تحليل إخباري : التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب يافطة للتدخلات العسكرية في الشرق الأوسط

08:42:32 25-05-2016 | Arabic. News. Cn

دمشق 24 مايو 2016 (شينخوا) أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم ( الثلاثاء ) إن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ، والذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، غير جاد في مكافحة الإرهاب ، وهو عبار عن ذريعة للتدخل العسكري في شؤون دول المنطقة، مشيرين إلى أن انغلاق الحل السياسي في سوريا أدى إلى تصاعد العنف لمستويات عالية.

ومع دخول الأزمة السورية عامها السادس, لا يزال العنف هو المسيطر على مشهد الأزمة السورية بالرغم من انطلاق عدة جولات للتفاوض بين المعارضة السورية والحكومة السورية في جنيف، وبالرغم من الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستعرة، إلا أن الجهود الدولية لا تزال خجولة.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، في عام 2015، بالإجماع حول مكافحة تمويل الإرها ب، كما دعا الدول إلى تجريم المعاملات المالية المتصلة بالإرهاب ، كما تبنى مؤخرا قرارا يقضي بتجفيف مصادر تمويل تنظيم "داعش" ، داعيا الى معاقبة الأفراد أو الكيانات التي تمول التنظيم عبر شراء النفط المهرب منه أو قطع أثرية مسروقة من سوريا والعراق.

وطرحت مؤخرا عدة دول على مجلس الأمن صيغ معدلة لمشاريع قرارات أعدته لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين.

وهزت سبعه تفجيرات إرهابية أمس الاثنين ، مدينتي طرطوس وجبلة الساحليتين، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 170 قتيلا ومئات الجرحى، في سابقة تعد خطيرة في تلك المدينتين المواليتين للحكومة السورية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أمس إن " التفجيرات الإرهابية في مدينتي طرطوس وجبلة تشكل تصعيدا خطرا من قبل أنظمة الحقد والتطرف فى كل من الرياض وأنقرة والدوحة وذلك بغرض تقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السوري الطاهرة وإفشال ترتيبات التهدئة واتفاق وقف الأعمال القتالية" .

وقال المحلل السياسي السوري المعروف حميدي العبد الله في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الحكومة السورية وروسيا جادتان في موضوع مكافحة الإرهاب ، لكن حتى هذه اللحظة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بشكل أو بآخر يعطلون أية إمكانية جدية لمكافحة الإرهاب "، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها يقدمون " الدعم المباشر لهذه التنظيمات الإرهابية بأشكال مختلف ".

ويشار إلى أن الطيران الروسي بدأ بشن غارات جوية على معاقل التنظيمات المسلحة منذ 30 سبتمبر الماضي، بعد موافقة الحكومة السورية، الأمر الذي غير بعض موازين القوى بعد أسابيع من شن تلك الطائرات غارات جوية، وسيطرة الجيش على مناطق استراتيجية كانت تحت مقاتلي المعارضة المسلحة.

وضرب المحلل السياسي السوري أمثلة تعزز فرضيته بعدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب عبر رفضها الطلب الروسي بشن غارات مشتركة على معاقل التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعدم قدرتها على الفصل بين تنظيم جبهة النصرة والمصنفة إرهابية بالقوانين الدولية، وبين باقي التنظيمات الأخرى .

وأضاف العبدالله إن "الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في مكافحة الإرهاب ... و لا تزال تستثمر في الإرهاب وتعتبر التنظيمات الإرهابية أدوات يمكن أن تستفيد منها في تحقيق مصالح الولايات المتحدة في المنطقة" .

وتابع يقول إن " يافطة مكافحة الإرهاب التي ترفعها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا هي ذريعة للتدخل من قبل بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة في شؤون تلك الدول "، مبينا أنه لولا وجود تنظيم (داعش ) في الموصل في العراق لما عادت القوات الأمريكية إليه من جديد.

