أدلى الرئيس الصيني شي جين بينغ بتصريحاته خلال ندوة عن أمن الفضاء الالكتروني والمعلوماتية يوم 19 ابريل.(شينخوا/ما تشان تشنغ)

بكين 25 ابريل 2016 (شينخوا) دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى كشف شامل لمخاطر شبكة الانترنت لضمان الأمن الالكتروني.

أدلى شي بتصريحاته خلال ندوة عن أمن الفضاء الالكتروني والمعلوماتية يوم 19 ابريل دعا خلالها الى استخدام المسؤولين للانترنت لمعرفة آراء المواطنين وتعزيز أمن الفضاء الالكتروني. وقد تم نشر النص الكامل لكلمته اليوم (الاثنين).

وفى خطابه أكد شي على "المفهوم الصحيح للأمن الالكتروني"، ودعا إلى إقامة نظام لحماية البنية التحتية للمعلومات فى مجالاتٍ مثل المالية والطاقة والاتصالات والنقل.

كما دعا شي السلطات إلى تأسيس آليات موحد وفعالة للابلاغ عن المخاطر وتبادل المعلومات.

وأضاف شي انه من الواجب تعزيز قدرات الدفاع على شبكة الانترنت، ويتعين تحديد واجبات كل من الحكومات وقوى السوق بكل وضوح.

وتابع شي "تعتمد المنافسة بين الدول الكبري فى مجال أمن الانترنت ليس فقط على التكنولوجيا ولكن ايضا على المفاهيم والآراء العامة"، مضيفا ان اقتراحات الصين حول السيادة الالكترونية ومجمتع المصير المشترك فى الفضاء الالكتروني حظيت بدعم أغلبية الدول."

وفى سبيل توفير الأمن الالكتروني، دعا شي الصناعة إلى تنفيذ المزيد من البحث فى تكنولوجيا الانترنت الجوهرية، حيث وصفه شي بأنه "العنصر الرئيسي فى تطوير الانترنت فى الصين".

أضاف شس إن منع الوصول الى الانترنت ليس السبيل الصحيح لادارة الانترنت، مؤكدا على أن "الصين لا يمكن ان تغلق أبوابها أمام العالم ولن تفعل ذلك.

وتابع "نرحب بشركات الانترنت الأجنبية طالما أنها تلتزم بقوانين الصين ولوائحها."

وخلال الندوة، قال شي إن الاستثمار فى انشطة البحث والتطوير يجب أن يستهدف التكنولوجيا التى تحتاجها البلاد بشكل ضروري، وأنه يجب فى الاطار ذاته تحسين تصنيع التكنولوجيا.

وأضاف "على عكس ميكروسوفت وإنتل وجوجل وأبل، فإن شركات الانترنت الصينية لا تتعاون بشكل جيد مع بعضها البعض فى مجال البحث، وهو أحد الأسباب فى تلك الفجوة الكبيرة بين الصين والدول الأخرى."

واقترح شي تأسيس تحالفات بين المؤسسات الاكاديمية والبحثية والشركات من أجل تعزيز التعاون.

وأكد الرئيس أيضا على دور الانترنت فى توجيه الرأي العام والتعبير عنه.

ووجه شي تعليماته إلى المسئولين باستخدام الانترنت فى التواصل مع الشعب والاحاطة بمخاوف الشعب وأمانيه والتواصل الالكتروني المباشر معهم.

وأوضح شي ان "مستخدمي الانترنت يأتون من أماكن كثيرة بخبراتهم وآرائهم الخاصة. ومن ثم، فمن الصعب أن نطلب منهم ان يكونوا على صواب فى كل موضوع. "

وأضاف شي أنه يتعين ان يكون هناك تسامح أكبر وصبر أكبر تجاه مستخدمي الانترنت، مضيفا أن المسئولين بحاجة إلى الاستفادة من اقتراحات أمينة وردود الأفعال على الانترنت، وإلى المساعدة فى توضيح المفاهيم المغلوطة والافكار الغامضة لدى الناس حول مسائل معنية، والمساعدة فى حل الشكاوى وإزالة أسباب الغضب وتصحيح مفاهيمهم الخاطئة.

وقال شى إن فضاء الكترونيا نظيفا وصحيا يصب فى مصلحة الشعب، فى حين أن فضاء آخر يتسم بالخطأ والمخاطر لن يكون فى مصلحة أحد.

وأوضح شي إنه لن تسمح دولة بأن يستخدم الفضاء الالكتروني ضد نظامها أو فى تغذية التطرف الديني أو الانفصالية أو العنف، أو أن يمتلىء بالاباحية والدعوات المثيرة للكراهية.

