمواجهة التيارات المتطرفة إدراكا منها لما تحمله أفكارها من فوضى وما تروج له من مبررات لإحكام قبضتها على مقدرات الشعوب وتقويض سلطة الدولة والسيطرة على مساحات من الأراضي وعلى إخضاع المجتمعات والشعوب لإرادتها بقوة السلاح ما يتعين مواجهتها ومكافحتها بشتى الوسائل وتجفيف منابع تمويلها ومدها بالسلاح.
واضاف أنهما بحثا جهودهما المشتركة لتسوية الأزمات في المنطقة وفي مقدمتها جهود أحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وصولا إلى تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية ، وكذلك ضرورة ضمان وحدة وسيادة واستقرار الأراضي الليبية وتمكين الحكومة الليبية من الاطلاع بمسئولياتها ، ووحدة أراضي العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية ، ودعم جهود مكافحة الإرهاب .
بالإضافة إلى تنسيق الجهود للتوصل إلى حل سياسي في سوريا تحافظ على كيان الدولة ووحدة واستقرار أراضيها وينهي معاناة الشعب السوري المستمرة منذ ست سنوات .
من جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند ان احترام "حقوق الانسان هو ايضا وسيلة لمكافحة الارهاب،" قائلا " إن مكافحة الارهاب تفترض حزما ولكن ايضا دولة، دولة قانون، هذا ما تقصده فرنسا حين تتحدث عن حقوق الانسان. حقوق الانسان ليست اكراها، انها ايضا وسيلة لمكافحة الارهاب".
وأضاف اولاند أنه استعرض مع السيسي تعزيز العلاقات الثنائية ، مشيرا إلى أنه بحث تعزيز التعاون في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي وحتى المجال السياحي .
واشار إلى أنه تم مناقشة الأوضاع الإقليمية والمبادرات التي سيتم إطلاقها للإسهام في تحقيق الاستقرار والسلام .
وفيما يتعلق بليبيا ، قال"حكومة السراج هي الحكومة الشرعية ، وهي التي يمكن تطور مستقبل ليبيا ، معربا عن أمله في أن يكون لهذه الحكومة السلطة الكاملة للاطلاع بالأمن والتحضير لمرحلة جديدة ، وكذلك يجب تعزيز الجيش الليبي.
وشهد أولاند والسيسي توقيع نحو 21 اتفاقية للتعاون المشترك في مجالات الدفاع، الفضاء، الطاقة الجديدة والمتجددة والتقليدية، الكهرباء، النقل والمواصلات، السياحة، الثقافة، البترول والغاز الطبيعي، التعاون الاقتصادي والفني والعلمي، التدريب، الصرف الصحي، الحماية الاجتماعية.
وعقدا أولاند والسيسي جلسة مباحثات مشتركة بالقاهرة تم خلالها بحث سُبل دعم العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات، وتوسيع التعاون المشترك في المجالات التجارية والاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب استعراض مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
كما عقدت جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، والقضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكذا دعم التعاون بين مصر وفرنسا في الأطر والمنظمات الدولية متعددة الأطراف، فضلاً عن العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
وكان السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم الرئاسة المصرية قد صرح بأن زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة تأتي في إطار العلاقات المتميزة التي تجمع بين مصر وفرنسا، وتعكس الإرادة المشتركة لتعزيز العلاقات الوطيدة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب ومستوى أكثر تميزاً.
وقال إن الزيارة ستتيح الفرصة لتعزيز التعاون مع فرنسا في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي، حيث يرافق الرئيس الفرنسي وفد كبير من ممثلي مجتمع الأعمال الفرنسي والمتخصصين في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة، فضلاً عن قطاعات الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وتُعد فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2015 حوالي 2.6 مليار يورو، كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة، وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات التي يأتي في مقدمتها الخدمات المصرفية والبنوك والسياحة والاتصالات والطاقة والخدمات البيئية.