تحقيق اخباري : سوريون مهجرون يعيشون طقوس رمضان رغم نزوحهم من قراهم

22:07:29 07-06-2016 | Arabic. News. Cn

دمشق 7 يونيو 2016 (شينخوا) جلس أبو محمد أمام غرفته في أحد مراكز الإيواء بريف دمشق الجنوبي وحوله عائلته في انتظار موعد الافطار الذي أعد من طعام بسيط،وهو يتذكر الأيام الخوالي من شهر رمضان عندما كان يعيش في منطقة العتيبة بريف دمشق الشرقي.

أبو محمد الذي يبلغ من العمر (58 عاما) ترك منزله في العتيبة منذ عام 2014 ، بسبب الاشتباكات وأعمال العنف التي دارت هناك ، وقرر المجئ إلى منطقة "الحرجلة" بريف دمشق الجنوبي ليعيش مع أسرته بسلام في أحد مراكز الإيواء هناك.

وقال أبو محمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الثلاثاء) "مضى على وجودي في مركز إيواء الحرجلة أكثر من سنتين .. ورغم نزوحي من بلدتي العتيبة بالغوطة الشرقية مازلت أحرص على انعاش ذاكرة عائلتي في شهر رمضان وأعيش معهم طقوسه الجميلة برغم الظروف الصعبة التي نمر بها حاليا".

وأضاف أبو محمد قائلا " لاشك ان شهر رمضان في بلدة العتيبة افضل بكثير ، حيث الاهل والجيران .. لكن هنا أيضا تعرفنا على عوائل من قرى ومحافظات سورية أخرى نزحوا بسبب الحرب الدامية التي تشهدها البلاد ، وأصبحوا بمثابة الأهل ونتقاسم الطعام فيما بيننا ، وكذلك الهموم".

وتنهدت أم محمد (42 عاما) بحسرة وهي تستذكر أجواء رمضان بينما كانت تعد بعض الأطعمة الخاصة بشهر الصوم في غرفتها الصغيرة في مركز الايواء.

وقالت إن " شهر رمضان له خصوصية لدى أهالي الغوطة الشرقية ، حيث لمة الاهل حول المائدة الواحدة والولائم التي تعد لهذا الشهر الفضيل ، وكذلك التسامح والمحبة التي تسود بين الناس".

وتبدي أم محمد شعورا بالحزن بعد ان غابت هذه الاجواء ، مؤكدة مع ذلك أنها "تسعى برغم كل الظروف الصعبة أن تعيش طقوس رمضان في مركز الايواء".

وفي ساحة مركز إيواء الحرجلة ، تجمع أطفال وهم يلعبون في انتظار حلول موعد الإفطار بينما الاهل منهمكون في اعداد الطعام.

وبدأ شهر رمضان الاثنين في سوريا وغالبية الدول العربية.

وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية، ويمسك فيه المسلمون عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

وتعيش سوريا على وقع صراع دموي منذ أكثر من خمس سنوات مما تسبب في تشريد الملايين داخل وخارج البلاد.

ويقدم مركز إيواء الحرجلة المؤقت ، الذي يضم 1300 شخص ، الطعام مجانا للمهجرين من منازلهم بشكل يومي ، كما يقدم الطعام لاكثر من 130 اسرة مقيمة خارج المركز واغلبهم مهجرين من محافظة درعا جنوبي سوريا.

وفي ناحية أخرى من المركز ، كان يقف شبان من ريف حلب الشرقي فروا من ظلم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) برحلة محفوفة بالمخاطر عبر الطريق الصحراوي والبادية السورية باتجاه محافظة السويداء جنوبي سوريا وبعدها إلى مركز إيواء الحرجلة.

واشعل عدد من هؤلاء الشباب نار الحطاب لاعداد طعام الإفطار بينما بدأت مجموعة أخرى في تحضير شراب العرقسوس وهو من المشروبات الرمضانية ، لكنهم رفضوا التحدث إلى الإعلام بحجة ان أهلهم ما زالوا هناك تحت حصار تنظيم (داعش).

