الرباط 19 أبريل 2016 (شينخوا) بدأ العاهل المغربي الملك محمد السادس اليوم (الثلاثاء) جولة عربية يستهلها بزيارة المملكة العربية السعودية ، حيث سيحضر قمة المغرب وبلدان مجلس التعاون الخليجي التي ستعقد غدا (الأربعاء) بالرياض.
ومن المنتظر أن يزور العاهل المغربي بعد ذلك كلا من دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين قبل أن يختتم جولته بزيارة القاهرة.
ويرافق العاهل المغربي وفدا رسميا يضم وزراء ومستشارين ملكيين ومسئولين امنيين وعسكريين وعدد من رجال الأعمال.
وكان بيان لوزارة القصور الملكية والتشريفات والاوسمة قد ذكر أمس أن القمة المغربية الخليجية ستخصص لإعطاء دفعة جديدة للشراكة الاستراتيجية ومتعددة الأبعاد القائمة بين المغرب ومجلس التعاون لدول الخليج العربي.
كما ستشكل مناسبة للتشاور وتنسيق المواقف في مواجهة التحديات والتهديدات التي تعرفها المنطقة العربية ، وتبادل وجهات النظر بخصوص القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبلورة مواقف موحدة بشأنها، لا سيما في هذا السياق الاقليمي والدولي الدقيق .
وتعليقا على هذه الجولة، قال محمد غالي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش إن العلاقات المغربية الخليجية سجلت طفرة نوعية وتحولت من مجرد صداقة إلى شراكة استراتيجية أكثر قوة ومتانة من سابقاتها على المستويات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والاستخباراتية.
وقال غالى في تصريح لوكالة أنباء (شينخوا) إن الجانبين يسعيان لإرساء شراكة تمتد من شمال أفريقيا إلى غرب آسيا، لمواجهة التحديات الامنية التي تحذق بالمنطقة، مبينا أن الأمر يتعلق بخيار استراتيجي للطرفين فضلا عن كونه متنفس اقتصادي ومالي للمغرب الذي يسعى إلى بناء شراكة استراتيجية، توجت في السابع من نوفمبر 2012 بتوقيع الجانبين في المنامة على مخطط عمل بينهما عن الفترة (2012 - 2017)، ثم تعديله إلى الفترة (2013-2018).
وكانت الزيارة التي قام بها العاهل المغربي في أكتوبر 2012 لكل من المملكة العربية السعودية وقطر والكويت والإمارات العربية المتحدة، قد وضعت المحددات الأساسية لهذه الشراكة الاستراتيجية، التي بمقتضاها التزمت دول الخليج بضخ استثمارات بأكثر من 100 مليار دولار، للاستثمار في المغرب في قطاعات السياحة والصناعة والزراعة والتعليم والصحة، إضافة إلى مشاريع استراتيجية كالطرق والموانئ وتحديث البنيات التحتية.
وبالنسبة لوزير التجارة الخارجية المغربي الأسبق مصطفى مشهوري، قال إن التبادل التجاري بين المملكة المغربية ودول مجلس التعاون الخليجي يعد ترجمة للطموح المشترك في بلوغ شراكة اقتصادية حقيقية ترقى إلى جودة ومتانة علاقات الأخوة القوية التي تجمع بينهما.
وأضاف إن الاستثمارات الخليجية المباشرة في المغرب يرتقب أن ترتفع من خمسة مليارات دولار حاليا إلى 120 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، مستندا إلى أرقام لاتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي.
وأوضح أن العلاقات الاقتصادية الخليجية - المغربية شهدت نقلة نوعية خلال السنوات العشر الماضية، بعد أن بات المغرب يشكل وجهة استثمارية جذابة للمستثمرين العرب والخليجيين، لاسيما في قطاع العقار والسياحة، وذلك على ضوء الإصلاحات الاقتصادية النوعية التي اتخذتها الحكومة المغربية لدعم الاستثمار وتحفيز المستثمرين.