مقابلة: باحث: إساءة الولايات المتحدة للتقدير في قضية بحر الصين الجنوبي ستكون مكلفة

12:58:13 11-05-2016 | Arabic. News. Cn

بكين 11 مايو 2016 (شينخوا) لقد أساءت الولايات المتحدة تقديرها للصين في قضية بحر الصين الجنوبي وهذا الأمر سيكون مكلفا، حسبما أفاد باحث متخصص في الدراسات الصينية.

وذكر تشنغ يونغ نيان مدير معهد شرق آسيا بالجامعة الوطنية السنغافورية لوكالة أنباء ((شينخوا)) عبر الهاتف يوم الاثنين أن الولايات المتحدة أساءت تقديرها للصين ونواياها ودورها فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي.

وأضاف "إنها استندت في حكمها إلى تجربتها التاريخية الخاصة كإمبراطورية توسعية وإلى أيديولوجية القوى العظمى المتجذرة بعمق لديها، وليس على أساس الأداء الدبلوماسي للصين في المنطقة".

-- إساءة تقدير إستراتيجية من الولايات المتحدة

وقال تشنغ، الباحث الشهير في الدراسات الصينية، إن الصين على نحو مغاير للولايات المتحدة "ليس لديها ثقافة تبشيرية أو سياسات دبلوماسية تبشيرية"

وفيما ينظر البعض في الصين للوجود الأمريكي الكثيف في المنطقة باعتباره تهديدا، ليس لدى الصين نسختها الخاصة من "عقيدة مونرو" لدفع النفوذ الأمريكي خارج المنطقة.

كما إن المخاوف الأمريكية إزاء حرية الملاحة لا مبرر لها. فالصين تريد حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي أكثر من الآخرين في ضوء اعتمادها بشدة على المسارات البحرية الهامة هناك.

وبوجه عام، لا يوجد بين الصين والولايات المتحدة صراع جيوسياسي مباشر في بحر الصين الجنوبي، على حد قول تشنغ.

وأضاف أن الصين قالت إنها ترحب باضطلاع الولايات المتحدة بدور إيجابي في إحلال السلام والاستقرار الإقليميين، مثل المساهمة في إحلال الأمن البحري.

فقد أعربت الصين عن تأييدها لنهج ذي مسار مزوج بشأن قضية بحر الصين الجنوبي. فهي تدعو إلى بذل جهود مشتركة من قبل دول المنطقة لحماية السلام والاستقرار الإقليميين، وتصر على أن نزاعات بحر الصين الجنوبي لابد من التعامل معها عبر قنوات ثنائية سلمية بين الدول المعنية بشكل مباشر بهذه النزاعات.

-- نهج تدعو إليه الصين

وأكدت الولايات المتحدة مرارا أن قضية بحر الصين الجنوبي "لابد من حلها سلميا دون أن تترأس فيها دولة كبرى جيرانها الأصغر". ولكن تشنغ قال إن هذا الاتهام الضمنى الذي مفاده أن الصين تستأسد على آخرين هو اتهام مغرض في الأساس.

وأضاف أن نهج تدويل النزاعات الذي تدعمه الولايات المتحدة يعد بكل بساطة نهجا غير مفيد لأن النزاعات الإقليمية عادة مالا تترك مجالا للدول أصحاب المطالبات للتراجع، وأن أية جهود ترمي إلى خلق ضجيج لن تؤدى سوى إلى تصعيد التوتر.

وكان الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، الذي يحظى بتقدير في أنحاء العالم باعتباره زعيما عظيما معروفا عنه براغماتيه، قد أقر بأن النزاعات في بحر الصين الجنوبي يمكن حلها ومن ثم اقترح تطويرا مشتركا.

إن النهج الذي نادى به دنغ شياو بينغ أفضل لأنه يتناسب مع السياق التاريخ المعقد. فالصين وجيرانها بمنطقة بحر الصين الجنوبي تتعايش منذ آلاف السنين قبل وضع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

كما برهنت الصين أنها تتعامل مع جيرانها الأصغر بالاحترام الواجب وتعاملهم على قدم المساواة. فقد قامت الصين وفيتنام، على سبيل المثال، وذلك منذ فترة طويلة بحل نزاعهما المتعلق بالحدود البرية عبر المفاوضات الثنائية حيث قدمت الصين عددا غير قليل من التنازلات.

وقال تشنغ إن "هذه الحالة أثبتت أنه من الظلم وصف الصين بأنها مستأسدة كبيرة على دول أصغر".

ويرى تشنغ أن الصين حاولت تجنب خلق ضجيج بشأن قضية بحر الصين الجنوبي. وإنها ليست أول دولة تقيم مشروعات استصلاح وبناء على الجزء والنتوءات الصخرية، إذ أن دولا مثل الفلبين وفيتنام فعلت ذلك منذ زمن طويل.

وحتى في مواجهة التدخل الأمريكي، لم تتردد الصين في السعى إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.

