تحقيق: قطاع غزة يستقبل شهر رمضان بركود اقتصادي حاد

01:26:57 06-06-2016 | Arabic. News. Cn

غزة 5 يونيو 2016 (شينخوا) لم تترك الساعات الأخيرة للتسوق قبيل حلول شهر رمضان آثارا إيجابية على التاجر فايز البيطار رغم كثافة الإقبال على متجره في سوق (الزاوية) الشعبي في مدينة غزة.

واشتكى البيطار (64 عاما) من تدنى كبير في معدلات شراء ما يعرضه من فواكه ومواد تموينية خاصة بالشهر الفضيل، عازيا ذلك إلى تفاقم تدهور الوضع الاقتصادي العام في قطاع غزة.

وطغت أجواء الركود على المشهد في سوق الزاوية القديم في وقت عمد فيه التجار إلى الإعلان عن حملات لتخفيض الأسعار أملا في جذب أعداد أكبر من المتسوقين.

ويقول البيطار لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن البضائع مكدسة داخل الأسواق المحلية في غزة من كل الأصناف غير أن إقبال الزبائن ضعيف ومحدود جدا على الشراء رغم طبيعة احتياجات شهر رمضان المتعددة.

ويضيف أن نسبة معدلات البيع لديه لم تتجاوز 40 في المائة مما يعرضه من منتجات يومية في ظل التراجع الذي اعتبره غير مسبوق في معدلات الشراء لدى المتسوقين وضعف الحركة التجارية.

ويعرض البيطار إلى جانب أنواع طازجة من الفواكه عدة أنواع من التمور والأجبان والألبان متضمنة حملة تخفيضات بالأسعار عليها لكن تأثير ذلك ظل محدودا كما أكد.

ويعزو البيطار ضعف الحركة التجارية رغم تبقى ساعات على حلول شهر رمضان إلى "قلة مستويات دخل العائلات في قطاع غزة" واعتماد الميسورة منها على صرف الرواتب الحكومية.

ويقول تجار آخرون إنهم يواجهون ركودا اقتصاديا وضعفا في القدرة الشرائية لدى المتسوقين دفعا باستعدادات باهتة لشهر رمضان لهذا العام في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ منتصف يونيو عام 2007.

ويفرض على القطاع الذي يقطنه زهاء مليون و900 ألف نسمة منذ ذلك الوقت حصارا إسرائيليا مشددا يتضمن قيودا مشددة على حركة المعابر البرية ومسافة الصيد البحرية.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة من إجمالي السكان بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وشهر رمضان وهو مناسبة معظمة لدى المسلمين يصومون فيه يوميا عن الطعام والشراب من ساعات الفجر حتى غروب الشمس.

ويعرف شهر رمضان بموائد الطعام بأصنافه الشهية والمتنوعة لتعويض طول ساعات الصيام.

إلا أن السيدة فاطمة عبيد اكتفت بشراء عدة أصناف محدودة من الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان على غير عادتها السنوية في المناسبة باقتناء أنواع متعددة من المأكولات والحلويات الخاصة بالشهر الفضيل.

وتقول عبيد التي كانت تتسوق مع عدد من أطفالها ل((شينخوا))، إنها قلصت إلى الحد الأدنى شراء احتياجات شهر رمضان بسبب الوضع الاقتصادي الصعب لدى عائلتها وقلة الدخل كحال أغلب عائلات قطاع غزة.

وتضيف بنبرات محبطة، أن استعداداتها وعائلتها لحلول شهر رمضان "بسيطة جدا لأن الوضع الاقتصادي صعب وبالكاد نستطيع توفير لقمة العيش اليومية".

ويشارك سعيد طالب (58 عاما) عبيد الرأي حيث أبدى استياءه من الركود الاقتصادي الخانق في قطاع غزة بفعل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بينما كان يتجول في جنبات السوق الشعبي.

ويقول طالب ل((شينخوا))، إنه موظف حكومي يتلقى راتبا شهريا من السلطة الفلسطينية، لكنه لا يتمكن من الوفاء بكامل احتياجات عائلته في الأشهر العادية والوضع يزداد صعوبة في شهر رمضان لاحتياجاته المضاعفة.

ويضيف أن الوضع الاقتصادي في غزة "صعب جدا ويزداد سوء بسبب الحصار ما ينعكس على ضعف الحركة التجارية رغم توفر كافة أصناف البضائع تقريبا في الأسواق المحلية".

غير أن الركود الحاصل في أسواق غزة لم يمنع بروز أنماط استهلاكية جديدة لدى سكان القطاع، خاصة مع افتتاح عدد من المراكز التجارية الكبيرة بما تشمله من بضائع مستوردة وجديدة.

