((أهم الموضوعات الدولية)) تقرير خاص: المسلسلات الصينية... جسر للتقارب بين الشعبين الصيني والمصري ورابط ثقافي وثيق بين البلدين

14:36:50 05-05-2016 | Arabic. News. Cn

بكين 5 مايو 2016 (شينخوا) انتهى مؤخرا عرض حلقات المسلسل الصيني المدبلج باللغة العربية "رومانسية الشعر الأبيض" على شاشة القناة الثانية بالتليفزيون المصري، إذ لاقى قبولا من عدد كبير من المشاهدين المصريين حيث تابع أحداثه بشغف 4 ملايين مصري، بنسبة مشاهدة تصل إلى 3.8% .

ويتمحور "رومانسية الشعر الأبيض" حول قصة حب تجمع بين البطل والبطلة وتدور أحداثها في مطلع ستينات القرن الماضي في الصين. وتكشف حلقاته كيف استطاعا معا التغلب على الفوارق بينهما سواء كانت ذات صلة بالظروف الاقتصادية أو بالمستوى التعليمي، وكيف نجحا في تجاوز صعوبات ومشقات الحياة خلال مراحل اجتماعية مختلفة، ليعيشا معا 50 عاما مليئة بالمنعطفات والعواصف. وعبر هذا المسلسل الاجتماعي ، انفتحت أمام المشاهد المصري نافذة يمكن أن يتعرف من خلالها على واقع المجتمع الصيني في تلك الحقبة وعملية تطوره في العقود الأخيرة.

في الواقع، لم يكن هذا أول مسلسل صيني يعرض على شاشة التليفزيون المصري. ففي عام 2013، عرض المسلسلان الصينيان "حياة سعيدة" و"العصر الجميل لزوجة الابن" على شاشة القناة الثانية المصرية، وبلغت نسبة مشاهدتهما 2.8% و3.2% على التوالي. ورغم أن المسلسلات الصينية لم تدخل السوق المصرية سوى منذ فترة قصيرة، إلا أنها لاقت رواجا كبيرا وحبا شديدا من جانب المشاهدين المصريين.

ويعد "رومانسية الشعر الأبيض" أول مسلسل صيني يعرض في مصر في إطار اتفاقية "المسرح الصيني" التي وقعت عام 2015 بين إذاعة الصين الدولية واتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري خلال منتدى التعاون الإذاعي والتليفزيوني بين الصين ومصر.

فضلا عن ذلك، عرضت على نفس القناة المصرية منذ يناير الماضي حلقات وثائقية تحت عنوان "أهلا بالصين" أتاحت الفرصة للمصريين لكي يتعرفوا على الجوانب العديدة والثرية للثقافة والحضارة الصينية فضلا عن جميع أوجه التطور التي شهدتها الصين الحديثة، كما أوجدت منصة يمكن أن تعرض الصين من خلالها برامجها الثقافية بشكل مستمر.

إن التواصل والتفاهم بين الشعبين يشكلان حقا أساسا متينا لتنمية العلاقات الراسخة بين الصين ومصر، كما يمثلان قوة دفع للحوار الثقافي ويعمقان التعاون الثنائي. فالمسلسلات الصينية التي تبث على الشاشات المصرية تعد بمثابة جسر مهم للتواصل بين الحضارتين العريقتين ورابط بين الشعبين الصديقين. وقال الكثير من المشاهدين المصريين إن حضارتي وثقافتي البلدين تجمعهما سمات متشابهة مثل التسامح والأمانة والصبر وضبط النفس وغيرها من المفاهيم والقيم، لذا نال المسلسل إعجابهم واستطاعوا فهم محتواه بكل سهولة.

وفي الوقت الراهن، تقوم الصين بترجمة العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية وأفلام الكرتون الصينية الأخرى التي ستعرض في مصر عبر قنوات التليفزيون المصري والقنوات الخاصة، ومن المتوقع أن تضخ حيوية جديدة في التبادلات الثقافية بين البلدين.

وتعد التبادلات في مجال الإذاعة والتليفزيون بين الصين ومصر صورة مصغرة للتبادلات الثنائية الشاملة. ويوافق العام الجاري الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر وإطلاق العام الثقافي بين البلدين. وقد وقع الجانبان حتى الآن أكثر من عشر خطط تعاونية ثنائية تغطي مجالات الثقافة، والتعليم، والدين، والكتب والطباعة، والإعلام ، والسياحة فضلا عن مجال الإذاعة والتليفزيون.