-- ليس هناك من رابح

ولفت تشنغ إلى أن النهج الذي تدعمه الولايات المتحدة والمتمثل في جعل نزاعات بحر الصين الجنوبي قضية جيوسياسية دولية متزايدة التعقيد سيكون مكلفا لجميع الأطراف المعنية.

ورغم أنه ليس من مصلحة الصين رؤية ضجيج حول قضية بحر الصين الجنوبي، إلا أن الصين ستضطر إلى الرد على الاستفزازات. وإنها تمتلك القدرة تماما على مقاومة التحركات الاستفزازاية التي تدعمها الولايات المتحدة عند الاقتضاء.

وتواجه رابطة دول جنوب شرق آسيا ((الآسيان)) معضلة حيث يحاول بعض أعضائها فرض خلافاتهم مع الصين على منصة الآسيان ضد إرادة أعضاء آخرين.

وذكر تشنغ إن المنطقة أصبحت أقل استقرارا منذ أن تدخلت الولايات المتحدة بسياستها المعروفة باسم "محور آسيا".

وعلاوة على ذلك، ليس بالضرورة أن تكون من مصلحة حتى الدول أصحاب المطالبات تدويل النزاعات في بحر الصين الجنوبي.

وقال تشنغ إن "بعض الساسة يفعلون ذلك انطلاقا من اعتبارات سياسية دون مراعاة مصالحهم الوطنية".

فالتدخل الأمريكي يعد سوء تقدير إستراتيجي وينطوى عن تكلفة ستتحملها الولايات المتحدة.

وذكر تشنغ أن مصالح دول المنطقة ومصالح الولايات المتحدة ليس دائما متطابقة. "فرغم أن هناك تقاربا في المصالح الوطنية بين الولايات المتحدة وهذه الدول (أصحاب المطالب) في بعض المجالات،إلا أن تعظيم المصالح الوطنية لهذه الدول ليس بالضرورة في صالح الولايات المتحدة".

وأضاف تشنغ "أن الولايات المتحدة لن تستفيد شيئا من تدخلها، فتدخلها لم يجلب سوى وضع الخاسر بالنسبة لجميع الأطراف المعنية".

وذكر تشنغ أن الصين أظهرت قوة لا تتزعزع في مواجهة الضغوط بشأن قضية بحر الصين الجنوبي.

واختتم حديثه قائلا إن الصين بحاجة إلى التحلى بالصبر، فالرشد ينتج عن الصبر".

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

مقابلة: باحث: إساءة الولايات المتحدة للتقدير في قضية بحر الصين الجنوبي ستكون مكلفة

新华社 | 2016-05-11 12:58:13

بكين 11 مايو 2016 (شينخوا) لقد أساءت الولايات المتحدة تقديرها للصين في قضية بحر الصين الجنوبي وهذا الأمر سيكون مكلفا، حسبما أفاد باحث متخصص في الدراسات الصينية.

وذكر تشنغ يونغ نيان مدير معهد شرق آسيا بالجامعة الوطنية السنغافورية لوكالة أنباء ((شينخوا)) عبر الهاتف يوم الاثنين أن الولايات المتحدة أساءت تقديرها للصين ونواياها ودورها فيما يتعلق بقضية بحر الصين الجنوبي.

وأضاف "إنها استندت في حكمها إلى تجربتها التاريخية الخاصة كإمبراطورية توسعية وإلى أيديولوجية القوى العظمى المتجذرة بعمق لديها، وليس على أساس الأداء الدبلوماسي للصين في المنطقة".

-- إساءة تقدير إستراتيجية من الولايات المتحدة

وقال تشنغ، الباحث الشهير في الدراسات الصينية، إن الصين على نحو مغاير للولايات المتحدة "ليس لديها ثقافة تبشيرية أو سياسات دبلوماسية تبشيرية"

وفيما ينظر البعض في الصين للوجود الأمريكي الكثيف في المنطقة باعتباره تهديدا، ليس لدى الصين نسختها الخاصة من "عقيدة مونرو" لدفع النفوذ الأمريكي خارج المنطقة.

كما إن المخاوف الأمريكية إزاء حرية الملاحة لا مبرر لها. فالصين تريد حماية السلام والاستقرار في بحر الصين الجنوبي أكثر من الآخرين في ضوء اعتمادها بشدة على المسارات البحرية الهامة هناك.

وبوجه عام، لا يوجد بين الصين والولايات المتحدة صراع جيوسياسي مباشر في بحر الصين الجنوبي، على حد قول تشنغ.

وأضاف أن الصين قالت إنها ترحب باضطلاع الولايات المتحدة بدور إيجابي في إحلال السلام والاستقرار الإقليميين، مثل المساهمة في إحلال الأمن البحري.

فقد أعربت الصين عن تأييدها لنهج ذي مسار مزوج بشأن قضية بحر الصين الجنوبي. فهي تدعو إلى بذل جهود مشتركة من قبل دول المنطقة لحماية السلام والاستقرار الإقليميين، وتصر على أن نزاعات بحر الصين الجنوبي لابد من التعامل معها عبر قنوات ثنائية سلمية بين الدول المعنية بشكل مباشر بهذه النزاعات.

