موسكو 28 مايو 2016 (شينخوا) يتنامى التعاون في الطاقة بين الصين وروسيا, الذي يمثل تعاونا متبادل النفع في النفط والغاز الطبيعي والكهرباء والفحم والطاقة النووية والطاقة المتجددة ،باستمرار ووصل إلى مستوى جديد.
وبعد 10 أعوام من المفاوضات، وقعت الصين وروسيا خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للصين في مايو 2014 اتفاقا طال انتظاره للغاز الطبيعي لمدة 30 عاما بإجمالي 400 مليار دولار أمريكي من حيث القيمة.
وبموجب الاتفاق ستقوم روسيا بإمداد الصين بـ38 مليار متر مكعب من الغاز سنويا من خلال مسار"طاقة سيبيريا" فى شرقي البلاد, وهو خط انابيب يبلغ طوله حوالي 3000 كيلومتر ويقطع سيبيريا الشاسعة إلى مناطق شمال شرقي الصين. وبعد بدء بناء خط الأنابيب في روسيا عام 2014, بدأ البناء في الصين في شهر يونيو عام 2015.
وبالنسبة للصين فإن الإمداد الضخم من روسيا لن يساعد فقط على إطفاء العطش للغاز الطبيعي في مناطقها الشرقية المزدحمة سكانيا ،ولكنه سيحدث أيضا تغيرات في هيكل للطاقة مستقل عن الفحم الذى كان أحد أسباب كارثة التلوث الساحق في البلاد.
وبالنسبة لروسيا, التي تأثر فيها تصدير الغاز إلى السوق الأوروبي التقليدي بسبب علاقاتها المتوترة مع الاتحاد الأوروبي منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، فإن التعاون المتزايد مع الصين سوف يساعد على تقليل اعتمادها على مبيعات الطاقة إلى أوروبا، مع فتح قناة تمويل للتنمية في منطقة الشرق الأقصى، خاصة بعد ان قرر الاتحاد الأوروبي ان يمدد العقوبات المفروضة على روسيا.
وحقق التعاون في الطاقة بين الجانبين نتائج مثمرة. وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في علاقات التجارة الثنائية الإجمالية في عام 2015, فقد أصبحت روسيا, وفقا لإحصاءات نشرتها الإدارة الصينية العامة للجمارك ثاني أكبر مورد نفط للصين فى العام الماضي بإجمالى 42.43 مليون طن مترى وبزيادة 28 في المائة مقارنة بعام 2014 ، عندما تخطت الصين ألمانيا كاكبر مستهلك للنفط الخام الروسى.
وشاركت الشركات الصينية بعمق في مشروعات مشتركة لاستثمار الغاز الطبيعي مع روسيا. وبدأ مصنع ((يامال للغاز المسال))، وهو مشروع ضخم للغاز الطبيعي المسال في نهاية عام 2016 ويقع فوق دائرة القطب الشمالي, ولديه احتياطيات كامنة للغاز تزيد على 900 مليون متر مكعب، ومن المقرر أن ينتج 16.5 مليون طن من الغاز الطبيعي في العام اعتبارا من عام 2019.
وتملك شرطة ((بتروتشينا)) الصينية العملاقة للطاقة الآن 20 في المائة من الأسهم في مشروع ((يامال)) ويستحوذ صندوق طريق الحرير الصيني، وهو صندوق استثمار تابع للحكومة، 9.9 في المائة من الحصة ويقدم قرضا لمدة 15 عاما تبلغ قيمته نحو 790 مليون دولار لتمويل المشروع. والي جانب هذا ستكون بعض الشركات الصينية مسؤولة عن انتاج وحدات لبرامج مختلفة في المصنع.
ووقعت شركة ((روسنفت))، قائد صناعة البترول في روسيا، خلال زيارة بوتين إلى الصين في شهر سبتمبر عام 2015 اتفاقية مع نظيرتها الصينية ((سينوبيك))تحصل وفقا لها على 49 في المائة من الاسهم في اثنتين من شركات روسنفت الفرعية.
وتمثل روسيا منافسا نشطا مع نظرائها في الشرق الأوسط وافريقيا، بميزاتها فى الإمداد والمرور. وفي سياق مواءمة مبادرة الحزام الاقتصادى لطريق الحرير الصينية والاتحاد الاوراسي الاقتصادي الذي تقوده روسيا, هناك امكانات واسعة لدعم التعاون في الطاقة بين الصين وروسيا.