بكين 18 إبريل 2016 (شينخوا) نجحت الصين اليوم الاثنين في إعادة قمرها الاصطناعي العلمي من طراز "إس جي 10" عند الموقع المحدد بمنطقة منغوليا الداخلية بشمال الصين، وذلك بعد جولته في الفضاء لـ15 يوما وأجرت علي متنه 19 اختبارا علميا رائدا.
ومن ضمن أهم نتائج الاختبارات، نحج العلماء الصينيون، لأول مرة في العالم، في تطوير خلايا أجنة الفئران في الفضاء.
وقال دوان إن كوي، باحث في أكاديمية الصين للعلوم، إن القمر الاصطناعي "إس جي10" تم إطلاقه في يوم 6 إبريل الجاري حاملا ما يزيد على 6000 خلية لأجنة الفئران في صندوق حضانة بحجم فرن المايكرويف.
وتم وضع 600 خلية لأجنة تحت مراقبة الكاميرات لكي تصورها كل أربع ساعات خلال أربعة أيام حتى تبعث الصور إلى الأرض للدراسة.
وأظهرت الصور أن الأجنة تطورت من مرحلة خليتين، وهي المرحلة المبكرة للانقسام الجنيني، إلى مرحلة الكيسة الأريمية حيث تحصل التفرقة المرئية للخلايا بعد 72 ساعة عقب إطلاق القمر الاصطناعي ، حسبما قال دوان.
وأضاف إلى أن وقت الانقسام الجنيني يكاد يتزامن مع تنمية الأجنة في الأرض.
وذكر دوان أن بقية الأجنة على متن " إس جي 10" تم حقنها بمثبتات بعد 72 ساعة منذ الإطلاق من أجل دراسة تأثير البيئة الفضائية على تطور الأجنة عقب عودة القمر الاصطناعي إلى الأرض.
ويعد هذا أول تسجيل لتطور ناجح لخلايا أجنة الثدييات في الفضاء في التاريخ البشري.
وأكد دوان أن هذا الاختبار تم إجراؤه ثلاث مرات فقط في التاريخ ولم تنجح أول مرتين.
وأضاف أن المرة الأولى حدثت قبل 20 سنة حينما حمل المكوك الفضائي الأمريكي كولومبيا 49 أجنة فئران إلى الفضاء بيد أن جميعها فشل في التطور في عام 1996.
وأجرى دوان وفريقه تجربة أخرى بعد 10 سنوات في عام 2006، ولكن نجاح البشر لم يحل إلا في المحاولة الثالثة مع "إس جي 10" هذه المرة، إذ تدل نتيجة التجربة لأول مرة في العالم، على إمكانية تطور أجنة الثدييات من مرحلتها المبكرة إلى الكيسة الأريمية في بيئة خفيفة الجاذبية.
ومن المتوقع أن يقارن العلماء الأجنة المستعادة من الفضاء مع العينات في الأرض ويقومون بمزيد من التحليل لمعلومات تطور الأجنة في مرحلتها المبكرة في الفضاء.
وأضاف دوان إلى أن الخطوة الثانية بعد نجاح الاختبار هذا، قد تكون في إعادة الأجنة المتطورة في الفضاء وزرعها في أجسام أنثى الفئران من أجل الولادة.
وجدير بالذكر أن مشروع القمر الاصطناعي "إس جي 10" يعتبر جزءا مهما ضمن خطة نامية ضخمة للبحوث العلمية الفضائية في الصين، حيث تم تطوير هذا المشروع عن طريق جهود أحد عشر قسما تابعا لأكاديمية الصين للعلوم إلى جانب ست جامعات صينية، بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة استكشاف الفضاء اليابانية.
وينضم "إس جي 10" إلى مجموعة من أربع أقمار اصطناعية علمية في إطار الخطة الفضائية التي تسير تحت إشراف أكاديمية الصين للعلوم، ويمتاز "إس جي 10" بميزة الاستعادة بخلاف الأقمار الاصطناعية الثلاثة الأخرى ، وهو القمر الاصطناعي الـ 25 القابل للاستعادة الذي تطلقه الصين.