-- نهج تدعو إليه الصين

وأكدت الولايات المتحدة مرارا أن قضية بحر الصين الجنوبي "لابد من حلها سلميا دون أن تترأس فيها دولة كبرى جيرانها الأصغر". ولكن تشنغ قال إن هذا الاتهام الضمنى الذي مفاده أن الصين تستأسد على آخرين هو اتهام مغرض في الأساس.

وأضاف أن نهج تدويل النزاعات الذي تدعمه الولايات المتحدة يعد بكل بساطة نهجا غير مفيد لأن النزاعات الإقليمية عادة مالا تترك مجالا للدول أصحاب المطالبات للتراجع، وأن أية جهود ترمي إلى خلق ضجيج لن تؤدى سوى إلى تصعيد التوتر.

وكان الزعيم الصيني الراحل دنغ شياو بينغ، الذي يحظى بتقدير في أنحاء العالم باعتباره زعيما عظيما معروفا عنه براغماتيه، قد أقر بأن النزاعات في بحر الصين الجنوبي يمكن حلها ومن ثم اقترح تطويرا مشتركا.

إن النهج الذي نادى به دنغ شياو بينغ أفضل لأنه يتناسب مع السياق التاريخ المعقد. فالصين وجيرانها بمنطقة بحر الصين الجنوبي تتعايش منذ آلاف السنين قبل وضع اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

كما برهنت الصين أنها تتعامل مع جيرانها الأصغر بالاحترام الواجب وتعاملهم على قدم المساواة. فقد قامت الصين وفيتنام، على سبيل المثال، وذلك منذ فترة طويلة بحل نزاعهما المتعلق بالحدود البرية عبر المفاوضات الثنائية حيث قدمت الصين عددا غير قليل من التنازلات.

وقال تشنغ إن "هذه الحالة أثبتت أنه من الظلم وصف الصين بأنها مستأسدة كبيرة على دول أصغر".

ويرى تشنغ أن الصين حاولت تجنب خلق ضجيج بشأن قضية بحر الصين الجنوبي. وإنها ليست أول دولة تقيم مشروعات استصلاح وبناء على الجزء والنتوءات الصخرية، إذ أن دولا مثل الفلبين وفيتنام فعلت ذلك منذ زمن طويل.

وحتى في مواجهة التدخل الأمريكي، لم تتردد الصين في السعى إلى تحقيق السلام والاستقرار الإقليميين.

-- ليس هناك من رابح

ولفت تشنغ إلى أن النهج الذي تدعمه الولايات المتحدة والمتمثل في جعل نزاعات بحر الصين الجنوبي قضية جيوسياسية دولية متزايدة التعقيد سيكون مكلفا لجميع الأطراف المعنية.

ورغم أنه ليس من مصلحة الصين رؤية ضجيج حول قضية بحر الصين الجنوبي، إلا أن الصين ستضطر إلى الرد على الاستفزازات. وإنها تمتلك القدرة تماما على مقاومة التحركات الاستفزازاية التي تدعمها الولايات المتحدة عند الاقتضاء.

وتواجه رابطة دول جنوب شرق آسيا ((الآسيان)) معضلة حيث يحاول بعض أعضائها فرض خلافاتهم مع الصين على منصة الآسيان ضد إرادة أعضاء آخرين.

وذكر تشنغ إن المنطقة أصبحت أقل استقرارا منذ أن تدخلت الولايات المتحدة بسياستها المعروفة باسم "محور آسيا".

وعلاوة على ذلك، ليس بالضرورة أن تكون من مصلحة حتى الدول أصحاب المطالبات تدويل النزاعات في بحر الصين الجنوبي.

وقال تشنغ إن "بعض الساسة يفعلون ذلك انطلاقا من اعتبارات سياسية دون مراعاة مصالحهم الوطنية".

فالتدخل الأمريكي يعد سوء تقدير إستراتيجي وينطوى عن تكلفة ستتحملها الولايات المتحدة.

وذكر تشنغ أن مصالح دول المنطقة ومصالح الولايات المتحدة ليس دائما متطابقة. "فرغم أن هناك تقاربا في المصالح الوطنية بين الولايات المتحدة وهذه الدول (أصحاب المطالب) في بعض المجالات،إلا أن تعظيم المصالح الوطنية لهذه الدول ليس بالضرورة في صالح الولايات المتحدة".

وأضاف تشنغ "أن الولايات المتحدة لن تستفيد شيئا من تدخلها، فتدخلها لم يجلب سوى وضع الخاسر بالنسبة لجميع الأطراف المعنية".

وذكر تشنغ أن الصين أظهرت قوة لا تتزعزع في مواجهة الضغوط بشأن قضية بحر الصين الجنوبي.

واختتم حديثه قائلا إن الصين بحاجة إلى التحلى بالصبر، فالرشد ينتج عن الصبر".

الصور

010020070790000000000000011101441353505721