الأمم المتحدة 22 إبريل 2016 (شينخوا) وقعت الصين اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ هنا يوم الجمعة، ما منح دفعة قوية للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري العالمية.
وفي حوالي الساعة 11:16 صباحا بالتوقيت المحلي (1516 بتوقيت غرينتش)، صعد نائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي، المبعوث الخاص للرئيس الصيني شي جين بينغ، المنصة في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة للتوقيع على الوثيقة السميكة والثقيلة.
وقال تشانغ بينما كان يلقي خطابا خلال مراسم التوقيع في وقت سابق إن "الشعب الصيني يحترم التزاماته. وسنعمل جاهدين من أجل تطبيق اتفاقية باريس بشكل جدي".
وبلغ عدد الدول الموقعة على الاتفاقية في اليوم الأول من فتح باب التوقيع عليها ما مجموعه 175 دولة، وهو رقم قياسي جديد في تاريخ الأمم المتحدة الممتد لسبعين عاما، وكانت الصين الدولة الـ 21 التي قامت بالتوقيع، في حين دامت عملية التوقيع بأكملها نحو ساعتين ونصف.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، لممثلي القادة والحكومات في العالم الحاضرين، "اليوم تقومون بالتوقيع على عهد جديد مع المستقبل"، وقد اختارت الأمم المتحدة يوم 22 إبريل، المصادف للاحتفال بيوم الأرض، لعقد مراسم التوقيع على الاتفاقية من أجل تسليط الضوء على أهميتها.
وفي 12 ديسمبر عام 2015، وبعد نحو أسبوعين من المساومات الصعبة، توصل مفاوضون بشأن تغير المناخ من 196 طرفا كانوا يشاركون في مؤتمر الأمم المتحدة حول تغير المناخ في باريس إلى اختتام بنود الاتفاقية، التي تهدف إلى عكس ارتفاع درجات الحرارة الناجمة بشكل رئيسي عن انبعاثات الكربون.
وقال خبراء إن الصين ساعدت في حل العديد من القضايا الشائكة لتحقيق بعض الاختراقات الرئيسية.
وبعد التوقيع، فإن اتفاقية باريس لا تزال بحاجة بأن تقوم 55 دولة، تشكل في مجموعها 55 في المائة من حجم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بالتصديق عليها قبل أن تدخل حيز النفاذ.
كما أعلن تشانغ أيضا يوم الجمعة أن الصين تهدف إلى إنهاء الإجراءات القانونية المحلية للتصديق على الاتفاقية قبل عقد أعمال قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بشهر سبتمبر من هذا العام، والتي وصفها بان بأنها "نبأ عظيم".
وقال سيلوين هارت، مدير فريق دعم تغير المناخ لدى الأمين العام، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة سابقة، إن "الصين لعبت دورا قياديا بناء للغاية"، مضيفا أن "مستوى الطموح من اتفاقية باريس لم يكن ممكنا لولا الصين".
ومن أجل الوفاء بالتزاماتها باتفاقية المناخ في باريس، فإن الصين ستقوم بخفض انبعاثات غاز الكربون لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي لديها بنسبة تتراوح بين 60 و65 في المائة بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 2005، وأن تقوم بزيادة مصادر الوقود غير الأحفوري في استهلاك الطاقة الأساسية إلى حوالي 20 في المائة وأن تبلغ ذروة انبعاثات الكربون بحلول الموعد نفسه.
وتم عكس هذه الأهداف في المساهمات المحددة وطنيا التي تعتزم الصين تقديمها، وأيضا في خطتها الخمسية الـ 13 (2016-2020).
وفي الوقت نفسه، فإن الصين تقوم بتعزيز التعاون ما بين دول الجنوب، وهي آلية لتعزيز التجارة والتعاون بين البلدان النامية، وتمد يدها للدول المتقدمة.
وأشار خبراء إلى أن الصين والولايات المتحدة قد وقعتا أربعة بيانات مشتركة بشأن تغير المناخ، صدر آخرها في شهر مارس الماضي على هامش قمة الأمن النووي التي عقدت في واشنطن.
وقال هارت "أعتقد أنه من المهم لأكبر اقتصادين في العالم أن يعملا بشكل وثيق جدا في مرحلة التنفيذ لما بعد اتفاقية باريس"، مضيفا "أننا سوف نحتاج إلى قيادتهما من أجل حل بعض القضايا التقنية وتشجيع الدول الأخرى على الانضمام والتصديق على اتفاقية باريس".
وكون العديد من المناطق في العالم قد شهدت أدفأ شتاء على الإطلاق في عام 2015، فإن الكثيرين يعتقدون أنه أصبح لزاما على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات منسقة لمعالجة تحديات تغير المناخ.
وفيما كانت عملية التوقيع جارية، قام مجموعة من نشطاء البيئة بتنظيم عرض حي بعنوان "الموت" على جانب الطريق بالقرب من مقر الأمم المتحدة.
وقالت مارغريت كلاين سلمون، منظمة العرض ومؤسسة "التعبئة من أجل المناخ"، "إننا في حالة طوارئ، نحن بحاجة إلى الدفع قدما بقوة أكبر".
وقال خبراء إن إبداء التزامات حقيقية من قبل قوى كبرى مثل الصين من شأنه أن يثير كثيرا من التوقعات تجاه بدء سريان الاتفاق بأقرب وقت، وذلك قبل الموعد النهائي الأصلي المحدد بعام 2020.
وقال جيفري ساكس، مدير معهد الأرض في جامعة كولومبيا، "أعتقد أن اتفاقية باريس ستدخل حيز التنفيذ في وقت قريب جدا جدا".