مقالة خاصة: "الشارع السوري" بـ 6 أكتوبر مرآة الحياة السورية في مصر

02:32:27 20-04-2016 | Arabic. News. Cn

القاهرة 19 ابريل 2016 (شينخوا) تملأ روائح الطعام والحلويات السورية أحد شوارع مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة، حتى أصبح يعرف بـ"الشارع السوري".

ويجسد هذا الشارع "دمشق صغيرة" في مصر، ولا يعد الوحيد في هذا البلد الذي يحتضن مئات الالاف من اللاجئين السوريين، لكنه أشهرها.

"مصر دولة جميلة، والمصريين يرحبون بالسوريين، و6 أكتوبر تشبه وطننا الأم"، هكذا قال عبدالمجيد منان وهو لاجئ سوري يملك محلا لبيع الحلويات لوكالة أنباء (شينخوا).

وأضاف منان إن " المصريين يعشقون الحلويات السورية، خاصة الكنافة المطهوة على الفحم والكنافة بالجبنة، لأنها حلويات خفيفة ولذيذة".

وتابع إن " الشارع السوري يذكرني بالأيام السعيدة في سوريا، حيث كنت أجلس مع أصدقائي نأكل ونضحك قبل أن تدمر قنابل قوات التحالف الأمريكي منازلنا ".

وهرب منان من دمشق في نهاية عام 2011، ومكث عدة أشهر بدون عمل في القاهرة.

وقال " لأن السوريين في مصر لا يجدون الوظائف بسهولة، بدأت في دراسة متطلبات السوق وأسلوب حياة المصريين حتى قررت أن أفتح محل لبيع الحلويات الشرقي".

ويتضمن الشارع السوري عشرات المطاعم والكافيترات ومحلات البقالة والحلويات السورية على طول ممر ضيق يؤدى إلى جامعة السادس من أكتوبر.

"المطاعم السورية لم تشتك يوما من عدم وجود زبائن"، بهذه الجملة بدأ أسامة محمد وهو لاجئ سوري يدير محل " الشام" للألبان والجبن حديثه مع "شينخوا".

وقال محمد إن شعار " صنع في مصر بأيدى سورية " هو ما تستطيع أن تقرأه على منتجاتي.

وأوضح أن محله يبيع منتجات سورية لا تجدها في أى سوبر ماركت مصري.

وينتعش بيزنس الأكلات السورية ليس فقط في مدينة السادس من أكتوبر بل في العاصمة القاهرة، بدءا من أغذية معدة بالمنزل وصولا إلى مطاعم تقدم وجبات بأسعار معقولة مقارنة بمثيلاتها المصرية.

ومن الأكلات التي يمتاز السوريين بتقديمها، الشاورما السوري والفراخ المشوية، وكذلك كنافة الجبنة المشوية، والآيس كريم.

ويفضل السوريون الإقامة في مدينة السادس من أكتوبر لأن

المعيشة فيها تتناسب مع كل الميزانيات، فقيمة إستئجار شقة هناك

تتراوح بين 800 إلى 1600 جنيه، (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 8.87 جنيه مصري).

وقال أبوكرم الذي يبيع مخبوزات سورية معدة بالمنزل في

الشارع السوري، " أشعر في هذا الشارع كأنه منزلي، فرائحة الطعام والسوريين الموجودين وكل التفاصيل المحيطة بي تذكرني بمحبوبتي سوريا".

واستدرك " لكنى لا استطيع فتح محل هنا بسبب الاجراءات البيروقراطية في مصر".

وكان أبوكرم يعيش في مدينة حماة شرق دمشق مع عائلته

قبل أن يفر منها إثر معارك طاحنة نشبت بين قوات النظام

السوري وقوات المعارضة.

وأضاف إن " الأزمة في سوريا تصاعدت، لأن الدولة ممزقة بين تدخل الدول الغربية وايران وحزب الله" اللبناني.

وتابع إن " سوريا الآن مسرح لقوات متعددة الجنسيات تسعى

للاستفادة من الوضع وليس مساعدة السوريين".

وفي لهجة يسودها الشجن، قال أبوعامر وهو يبيع الحلويات للزبائن إن " الشارع السوري بالنسبة لي يحي ذكريات الوطن".

وأبوعامر شاب سوري في الثلاثينيات من عمره كان يعمل مهندسا مدنيا في حلب التي تدمرت خلال الحرب الدائرة.

وأشار إلى أن " الكثير من العاملين في الشارع السوري ليس لديهم تصاريح عمل لكنهم لا يخافون من الترحيل"، خلافا للوضع في تركيا والاردن.

وواصل إن " الأحوال مستقرة في مصر، وأبنائي دخلوا مدارس مصرية مجانا، ولا أريد المجازفة والسفر إلى أوروبا".

وتابع " لما قررت آتي إلى مصر مع زوجتي وأبنائي، رفضت والدتي وإخواتي المجئ معنا، ولا أعرف عنهم أي شئ حتى الآن، وغالبا إما قتلوا أو فقدوا".

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مفوضية اللاجئين

التابعة للأمم المتحدة بمصر حوالي 118 ألف حتى يناير 2016، 51 % منهم ذكور، تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عاما.

لكن هذا العدد يمكن أن يتجاوز نصف المليون لأن بعض اللاجئين يرفض التسجيل في المفوضية.

وأغلب اللاجئين السوريين هربوا من بلدهم منذ أربعة أعوام مع عائلاتهم، حيث أدى الصراع في سوريا إلى فرار أكثر من أربعة ملايين شخص، بحثا عن ملاذ آمن في الدول المجاورة، في أكبر أزمة لاجئين على مدار ربع قرن طبقا للأمم المتحدة.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

مقالة خاصة: "الشارع السوري" بـ 6 أكتوبر مرآة الحياة السورية في مصر

新华社 | 2016-04-20 02:32:27

القاهرة 19 ابريل 2016 (شينخوا) تملأ روائح الطعام والحلويات السورية أحد شوارع مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة جنوب القاهرة، حتى أصبح يعرف بـ"الشارع السوري".

