اجتمع نائب الرئيس الصينى لي يوان تشاو مع قادة سياسيين من بعض الدول العربية في بكين، 25 أبريل. (شينخوا/ما تشان تشنغ)
بكين 26 أبريل 2016 (شينخوا) اجتمع يوم الاثنين نائب الرئيس الصينى لي يوان تشاو مع قادة سياسيين من بعض الدول العربية في بكين في خطوة رآها مراقبون هنا تأتي على طريق إعداد رواد سياسيين للصداقة الصينية-العربية لتعزيز الثقة الاستراتيجية المتبادلة ودفع التنمية المشتركة لخلق مستقبل أفضل للجانبين.
وقال لي إن الدول العربية قوة هامة على الساحة السياسية العالمية، وتلعب دورا حيويا في مبادرة الحزام والطريق، معربا عن الأمل في أن تسهم الاتصالات بين الطرفين في تحقيق المزيد من التعاون بين الصين والعرب.
وافتتح مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية رسميا تحت عنوان "بناء رابطة مصير مشترك بين الصين والدول العربية -- مهمة الأحزاب السياسية" يوم الخميس الفائت في مدينة يينتشوان بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي بشمال غربي الصين. وحضر 36 ممثلا من ما يقرب من 30 حزبا سياسيا من 16 دولة عربية حوارا مع الحزب الشيوعي الصيني في الفترة من 21 إلى 22 أبريل.
وجاء المشاركون في الحوار من أحزاب حاكمة و معارضة، وأحزاب كبيرة وعريقة وصغيرة ناشئة، ما دفع تنويع التبادلات بين الأحزاب العربية والحزب الشيوعي الصيني.
وقال سونغ تاو، رئيس دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، أن الحزب الشيوعي الصيني سيدعو 1500 قيادة حزبية عربية لزيارة الصين في السنوات الخمس المقبلة، مؤكدا في كلمته على أهمية اضطلاع الأحزاب الصينية والعربية بدور قيادي على المستوى السياسي لبناء نمط جديد للعلاقات بين الجانبين ومجموعة صينية-عربية ذات مصير مشترك.
ويأتي مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني والأحزاب العربية ترجمة لتعهدات الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه التاريخي أمام جامعة الدول العربية في يناير الماضي بدفع التواصل الإنساني والثقافي بين المنطقة التي تقع على امتداد "الحزام والطريق" والصين. وتعهد شي خلال خطابه بتقديم ألف فرصة تدريب للقادة الشباب العرب وتوجيه الدعوة لـ1500 قيادة حزبية عربية لزيارة الصين لإعداد سفراء شباب ورواد سياسيين للصداقة الصينية-العربية.
وركز الممثلون العرب على إدراك وفهم السياسات والمبادرات الصينية مثل "الخطة الخمسية الـ13" و"الحلم الصيني" و" الحزام والطريق".
بالإضافة إلى ذلك، ناقشوا قضايا من بينها مكافحة الإرهاب والتطرف لتبادل الخبرات المختلفة في مواجهة هذه التحديات المتصاعدة.
وفي هذا الصدد، قال لي شياو شيان، مدير معهد الصين لدراسة الشؤون العربية لجامعة نينغشيا، إن تعزيز التبادلات وتعميق الفهم المتبادل والتعاون العملي بين الصين والدول العربية بنشاط يمثل اتجاها مستقبليا، مؤكدا إلى جانب التبادل الحزبي أهمية دفع التعاون بين الجانبين في القدرة الانتاجية في الدول العربية، لما أن ذلك يوفر شروطا حيوية لتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة
وقال دونغ مان يوان، نائب رئيس معهد الصين لدراسة الشؤون الدولية، إن "الصين مشارك نشط في تنمية منطقة الشرق الأوسط وبناء بيت الصداقة الصينية-العربية"، مقتبسا من كلمة شي " لا نقوم بتنصيب الوكلاء.. ولا ننتزع ما يسمى بمجال النفوذ.. ولا ننوى ملء الفراغ"، ما يسلط الضوء على سياسات ودوافع مختلفة عن دول أخرى، على حد قوله.
وأضاف أنه خلال زيارته إلى مصر والسعودية مؤخرا لاحظ عزما حاسما لدى السياسيين العرب على السيطرة على مصيرهم الأمني والتنموي بأنفسهم وسلك المسار التنموي الخاص بهم، مشيرا الى أن هذا الأمر ترك انطباعات عميقة لديه.
وقال " الدول العربية تحتاج إلى مساعدة حقيقية وليس تدخلا فظا، وتتوقع من الصين أن تلعب دورا مختلفا عن دور القوى الأخرى".
وأشار إلى الصراعات الدائرة في المنطقة وتدخل هذه القوى فيها وموقف الصين، قائلا "إن الصين تحترم دائما خيارات الشعوب، وتبذل الجهود من أجل البحث عن حل مقبول لدى جميع الأطراف".
وشدد على أن المفاوضات تستحق أن تستمر بغض النظر عن صعوباتها، ما دام هذا يصب في مصلحة وقف إطلاق النار والحد من نزف الدماء والكوارث الإنسانية وتحقيق إعادة بناء الاقتصاد.
وأكد دونغ أن استقرار منطقة الشرق الأوسط يتفق مع المصالح الصينية نظرا لأن حجم التعاون المتبادل النفع يتوسع يوما بعد يوم. وذكر أن" الصين تحترم نظم الدول العربية واختياراتها لطرقها وأنماطها التنموية، والاستفادة من الحضارات والثقافات المتنوعة في المنطقة، وتتعامل مع الدول العربية بمبدأ الصديق والشريك، ولا تتدخل في شؤونها الداخلية، ولا تلعب دور معلم الديمقراطية وحقوق الإنسان".
ومكن التطور الاقتصادي السريع في السنوات الأخيرة الصين من تقديم دعم حقيقي للدول العربية، وقد دفعت مبادرة "الحزام والطريق" التي طرحها الرئيس شي تعميق العلاقات على كافة الأصعدة والارتقاء بمستوى التعاون الاستراتيجي بين الجانبين. وتسعي الصين إلى دفع التعاون بين الجانبين من خلال اتخاذ التعاون في الطاقة التقليدي كمجال رئيسي، وتطوير البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين، ودفع التعاون في الطاقة النووية وتكنولوجيا الفضاء والطاقات الجديدة كنقطة اختراق.
وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ قام بجولة في منطقة الشرق الأوسط شملت السعودية ومصر وإيران بحث خلالها مع قادت هذه الدول تعزيز التعاون والتنمية المشتركة وألقى خطابا تاريخيا بمقر جامعة الدول العربية أوضح فيه موقف الصين من القضايا العربية وسياساتها المستقبلية.