بكين 5 يونيو 2016 (شينخوا) من المقرر أن تنطلق أعمال الجولة الثامنة من الحوار الاستراتيجي والاقتصادي والجولة السابعة من المشاورات رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية بين الصين والولايات المتحدة غدا (الاثنين) في بكين.
ووفقا لوزارة الخارجية الصينية سيحضر مسؤولون كبار من الجانبين المناسبة السنوية التى تستمر ليومين حيث يرأس نائب رئيس مجلس الدولة الصيني وانغ يانغ وعضو مجلس الدولة يانغ جيه تشي الحوار الاستراتيجي والاقتصادي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخزانة جاكوب ليو كممثلين للرئيس الأمريكي.
وقد بعث الجانبان إشارات عبر مختلف القنوات إلى رغبتهما في إجراء نقاش مخلص مع تفادي الخلافات، ويعلق الجانبان آمالا كبيرة على هذه المناسبة لتعزيز التعاون ويعتبرانها "وسيلة لتنفيس الضغوط" والسيطرة على خلافاتهما في الملفات الساخنة بما فيها ملف بحر الصين الجنوبي.
ووفقا لما صرح به نائب وزير الخارجية الصيني تشنغ تسه قوانغ، فإن يانغ جيه تشي وجون كيري سيناقشان القضية ويتبادلان وجهات النظر بشكل صريح ومعمق. وأضاف أن النقاش بين يانغ وكيري يهدف إلى دعم التفاهم المشترك وتجنب سوء التقدير الاستراتيجي للمساعدة في إيجاد حل مناسب للقضية.
وشدد على أن الصين ملتزمة ببذل جهود مستمرة للسيطرة على الخلافات من خلال المفاوضات والمشاورات، مضيفا أن الولايات المتحدة غير معنية بنزاعات بحر الصين الجنوبي وقد تعهدت من قبل بعدم الانحياز لأي طرف في القضايا المتعلقة بالسيادة الإقليمية، لذا ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون أحكامها وفقا للحقائق بدلا من محاباة حلفائها.
في الوقت نفسه، يأتي الحوار مع اقتراب موعد اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في يونيو الجاري، لذا تنضم قضية العملة إلى حزمة موضوعات الحوار.
ومع توقعات متصاعدة بأن يرفع الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة، شهدت قيمة العملة الصينية اليوان أو "رنمينبي" انخفاضا باستمرار ويتابع السوق هذه التقلبات في سعر صرف الرنمينبي. ويرى محللو المالية أن الترابط القوي بين توقع رفع سعر الفائدة للدولار الأمريكي وسعر صرف اليوان الصيني يدفع الجانبين إلى مواصلة تعزيز التبادل وتوضيح سياسات النقد للدولتين خلال الحوار الأمر الذي سيساهم في استقرار اقتصاد العالم.
وباعتبارها منصة للسيطرة على الخلافات ، فمن المرجح أن يناقش الجانبان ملفات أخرى ذات اهتمام مشترك مثل قضية قدرة الإنتاج في صناعة الحديد بعد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة ضد منتجات الحديد الصينية.
وبغض النظر عن كل هذه الملفات الشائكة، تبدو سلسلة الحوارات نافذة جيدة لتلبية حاجة الجانبين الملحة في دخول التعاون والتبادل بينهما إلى مرحلة جديدة.
وتتجه أنظار المجتمع الدولي صوب المفاوضات بشأن اتفاقية الاستثمار الثنائي بين البلدين خلال الحوار. وقد تم إجراء 24 جولة من المفاوضات بين الصين والولايات المتحدة منذ انطلاق العملية عام 2008 فضلا عن تبادل القوائم السلبية مرتين.
وتحظى هذه الجولة من الحوار باهتمام خاص لأنها تعتبر الأخيرة خلال ولاية الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقد تكون " المتممة" لعملية المفاوضات. وكانت ويندي كاتلر المسؤولة السابقة بمكتب الممثل التجاري الأمريكي أوردت أنه سيكون متأخرا أن تفتح قمة مجموعة 20 الملف مرة أخرى، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ترغب في إكمال المفاوضات قبل نهاية ولاية إدارة أوباما. وقبلها، أعرب ناثان شيتس، مساعد وزير الخزانة الأمريكية للشؤون الدولية، عن نفس الرغبة أيضا في مناسبات عدة.
واقترح نائب مدير المعهد الوطني للتنمية لجامعة بكين يوى مياو جيه على الطرف الأمريكي أن يعترف بوجود اختلاف في مجالات ومستويات انفتاح الطرف الصيني مقارنة بالدول المتقدمة عندما تتناول المفاوضات بعض الصناعات الحساسة ومشكلة معايير الوصول إلى السوق من واقع أن البلدين تمران بمرحلتي تنمية مختلفتين، مما يفيد في تمهيد طرق المفاوضات مستقبلا.
أما بالنسبة إلى التبادلات الشعبية بين البلدين، فمن المقرر أن تشرف نائبة رئيس مجلس الدولة ليو يان دونغ وكيري على الجولة السابعة من المشاورات رفيعة المستوى حول التبادلات الشعبية. وتتصدر أجندة النقاش قضايا دفع بناء آليات التعاون في المجالات المختلفة وتسهيل التبادلات الثقافية والإبداع في نمط التعاون البراغماتي وإطلاق أعمال التعاون الصحي والطبي في دولة ثالثة، وفقا لما أعلن نائب وزير التعليم الصيني هاو بينغ، متوقعا أن يتم التوصل خلال النقاش إلى 12 اتفاقية للتعاون وتحقيق 135 نتيجة وتنظيم 17 نشاطا متعددا.