ورأى المحلل السياسي السوري أن تصاعد الإرهاب في بلاده من قبل التنظيمات الإرهابية تهدف الى تعديل موازين القوى تحديدا قبل هدنة وقف إطلاق النار، وأن يبددوا كل هذه المكاسب وأن يعود الوضع الميداني الى نقطة الصفر لكي يسهل عليهم ابتزاز الدولة السورية والضغط عليها عبر الحلفاء.

واعتبر حميدي أن " الحل السياسي يقطع الطريق على الاستثمار في موضوع مكافحة الإرهاب" .

ومن جانبه قال انس جودة رئيس حركة البناء الوطني المعارضة في الداخل السوري في تصريحات مماثلة لوكالة ((شينخوا)) إن "موضوع مكافحة الإرهاب اليوم هو بالأساس ذريعة لصناعة تدخلات عسكرية في المنطقة "، مؤكدا أن " الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استثمار موضوع مكافحة الإرهاب كأوراق سياسية للضغط على الدولة السورية" .

ورأى جودة أن "الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في مكافحة الإرهاب ، بالرغم من أنها بدأت بذلك منذ فترة طويلة، ولكنها لم تحقق أي نتائج ملموسة على الأرض" .

واعتبر المعارض السوري أنه " لا يمكن مكافحة الإرهاب الا عبر تحالفات حقيقية، وبالتنسيق مع الجيش السوري والقوات الحليفة له، لآنه لا يمكن مكافحة الإرهاب من طرف واحد "، مضيفا "يجب مكافحة الإرهاب عسكريا من جميع الأطراف ، إضافة لمحاربته على خط موازعبر إيجاد حل سياسي حقيقي للأزمة السورية".

واتهمت الحكومة السورية مرارا وتكرارا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه غير جاد، داعية اياه للتنسيق مع الحكومة السورية في موضوع مكافحة الإرهاب .

وأشار جودة إلى أن تصاعد وتيرة العنف في سوريا في عدد من المناطق السورية يعود " لانغلاق الحل السياسي للأزمة السورية أو ربما هو رد على فشل مفاوضات جنيف".

ومن جانبها, قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو في تصريحات لها اليوم إنه "ينبغي أن يصبح التنسيق النشط لجهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ردا صلبا على أولئك الذين يحاولون فرض إرادتهم بنشر الرعب والموت بين الناس."

ومن جانبه وصف الموفد الأممي السابق الى سوريا الأخضر الابراهيمي في محاضرة ألقاها يوم الأحد الماضي، في مجلس الأمة الجزائري، ما بجري في سوريا بأنه "خطر" ، محذرا من تحول الوضع السوري الى "الصوملة"، معتبرا أن التقارب الروسي الأمريكي هو "الأمل الوحيد" .

وتشهد "الهدنة" الشاملة في سوريا، والتي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 27 فبراير الماضي، بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها، تراجعا كبيرا، في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.

وأدانت عدة بلدان أجنبية وعربية التفجيرات التي تعرضت لها مدينتي طرطوس وجبلة وأدنت وزارة الخارجية الروسية هذه التفجيرات الدموية الجديدة في الأرض السورية تستحق الإدانة بأشد العبارات، مؤكدة أن هذه التفجيرات يهدف إلى إفشال اتفاق وقف الأعمال القتالية ساري المفعول منذ 27 فبراير الماضي وجهود التسوية السياسية للأزمة في سوريا.

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية اليوم بشن هجوم على معقل تنظيم (داعش) الرئيس في محافظة الرقة بشمال سوريا بهدف تحريرها من الإرهاب .

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحليل إخباري : التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب يافطة للتدخلات العسكرية في الشرق الأوسط

新华社 | 2016-05-25 08:42:32

دمشق 24 مايو 2016 (شينخوا) أكد خبراء ومحللون سياسيون في سوريا اليوم ( الثلاثاء ) إن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب ، والذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، غير جاد في مكافحة الإرهاب ، وهو عبار عن ذريعة للتدخل العسكري في شؤون دول المنطقة، مشيرين إلى أن انغلاق الحل السياسي في سوريا أدى إلى تصاعد العنف لمستويات عالية.