ومع إعلان وزارة الثقافة الصينية والسفارة المصرية لدى الصين في الـ11 من يناير الماضي عن بدء فعاليات العام الثقافي الصيني- المصري 2016، تنطلق 102 فعالية ثقافية في مدن مختلفة من البلدين طوال العام، منها 63 فعالية في الصين و39 فعالية أخرى في مصر. وعقب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة في يناير الماضي، شهدت التبادلات الثقافية بين الجانبين على المستويين الحكومي والشعبي ازدهارا أكبر وأخذ يجرى افتتاح هذه الفعاليات تدريجيا ومنها على سبيل المثال لا الحصر معرض فني مصري- صيني مشترك ومعرض آخر للخط العربي المصري في بكين، ومعرض للفن التشكيلي بعنوان "أناقة الحبر" لفنانات صينيات في القاهرة ..إلخ.

وفي الحقيقة، لم يشهد التواصل الثقافي بين الصين ومصر انقطاعا على مدار التاريخ حتى في وقت الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي منذ عام 2011. فالمركز الثقافي الصيني بالقاهرة الذي تأسس عام 2002، يعد من النتائج المثمرة للتواصل الثقافي بين الجانبين، حيث يعد أول مركز ثقافي كبير تؤسسه الحكومة الصينية خارج البلاد. وفي عام 2015 وحده، استضاف المركز حوالى 80 فعالية ثقافية، وبلغ عدد المشاركين في هذه الفعاليات 36 ألف شخص.

أما في العام الجاري الذي يشهد أول مرة تقوم فيها الصين بإقامة فعاليات عام ثقافي مع بلد عربي، فلا شك أن نطاق التبادلات الثقافية سيزداد عمقا واتساعا بين صاحبتي أقدم حضارتين، لتفتح هذه التبادلات فصلا جديدا في التواصل الثنائي وتكسر حاجز المسافة بين البلدين وتربط قلوب الشعبين أكثر فأكثر ببعضهما البعض.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) تقرير خاص: المسلسلات الصينية... جسر للتقارب بين الشعبين الصيني والمصري ورابط ثقافي وثيق بين البلدين

新华社 | 2016-05-05 14:36:50

بكين 5 مايو 2016 (شينخوا) انتهى مؤخرا عرض حلقات المسلسل الصيني المدبلج باللغة العربية "رومانسية الشعر الأبيض" على شاشة القناة الثانية بالتليفزيون المصري، إذ لاقى قبولا من عدد كبير من المشاهدين المصريين حيث تابع أحداثه بشغف 4 ملايين مصري، بنسبة مشاهدة تصل إلى 3.8% .

ويتمحور "رومانسية الشعر الأبيض" حول قصة حب تجمع بين البطل والبطلة وتدور أحداثها في مطلع ستينات القرن الماضي في الصين. وتكشف حلقاته كيف استطاعا معا التغلب على الفوارق بينهما سواء كانت ذات صلة بالظروف الاقتصادية أو بالمستوى التعليمي، وكيف نجحا في تجاوز صعوبات ومشقات الحياة خلال مراحل اجتماعية مختلفة، ليعيشا معا 50 عاما مليئة بالمنعطفات والعواصف. وعبر هذا المسلسل الاجتماعي ، انفتحت أمام المشاهد المصري نافذة يمكن أن يتعرف من خلالها على واقع المجتمع الصيني في تلك الحقبة وعملية تطوره في العقود الأخيرة.

في الواقع، لم يكن هذا أول مسلسل صيني يعرض على شاشة التليفزيون المصري. ففي عام 2013، عرض المسلسلان الصينيان "حياة سعيدة" و"العصر الجميل لزوجة الابن" على شاشة القناة الثانية المصرية، وبلغت نسبة مشاهدتهما 2.8% و3.2% على التوالي. ورغم أن المسلسلات الصينية لم تدخل السوق المصرية سوى منذ فترة قصيرة، إلا أنها لاقت رواجا كبيرا وحبا شديدا من جانب المشاهدين المصريين.

ويعد "رومانسية الشعر الأبيض" أول مسلسل صيني يعرض في مصر في إطار اتفاقية "المسرح الصيني" التي وقعت عام 2015 بين إذاعة الصين الدولية واتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري خلال منتدى التعاون الإذاعي والتليفزيوني بين الصين ومصر.