كما بدأت الحلويات الجاهزة الشرقية والغربية وحتى المغربية والشامية تنافس الحلويات التقليدية بطريقة عرضها وطعمها وإقبال السكان عليها.

كما أن كثيرا من الشبان في غزة يجدون في حلول شهر رمضان فرصة ذهبية لتوفير فرص عمل مؤقتة لهم في بيع القطايف والحلويات أو الفوانيس والهدايا على بسطات متنقلة.

ويقول اقتصاديون فلسطينيون، إن بروز أنماط استهلاكية لدى سكان غزة في المناسبات المختلفة قد يبرز مؤشرات جيدة على الانتعاش الاقتصادي، لكنها سرعان ما تتراجع بسبب اقتصارها على فئات محدودة من المجتمع.

ويشير مسؤول الإعلام في الغرفة التجارية في غزة ماهر الطباع، إلى أن شهر رمضان لهذا العام يحل "في أسوأ أوضاع اقتصادية تمر بقطاع غزة منذ عدة عقود بفعل استمرار الحصار والانقسام الفلسطيني الداخلي".

ويضيف الطباع ل((شينخوا))، أن استمرار وتشديد الحصار الإسرائيلي ومنع دخول عشرات أصناف المواد الخام المحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية يلقي بظلال قاتمة على الأوضاع الاقتصادية لسكان قطاع غزة.

واردف قائلا ان معدلات الاستهلاك ترتفع في شهر رمضان ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل سكان غزة من محدودي ومعدومي الدخل في ظل تفاقم أزمة البطالة والفقر وارتفاعها لمعدلات قياسية.

وينبه الطباع، إلى أن الركود الاقتصادي الحاصل سيتكبد على أثره التجار والمستوردون ورجال الأعمال خسائر فادحة خاصة من يتعاملوا بالبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان نتيجة ضعف المبيعات اليومية.

وبالإضافة إلى التدهور الاقتصادي الحاصل فإن قطاع غزة يبقى يعاني من سلسلة أزمات تتعلق بنقص الخدمات الأساسية خاصة عجز بنحو 50 في المائة من احتياجاته من الكهرباء وارتفاع معدلات تلوث مياه الشرب.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق: قطاع غزة يستقبل شهر رمضان بركود اقتصادي حاد

新华社 | 2016-06-06 01:26:57

غزة 5 يونيو 2016 (شينخوا) لم تترك الساعات الأخيرة للتسوق قبيل حلول شهر رمضان آثارا إيجابية على التاجر فايز البيطار رغم كثافة الإقبال على متجره في سوق (الزاوية) الشعبي في مدينة غزة.

واشتكى البيطار (64 عاما) من تدنى كبير في معدلات شراء ما يعرضه من فواكه ومواد تموينية خاصة بالشهر الفضيل، عازيا ذلك إلى تفاقم تدهور الوضع الاقتصادي العام في قطاع غزة.

وطغت أجواء الركود على المشهد في سوق الزاوية القديم في وقت عمد فيه التجار إلى الإعلان عن حملات لتخفيض الأسعار أملا في جذب أعداد أكبر من المتسوقين.

ويقول البيطار لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن البضائع مكدسة داخل الأسواق المحلية في غزة من كل الأصناف غير أن إقبال الزبائن ضعيف ومحدود جدا على الشراء رغم طبيعة احتياجات شهر رمضان المتعددة.

ويضيف أن نسبة معدلات البيع لديه لم تتجاوز 40 في المائة مما يعرضه من منتجات يومية في ظل التراجع الذي اعتبره غير مسبوق في معدلات الشراء لدى المتسوقين وضعف الحركة التجارية.

ويعرض البيطار إلى جانب أنواع طازجة من الفواكه عدة أنواع من التمور والأجبان والألبان متضمنة حملة تخفيضات بالأسعار عليها لكن تأثير ذلك ظل محدودا كما أكد.

ويعزو البيطار ضعف الحركة التجارية رغم تبقى ساعات على حلول شهر رمضان إلى "قلة مستويات دخل العائلات في قطاع غزة" واعتماد الميسورة منها على صرف الرواتب الحكومية.

ويقول تجار آخرون إنهم يواجهون ركودا اقتصاديا وضعفا في القدرة الشرائية لدى المتسوقين دفعا باستعدادات باهتة لشهر رمضان لهذا العام في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ منتصف يونيو عام 2007.

ويفرض على القطاع الذي يقطنه زهاء مليون و900 ألف نسمة منذ ذلك الوقت حصارا إسرائيليا مشددا يتضمن قيودا مشددة على حركة المعابر البرية ومسافة الصيد البحرية.