ومع دخول الأزمة السورية عامها السادس, لا يزال العنف هو المسيطر على مشهد الأزمة السورية بالرغم من انطلاق عدة جولات للتفاوض بين المعارضة السورية والحكومة السورية في جنيف، وبالرغم من الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية المستعرة، إلا أن الجهود الدولية لا تزال خجولة.

واعتمد مجلس الأمن الدولي، في عام 2015، بالإجماع حول مكافحة تمويل الإرها ب، كما دعا الدول إلى تجريم المعاملات المالية المتصلة بالإرهاب ، كما تبنى مؤخرا قرارا يقضي بتجفيف مصادر تمويل تنظيم "داعش" ، داعيا الى معاقبة الأفراد أو الكيانات التي تمول التنظيم عبر شراء النفط المهرب منه أو قطع أثرية مسروقة من سوريا والعراق.

وطرحت مؤخرا عدة دول على مجلس الأمن صيغ معدلة لمشاريع قرارات أعدته لمكافحة الإرهاب، وتجفيف منابع تمويل الإرهابيين.

وهزت سبعه تفجيرات إرهابية أمس الاثنين ، مدينتي طرطوس وجبلة الساحليتين، ما أسفر عن سقوط ما لا يقل عن 170 قتيلا ومئات الجرحى، في سابقة تعد خطيرة في تلك المدينتين المواليتين للحكومة السورية.

وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة أمس إن " التفجيرات الإرهابية في مدينتي طرطوس وجبلة تشكل تصعيدا خطرا من قبل أنظمة الحقد والتطرف فى كل من الرياض وأنقرة والدوحة وذلك بغرض تقويض الجهود الرامية إلى حقن دماء الشعب السوري الطاهرة وإفشال ترتيبات التهدئة واتفاق وقف الأعمال القتالية" .

وقال المحلل السياسي السوري المعروف حميدي العبد الله في تصريحات خاصة لوكالة ((شينخوا)) بدمشق إن " الحكومة السورية وروسيا جادتان في موضوع مكافحة الإرهاب ، لكن حتى هذه اللحظة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها بشكل أو بآخر يعطلون أية إمكانية جدية لمكافحة الإرهاب "، مؤكدا أن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها يقدمون " الدعم المباشر لهذه التنظيمات الإرهابية بأشكال مختلف ".

ويشار إلى أن الطيران الروسي بدأ بشن غارات جوية على معاقل التنظيمات المسلحة منذ 30 سبتمبر الماضي، بعد موافقة الحكومة السورية، الأمر الذي غير بعض موازين القوى بعد أسابيع من شن تلك الطائرات غارات جوية، وسيطرة الجيش على مناطق استراتيجية كانت تحت مقاتلي المعارضة المسلحة.

وضرب المحلل السياسي السوري أمثلة تعزز فرضيته بعدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة الإرهاب عبر رفضها الطلب الروسي بشن غارات مشتركة على معاقل التنظيمات الإرهابية في سوريا، وعدم قدرتها على الفصل بين تنظيم جبهة النصرة والمصنفة إرهابية بالقوانين الدولية، وبين باقي التنظيمات الأخرى .

وأضاف العبدالله إن "الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في مكافحة الإرهاب ... و لا تزال تستثمر في الإرهاب وتعتبر التنظيمات الإرهابية أدوات يمكن أن تستفيد منها في تحقيق مصالح الولايات المتحدة في المنطقة" .

وتابع يقول إن " يافطة مكافحة الإرهاب التي ترفعها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا هي ذريعة للتدخل من قبل بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة في شؤون تلك الدول "، مبينا أنه لولا وجود تنظيم (داعش ) في الموصل في العراق لما عادت القوات الأمريكية إليه من جديد.

