بقلم رانية
بكين 10 مايو 2016 (شينخوا) أكد وو سي كه المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط أن الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى التعاون الصيني العربي المقرر عقده في العاصمة القطرية الدوحة يوم الخميس الموافق 12 مايو الجاري والذي سيشارك فيه وزير الخارجية الصيني وانغ يي يحمل معنى فريدا ويأتي في إطار توطيد التعاون الصيني العربي وتعميق التواصل وتعزيز الحوار بين الجانبين وتحسين بناء آلية المنتدى.
وذكر وو سي كه، خلال مقابلة حصرية أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الاثنين، أن المعنى الفريد لهذه الدورة من المنتدى الصيني العربي يتمثل أولا في أن عام 2016 يصادف الذكرى الـ60 لاستهلال الصين لعلاقاتها الدبلوماسية مع الدول العربية، حيث كانت مصر أول بلد عربي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين وذلك في عام 1956. وثانيا أنه يأتي في أعقاب قيام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة إلى السعودية ومصر في يناير الماضي حيث ألقى خطابا من مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة طرح فيه نهجا بديلا لحل المعضلات الإقليمية وإحلال السلام في الشرق الأوسط وكذا أربعة مقترحات من أجل البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق".
وحول المحاور التي سيركز عليها الاجتماع الوزاري المرتقب للمنتدى، أشار السفير وو سي كه إلى أنها تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، تتجسد أولا وبشكل أساسي في دفع وتعميق التعاون بين الجانبين في مزيد من المجالات مثل الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمارات،وثانيا في مناقشة الأوضاع الإقليمية الساخنة في مناطق مثل غزة وسوريا لتحقيق وقف إطلاق النار وكذا دفع محادثات السلام بين الأطراف المتصارعة، وثالثا في مكافحة خطر الإرهاب.
وفيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية ومبادرة "الحزام والطريق"، قال وو سي كه إن الصين دخلت مرحلة تطبيق الخطة الخمسية الـ13(2016-2020) التي تنص على وضع عدة إجراءات تنموية من بينها مبادرة "الحزام والطريق" موضع التنفيذ، مشددا على أهمية التعاون مع العالم العربي الذي يعد شريكا إستراتيجيا طبيعيا للصين في البناء المشترك لهذه المبادرة الطموحة.
وأضاف المبعوث الصيني السابق للشرق الأوسط أن أهداف هذه الدورة من المنتدى تكمن في رفع مستوى التعاون الصيني العربي الشامل، وتطور العلاقات الإستراتيجية بين الصين والأقطار العربية والإرتقاء بها إلى مستوى جديد، ودفع تنفيذ الثمار التي طرحتها زيارة الرئيس شي لمنطقة الشرق الأوسط في يناير الماضي، وتعزيز الدبلوماسية ذات الخصائص الصينية تجاه المنطقة، وتجسيد البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق" على أرض الواقع.
وكان الرئيس شي قد شدد خلال المراسم الافتتاحية للدورة السادسة للمنتدى عام 2014، شدد على أن مبادرة "الحزام والطريق" تعد سبيلا لتحقيق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك، فعبر طريق الحرير، تعرفت الصين والبلدان العربية على بعضها البعض وقامت بينها صداقة وطيدة. وأضاف أن الجانبين يعدان شريكي تعاون طبيعيين في البناء المشترك لمبادرة "الحزام والطريق"، ولابد للجانبين الصيني والعربي من الإلتزام بمبادئ "التباحث والبناء والتقاسم المشترك" لتشكيل مجتمع المصالح والمصير المشتركين بينهما.
وفي الختام، ذكر وو سي كه أنه من المتوقع أن يتبادل الجانبان الصيني والعربي خلال هذه الدورة من المنتدى الآراء والدعم الثابت لبعضهما البعض في الشؤون الجوهرية محل اهتمامهما المشترك، وهو ما يتمثل من ناحية في احترام الجانب الصيني الكامل وتأييده الصارم لحقوق البلدان العربية في اختيار الطريق التنموي والسياسي الخاص بها، ومن ناحية أخرى في دعم الجانب العربي وتأييده لسيادة الصين الكاملة وسلامة أراضيها.