وتابع شي انه يجب على الصين تحسين إدارة الفضاء الالكتروني والعمل على ضمان محتويات عالية الجودة من خلال أصوات إيجابية تخلق ثقافة صحية وإيجابية وتكون دافعا للخير.

واقترح الرئيس ان يتمتع الفضاء الالكتروني بالطاقة الايجابية والقيم السائدة فى المجتمع أملا فى خلق بيئة نظيفة وصالحة.

بيد أن شي أوضح أنه فى الوقت الذى لن يكون فيه كافة الناس على رأي واحد، فإن بيئة إيجابية للرأى العام فى الفضاء الالكتروني تعني عدم التشهير أو نشر الاشاعات أو الجرائم

أو كافة الأمور التى تمثل انتهاكا للدستور والقانون.

وفيما يخص النقد البناء على الانترنت فيما يتعلق بالعمل العام للحزب أو الدولة أوالمسئولين، سواء اكان هذا النقد رقيق النبرة أو فظ النبرة، قال شي "سنعمل ليس فقط على الترحيب به ولكن أيضا على دراسته للاستفادة منه فى المستقبل."

وخلال خطابه، أكد الرئيس على مسئولية شركات الانترنت، قائلا أنه فقط من خلال قبول مسئولياتها الاجتماعية ستصبح هذه الشركات أكثر قدرة على التنافسية وستتمتع بتنمية افضل.

وقال شي "لا يتعين على أصحاب الاعمال المتخصصة فى شبكة الانترنت أن يكون هدفهم الوحيد هو تحقيق الربح. ولا يتعين على مالكي شركات التسوق عبر الانترنت طرح منتجات مغشوشة أو دون المستوى. ولا يتعين على منظمي وسائل التواصل الاجتماعي نشر الشائعات. ولا يتعين على محركات البحث تقرير وضع المواقع الالكترونية فى النتائج بناء على مقدار ما تدفعه فقط. "

وأعرب شي عن قلقه بخصوص الخداع الالكتروني، وحث السلطات على تسريع إصدار التشريعات فيما يخص الانترنت وعلى تعزيز الاشراف على الفضاء الالكتروني للتعامل مع هذه المخاطر.

كما دعا شي إلى تعزيز إدارة البيانات الكبيرة. وقال إن شركات الانترنت يجب أن تولي أهمية كبرى لأمن المعلومات، لأنها ربما تكون متعلقة بالمصالح الوطنية والامن الوطني.

وأكد شي على أهمية المواهب فى تطوير الانترنت، ودعا السلطات على جميع المستويات إلى جذب الموظفين الماهرين والحفاظ عليهم.

وقال شى إن يجب تأسيس نظام للمواهب الذين يتميزون بالتنافسية على مستوى العالم، مضيفا أن الصين ترحب بكافة المواهب، بغض النظر عن من أين هم قادمون.

وتابع شي انه يتعين تزويد الشعب الصينى بخدمات المعلومات وجعلها متاحة وسهلة المنال وذات جودة عالية.

وقال شي إنه بالرغم من أن الصين التحقت بعالم الانترنت مؤخرا، غير انها حققت إنجازات كبيرة فى تطوير شبكات وخدمات الانترنت، مضيفا أن 700 مليون مواطن صينى يستخدمون الانترنت للدراسة والعمل والحصول على الخدمات العامة.

وأكد شي على أن التطور فى مجال الانترنت فى الصين يتعين أن يلبي طموحات ومطالب الشعب الصيني. ودعا إلى استثمار أكبر فى مجال البنية التحتية للانترنت، خاصة فى المناطق الريفية، مؤكدا على أنه يجب أن يتم استخدام الوسائل والخدمات الالكترونية فى دعم حملات الحد من الفقر.

وقال شي "يجب أن يستطيع المزيد من الفقراء استخدام الانترنت، حيث يمكن ان يستخدموه فى بيع منتجاتهم الزراعية كما يمكن لابنائهم تلقي تعليم رفيع المستوى من خلال الانترنت."

وأوضح انه يتعين ان يعمل الانترنت كقوة دفع جديدة لنمو الاقتصاد الصيني.

وعززت استراتيجية "انترنت بلس" الابتكار وريادة الاعمال في الصين، ويمثل اقتصاد قائم على المعلومات نصيبا كبيرا متزايدا من اجمالي الناتج المحلي.

وتابع "في عملية المعلوماتية، فإن عدم احراز تقدم او حتى التقدم البطيء يعني الركود. ويتعين على الصين تطوير بنيتها الأساسية للمعلومات ودمج مصادره."