ودفع ذلك إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة بشكل عام من بين الأعلى في العالم بحيث وصلت إلى حوالي 42.7 في المائة من إجمالي السكان بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

وشهر رمضان وهو مناسبة معظمة لدى المسلمين يصومون فيه يوميا عن الطعام والشراب من ساعات الفجر حتى غروب الشمس.

ويعرف شهر رمضان بموائد الطعام بأصنافه الشهية والمتنوعة لتعويض طول ساعات الصيام.

إلا أن السيدة فاطمة عبيد اكتفت بشراء عدة أصناف محدودة من الاحتياجات الأساسية لشهر رمضان على غير عادتها السنوية في المناسبة باقتناء أنواع متعددة من المأكولات والحلويات الخاصة بالشهر الفضيل.

وتقول عبيد التي كانت تتسوق مع عدد من أطفالها ل((شينخوا))، إنها قلصت إلى الحد الأدنى شراء احتياجات شهر رمضان بسبب الوضع الاقتصادي الصعب لدى عائلتها وقلة الدخل كحال أغلب عائلات قطاع غزة.

وتضيف بنبرات محبطة، أن استعداداتها وعائلتها لحلول شهر رمضان "بسيطة جدا لأن الوضع الاقتصادي صعب وبالكاد نستطيع توفير لقمة العيش اليومية".

ويشارك سعيد طالب (58 عاما) عبيد الرأي حيث أبدى استياءه من الركود الاقتصادي الخانق في قطاع غزة بفعل ارتفاع معدلات الفقر والبطالة بينما كان يتجول في جنبات السوق الشعبي.

ويقول طالب ل((شينخوا))، إنه موظف حكومي يتلقى راتبا شهريا من السلطة الفلسطينية، لكنه لا يتمكن من الوفاء بكامل احتياجات عائلته في الأشهر العادية والوضع يزداد صعوبة في شهر رمضان لاحتياجاته المضاعفة.

ويضيف أن الوضع الاقتصادي في غزة "صعب جدا ويزداد سوء بسبب الحصار ما ينعكس على ضعف الحركة التجارية رغم توفر كافة أصناف البضائع تقريبا في الأسواق المحلية".

غير أن الركود الحاصل في أسواق غزة لم يمنع بروز أنماط استهلاكية جديدة لدى سكان القطاع، خاصة مع افتتاح عدد من المراكز التجارية الكبيرة بما تشمله من بضائع مستوردة وجديدة.

كما بدأت الحلويات الجاهزة الشرقية والغربية وحتى المغربية والشامية تنافس الحلويات التقليدية بطريقة عرضها وطعمها وإقبال السكان عليها.

كما أن كثيرا من الشبان في غزة يجدون في حلول شهر رمضان فرصة ذهبية لتوفير فرص عمل مؤقتة لهم في بيع القطايف والحلويات أو الفوانيس والهدايا على بسطات متنقلة.

ويقول اقتصاديون فلسطينيون، إن بروز أنماط استهلاكية لدى سكان غزة في المناسبات المختلفة قد يبرز مؤشرات جيدة على الانتعاش الاقتصادي، لكنها سرعان ما تتراجع بسبب اقتصارها على فئات محدودة من المجتمع.

ويشير مسؤول الإعلام في الغرفة التجارية في غزة ماهر الطباع، إلى أن شهر رمضان لهذا العام يحل "في أسوأ أوضاع اقتصادية تمر بقطاع غزة منذ عدة عقود بفعل استمرار الحصار والانقسام الفلسطيني الداخلي".

ويضيف الطباع ل((شينخوا))، أن استمرار وتشديد الحصار الإسرائيلي ومنع دخول عشرات أصناف المواد الخام المحرك الرئيسي للعجلة الاقتصادية يلقي بظلال قاتمة على الأوضاع الاقتصادية لسكان قطاع غزة.

واردف قائلا ان معدلات الاستهلاك ترتفع في شهر رمضان ما يشكل عبئا اقتصاديا إضافيا على كاهل سكان غزة من محدودي ومعدومي الدخل في ظل تفاقم أزمة البطالة والفقر وارتفاعها لمعدلات قياسية.

وينبه الطباع، إلى أن الركود الاقتصادي الحاصل سيتكبد على أثره التجار والمستوردون ورجال الأعمال خسائر فادحة خاصة من يتعاملوا بالبضائع الموسمية الخاصة بشهر رمضان نتيجة ضعف المبيعات اليومية.

وبالإضافة إلى التدهور الاقتصادي الحاصل فإن قطاع غزة يبقى يعاني من سلسلة أزمات تتعلق بنقص الخدمات الأساسية خاصة عجز بنحو 50 في المائة من احتياجاته من الكهرباء وارتفاع معدلات تلوث مياه الشرب.

الصور

010020070790000000000000011100001354146381