ورأى المحلل السياسي السوري أن تصاعد الإرهاب في بلاده من قبل التنظيمات الإرهابية تهدف الى تعديل موازين القوى تحديدا قبل هدنة وقف إطلاق النار، وأن يبددوا كل هذه المكاسب وأن يعود الوضع الميداني الى نقطة الصفر لكي يسهل عليهم ابتزاز الدولة السورية والضغط عليها عبر الحلفاء.

واعتبر حميدي أن " الحل السياسي يقطع الطريق على الاستثمار في موضوع مكافحة الإرهاب" .

ومن جانبه قال انس جودة رئيس حركة البناء الوطني المعارضة في الداخل السوري في تصريحات مماثلة لوكالة ((شينخوا)) إن "موضوع مكافحة الإرهاب اليوم هو بالأساس ذريعة لصناعة تدخلات عسكرية في المنطقة "، مؤكدا أن " الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استثمار موضوع مكافحة الإرهاب كأوراق سياسية للضغط على الدولة السورية" .

ورأى جودة أن "الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في مكافحة الإرهاب ، بالرغم من أنها بدأت بذلك منذ فترة طويلة، ولكنها لم تحقق أي نتائج ملموسة على الأرض" .

واعتبر المعارض السوري أنه " لا يمكن مكافحة الإرهاب الا عبر تحالفات حقيقية، وبالتنسيق مع الجيش السوري والقوات الحليفة له، لآنه لا يمكن مكافحة الإرهاب من طرف واحد "، مضيفا "يجب مكافحة الإرهاب عسكريا من جميع الأطراف ، إضافة لمحاربته على خط موازعبر إيجاد حل سياسي حقيقي للأزمة السورية".

واتهمت الحكومة السورية مرارا وتكرارا التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة بأنه غير جاد، داعية اياه للتنسيق مع الحكومة السورية في موضوع مكافحة الإرهاب .

وأشار جودة إلى أن تصاعد وتيرة العنف في سوريا في عدد من المناطق السورية يعود " لانغلاق الحل السياسي للأزمة السورية أو ربما هو رد على فشل مفاوضات جنيف".

ومن جانبها, قالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو في تصريحات لها اليوم إنه "ينبغي أن يصبح التنسيق النشط لجهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب ردا صلبا على أولئك الذين يحاولون فرض إرادتهم بنشر الرعب والموت بين الناس."

ومن جانبه وصف الموفد الأممي السابق الى سوريا الأخضر الابراهيمي في محاضرة ألقاها يوم الأحد الماضي، في مجلس الأمة الجزائري، ما بجري في سوريا بأنه "خطر" ، محذرا من تحول الوضع السوري الى "الصوملة"، معتبرا أن التقارب الروسي الأمريكي هو "الأمل الوحيد" .

وتشهد "الهدنة" الشاملة في سوريا، والتي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من 27 فبراير الماضي، بعد أن توصلت موسكو وواشنطن إلى الاتفاق بشأنها، تراجعا كبيرا، في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسؤولية عن وقوع خروقات مستمرة.

وأدانت عدة بلدان أجنبية وعربية التفجيرات التي تعرضت لها مدينتي طرطوس وجبلة وأدنت وزارة الخارجية الروسية هذه التفجيرات الدموية الجديدة في الأرض السورية تستحق الإدانة بأشد العبارات، مؤكدة أن هذه التفجيرات يهدف إلى إفشال اتفاق وقف الأعمال القتالية ساري المفعول منذ 27 فبراير الماضي وجهود التسوية السياسية للأزمة في سوريا.

وبدأت قوات سوريا الديمقراطية اليوم بشن هجوم على معقل تنظيم (داعش) الرئيس في محافظة الرقة بشمال سوريا بهدف تحريرها من الإرهاب .

الصور

010020070790000000000000011101451353861851