ويجسد هذا الشارع "دمشق صغيرة" في مصر، ولا يعد الوحيد في هذا البلد الذي يحتضن مئات الالاف من اللاجئين السوريين، لكنه أشهرها.

"مصر دولة جميلة، والمصريين يرحبون بالسوريين، و6 أكتوبر تشبه وطننا الأم"، هكذا قال عبدالمجيد منان وهو لاجئ سوري يملك محلا لبيع الحلويات لوكالة أنباء (شينخوا).

وأضاف منان إن " المصريين يعشقون الحلويات السورية، خاصة الكنافة المطهوة على الفحم والكنافة بالجبنة، لأنها حلويات خفيفة ولذيذة".

وتابع إن " الشارع السوري يذكرني بالأيام السعيدة في سوريا، حيث كنت أجلس مع أصدقائي نأكل ونضحك قبل أن تدمر قنابل قوات التحالف الأمريكي منازلنا ".

وهرب منان من دمشق في نهاية عام 2011، ومكث عدة أشهر بدون عمل في القاهرة.

وقال " لأن السوريين في مصر لا يجدون الوظائف بسهولة، بدأت في دراسة متطلبات السوق وأسلوب حياة المصريين حتى قررت أن أفتح محل لبيع الحلويات الشرقي".

ويتضمن الشارع السوري عشرات المطاعم والكافيترات ومحلات البقالة والحلويات السورية على طول ممر ضيق يؤدى إلى جامعة السادس من أكتوبر.

"المطاعم السورية لم تشتك يوما من عدم وجود زبائن"، بهذه الجملة بدأ أسامة محمد وهو لاجئ سوري يدير محل " الشام" للألبان والجبن حديثه مع "شينخوا".

وقال محمد إن شعار " صنع في مصر بأيدى سورية " هو ما تستطيع أن تقرأه على منتجاتي.

وأوضح أن محله يبيع منتجات سورية لا تجدها في أى سوبر ماركت مصري.

وينتعش بيزنس الأكلات السورية ليس فقط في مدينة السادس من أكتوبر بل في العاصمة القاهرة، بدءا من أغذية معدة بالمنزل وصولا إلى مطاعم تقدم وجبات بأسعار معقولة مقارنة بمثيلاتها المصرية.

ومن الأكلات التي يمتاز السوريين بتقديمها، الشاورما السوري والفراخ المشوية، وكذلك كنافة الجبنة المشوية، والآيس كريم.

ويفضل السوريون الإقامة في مدينة السادس من أكتوبر لأن

المعيشة فيها تتناسب مع كل الميزانيات، فقيمة إستئجار شقة هناك

تتراوح بين 800 إلى 1600 جنيه، (الدولار الأمريكي الواحد يعادل نحو 8.87 جنيه مصري).

وقال أبوكرم الذي يبيع مخبوزات سورية معدة بالمنزل في

الشارع السوري، " أشعر في هذا الشارع كأنه منزلي، فرائحة الطعام والسوريين الموجودين وكل التفاصيل المحيطة بي تذكرني بمحبوبتي سوريا".

واستدرك " لكنى لا استطيع فتح محل هنا بسبب الاجراءات البيروقراطية في مصر".

وكان أبوكرم يعيش في مدينة حماة شرق دمشق مع عائلته

قبل أن يفر منها إثر معارك طاحنة نشبت بين قوات النظام

السوري وقوات المعارضة.

وأضاف إن " الأزمة في سوريا تصاعدت، لأن الدولة ممزقة بين تدخل الدول الغربية وايران وحزب الله" اللبناني.

وتابع إن " سوريا الآن مسرح لقوات متعددة الجنسيات تسعى

للاستفادة من الوضع وليس مساعدة السوريين".

وفي لهجة يسودها الشجن، قال أبوعامر وهو يبيع الحلويات للزبائن إن " الشارع السوري بالنسبة لي يحي ذكريات الوطن".

وأبوعامر شاب سوري في الثلاثينيات من عمره كان يعمل مهندسا مدنيا في حلب التي تدمرت خلال الحرب الدائرة.

وأشار إلى أن " الكثير من العاملين في الشارع السوري ليس لديهم تصاريح عمل لكنهم لا يخافون من الترحيل"، خلافا للوضع في تركيا والاردن.

وواصل إن " الأحوال مستقرة في مصر، وأبنائي دخلوا مدارس مصرية مجانا، ولا أريد المجازفة والسفر إلى أوروبا".

وتابع " لما قررت آتي إلى مصر مع زوجتي وأبنائي، رفضت والدتي وإخواتي المجئ معنا، ولا أعرف عنهم أي شئ حتى الآن، وغالبا إما قتلوا أو فقدوا".

ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مفوضية اللاجئين

التابعة للأمم المتحدة بمصر حوالي 118 ألف حتى يناير 2016، 51 % منهم ذكور، تتراوح أعمارهم بين 18 و 59 عاما.

لكن هذا العدد يمكن أن يتجاوز نصف المليون لأن بعض اللاجئين يرفض التسجيل في المفوضية.

وأغلب اللاجئين السوريين هربوا من بلدهم منذ أربعة أعوام مع عائلاتهم، حيث أدى الصراع في سوريا إلى فرار أكثر من أربعة ملايين شخص، بحثا عن ملاذ آمن في الدول المجاورة، في أكبر أزمة لاجئين على مدار ربع قرن طبقا للأمم المتحدة.

الصور

010020070790000000000000011100001352944531