فضلا عن ذلك، عرضت على نفس القناة المصرية منذ يناير الماضي حلقات وثائقية تحت عنوان "أهلا بالصين" أتاحت الفرصة للمصريين لكي يتعرفوا على الجوانب العديدة والثرية للثقافة والحضارة الصينية فضلا عن جميع أوجه التطور التي شهدتها الصين الحديثة، كما أوجدت منصة يمكن أن تعرض الصين من خلالها برامجها الثقافية بشكل مستمر.

إن التواصل والتفاهم بين الشعبين يشكلان حقا أساسا متينا لتنمية العلاقات الراسخة بين الصين ومصر، كما يمثلان قوة دفع للحوار الثقافي ويعمقان التعاون الثنائي. فالمسلسلات الصينية التي تبث على الشاشات المصرية تعد بمثابة جسر مهم للتواصل بين الحضارتين العريقتين ورابط بين الشعبين الصديقين. وقال الكثير من المشاهدين المصريين إن حضارتي وثقافتي البلدين تجمعهما سمات متشابهة مثل التسامح والأمانة والصبر وضبط النفس وغيرها من المفاهيم والقيم، لذا نال المسلسل إعجابهم واستطاعوا فهم محتواه بكل سهولة.

وفي الوقت الراهن، تقوم الصين بترجمة العديد من المسلسلات والأفلام السينمائية وأفلام الكرتون الصينية الأخرى التي ستعرض في مصر عبر قنوات التليفزيون المصري والقنوات الخاصة، ومن المتوقع أن تضخ حيوية جديدة في التبادلات الثقافية بين البلدين.

وتعد التبادلات في مجال الإذاعة والتليفزيون بين الصين ومصر صورة مصغرة للتبادلات الثنائية الشاملة. ويوافق العام الجاري الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين ومصر وإطلاق العام الثقافي بين البلدين. وقد وقع الجانبان حتى الآن أكثر من عشر خطط تعاونية ثنائية تغطي مجالات الثقافة، والتعليم، والدين، والكتب والطباعة، والإعلام ، والسياحة فضلا عن مجال الإذاعة والتليفزيون.

ومع إعلان وزارة الثقافة الصينية والسفارة المصرية لدى الصين في الـ11 من يناير الماضي عن بدء فعاليات العام الثقافي الصيني- المصري 2016، تنطلق 102 فعالية ثقافية في مدن مختلفة من البلدين طوال العام، منها 63 فعالية في الصين و39 فعالية أخرى في مصر. وعقب زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للقاهرة في يناير الماضي، شهدت التبادلات الثقافية بين الجانبين على المستويين الحكومي والشعبي ازدهارا أكبر وأخذ يجرى افتتاح هذه الفعاليات تدريجيا ومنها على سبيل المثال لا الحصر معرض فني مصري- صيني مشترك ومعرض آخر للخط العربي المصري في بكين، ومعرض للفن التشكيلي بعنوان "أناقة الحبر" لفنانات صينيات في القاهرة ..إلخ.

وفي الحقيقة، لم يشهد التواصل الثقافي بين الصين ومصر انقطاعا على مدار التاريخ حتى في وقت الاضطرابات التي اجتاحت العالم العربي منذ عام 2011. فالمركز الثقافي الصيني بالقاهرة الذي تأسس عام 2002، يعد من النتائج المثمرة للتواصل الثقافي بين الجانبين، حيث يعد أول مركز ثقافي كبير تؤسسه الحكومة الصينية خارج البلاد. وفي عام 2015 وحده، استضاف المركز حوالى 80 فعالية ثقافية، وبلغ عدد المشاركين في هذه الفعاليات 36 ألف شخص.

أما في العام الجاري الذي يشهد أول مرة تقوم فيها الصين بإقامة فعاليات عام ثقافي مع بلد عربي، فلا شك أن نطاق التبادلات الثقافية سيزداد عمقا واتساعا بين صاحبتي أقدم حضارتين، لتفتح هذه التبادلات فصلا جديدا في التواصل الثنائي وتكسر حاجز المسافة بين البلدين وتربط قلوب الشعبين أكثر فأكثر ببعضهما البعض.

الصور

010020070790000000000000011100001353363581