بكين 13 مايو 2016 (شينخوا) افتتح معرض "أوجه التشابه الثقافي بين المغرب والصين" اليوم (الجمعة) في العاصمة الصينية بكين بحضور مسؤولين من الجانبين وذلك على هامش زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى الصين.
يقام المعرض تحت رعاية سفارة المملكة المغربية لدى الصين وبالتعاون مع مؤسسات صينية شريكة، وتعرض فيه عدة لوحات وقطع فنية من البلدين تعكس بوضوح مدى التقارب في العادات والتقاليد بين الثقافتين العرقيتين رغم البعد الجغرافي بينهما. ومن المقرر أن يستمر المعرض لمدة أسبوع في جناح بقصر الأمير قونغ الأثري وسيبدأ اعتبارا من اليوم في استقبال جميع الزائرين.
وأشار وزير الثقافة المغربي السيد محمد أمين الصبيحي في كلمته خلال حفل الافتتاح إلى أن المعرض يأتي لتعزيز التبادل الثقافي بين البلدين على خلفية زيارة العاهل المغربي للصين وسوف يبرز لزائريه أوجه التشابه والتقارب بين الثقافتين، لافتا إلى أن المغرب والصين مثلتا نقطتي البداية والنهاية لطريق الحرير القديم الذي شهد تبادلات مكثفة منذ زمن بعيد.
وأوضح الصبيحي أنه منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1958، توطدت الروابط الاقتصادية والثقافية الثنائية بشكل مستمر. وضرب بالشاي مثالا كأحد أوجه التقارب بين الشعبين المغربي والصيني، قائلا إن الشاي الصيني وصل إلى المدن المغربية منذ ستينات القرن الـ19وبات المغرب أحد أكبر الأسواق بالنسبة لصادرات الشاى الصينية.
ولدى إشارته إلى الدفع المستمر للتبادل الثقافي بين البلدين، ذكر الوزير أن المغرب والصين اتفقتا على إنشاء مركز ثقافي صيني في الرباط ودفع مشروع الترجمة من الصينية إلى العربية والعكس، منوها إلى اهتمام البلدين بإقامة ما يتراوح بين خمسة وستة أنشطة ثقافية سنويا لتعزيز التبادلات الثنائية.
وأضاف أن هناك حوالي 1200 طالب مغربي يدرسون حاليا اللغة الصينية داخل الصين، علاوة على ذلك فإن مدى الشغف إلى تعلم الصينية يتزايد يوما بعد يوم داخل المغرب منذ أن أنشأ فيه أول معهد من معاهد كونفوشيوس في عام 2009. .
واختتم الوزير كلمته قائلا إن الجانبين المغربي والصيني تربطهما علاقات وطيدة لأن لديهما مفاهيم مشتركة من بينها الانفتاح والتسامح وأيضا قراءة مشتركة للشؤون الدولية، وإن البلدين يحترمان سيادة كل منهما الأخرى ووحدة أراضيها، وهذا يشكل أساس العلاقات.
ومن جانبه، قال المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة السيد عبد الرفيع زويتن خلال الحفل إن المعرض يسهم في تعزيز التبادل الثقافي بين المغرب والصين، مشيرا إلى سلسلة الاتفاقيات التي وقعت خلال زيارة العاهل المغربي للصين ومن بينها اتفاقيات ثقافية وسياحية وإلى القرار الذي أسعد الجميع ألا وهو رفع التأشيرة عن الزائرين الصينيين.
وذكر زويتن أن المغرب أصبح بذلك أول بلد عربي إفريقي يقوم بإلغاء التأشيرة للسائحين الصينيين، مضيفا أن بلاده ستستضيف الصين في مهرجان ثقافي سيقام في المغرب في العام المقبل وتدعو الصينيين إلى زيارتها في هذه المناسبة. وأعرب عن تطلعه إلى فتح خط طيران مباشر بين البلدين.
وفي كلمته نيابة عن الجانب الصيني، قال مدير مصلحة الاتصال الخارجي بوزارة الثقافة الصينية شيه جين يينغ إن الصين والمغرب تربطهما صداقة تضرب بجذورها في عمق التاريخ وشهدتا تبادلات عريقة أشهرها رحلة الرحالة إبن بطوطة إلى الصين وأخرى قام بها الرحالة دو هوان إلى المغرب، مشيرا إلى أن العلاقات الصينية المغربية ستشهد قوة دفع كبيرة مستقبلا عبر التبادلات الثنائية في شتي المجالات وكذا من خلال العمل المشترك على تجسيد مبادرة "الحزام والطريق" على أرض الواقع.