ويعيش هؤلاء الشبان في خيمة كبيرة ، منذ حوالي 50 يوما ، ويريدون الخروج من المركز باتجاه لبنان بقصد العمل.

من جانبه قال أبو موفق (62 عاما) من الغوطة الشرقية أيضا " نزحت من الغوطة الشرقية منذ حوالي سنتين مع افراد عائلتي المؤلفة من 14 فردا إلى مركز إيواء الحرجلة" ، مؤكدا أنه يعيش بسلام وأمن مع عائلته في المركز .

وأضاف أن "مركز الايواء يقدم لنا طعام الإفطار مجانا .. ونحن أيضا نحضر بعض الأطعمة الخاصة بشهر رمضان لان الأولاد ينتظرون هذا الشهر لتناول تلك الاكلات الخاصة".

وأوضح أن نزوحهم خارج الغوطة الشرقية لن يؤثر على احياء طقوس رمضان ، مبينا أنه يسعى جاهدا لكي يعيش مع افراد اسرته تلك الطقوس الخاصة مع جيرانه الجدد في المركز ويتبادل معهم الأطعمة كما كان يفعل اثناء وجوده بالغوطة الشرقية .

وأشار إلى أن لديه أربعة شبان يؤدون الخدمة الإلزامية مع الجيش السوري ويقاتلون في عدة جبهات.

الحال نفسه لا يختلف كثيرا عند موفق كدرو (58 عاما) الذي فر من محافظة الرقة منذ عام 2014 إلى مدينة عدرا العمالية بريف دمشق الشمالي الشرقي ومنها إلى مركز إيواء الحرجلة ليستقر به الحال هناك ويؤسس دكانا صغيرا بداخل المركز يعيش من خلاله.

وقال كدرو إن "الحياة في مركز الايواء جيدة ، والجهات المسؤولة عنه تقدم لنا المستلزمات الضرورية للحياة من طعام وشراب ودواء وعلاج مجاني".

وأكد أن الكل في هذا المركز يشعر وكأنهم عائلة واحدة وخاصة في شهر رمضان ، حيث يتبادلون الأطعمة كما لو كانوا في قراهم التي هجروا منها.

وأضاف " لن اتردد بالعودة إلى الرقة بعد ان يقوم الجيش السوري باستعادة السيطرة عليها".

وقال مدير مركز إيواء الحرجلة المؤقت محمد ديب القرواني لوكالة (شينخوا) إن "المركز يحاول أن يقدم لهم كل ما يلزم لكي لا يشعروا بالفرق الشاسع"، مؤكدا أن تلك الاسر الموجودة بداخل المركز أصبحت جزءا من عائلته ، فهو يعيش معهم ساعات طويلة .

وأضاف أن " المركز سيقيم في الأسبوع الأول من شهر رمضان إفطارا جماعيا لكل المهجرين بداخل المركز " ، مبينا أن الطعام الذي يقدم لهؤلاء المهجرين مجانا من قبل المنظمات الدولية والهلال الأحمر السوري ، وبعض الجمعيات الخيرية .

وافتتح مركز إيواء الحرجلة في 31 من ديسمبر عام 2014 بريف دمشق الجنوبي ويضم 48 حماما وفيه مطبخ ممول من قبل المنظمة الدولية للهجرة .

ويقيم في المركز 1300 شخص بشكل دائم .

واستقبل المركز خلال الشهرين الماضيين اكثر من 2000 شخص قدموا من المحافظات الشمالية من الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب الشرقي وخرج حوالي 1700 منهم الى محافظات حلب وحماة وحمص بناء على رغبتهم وقسم منه غادر الى لبنان بقصد العمل .

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق اخباري : سوريون مهجرون يعيشون طقوس رمضان رغم نزوحهم من قراهم

新华社 | 2016-06-07 22:07:29

دمشق 7 يونيو 2016 (شينخوا) جلس أبو محمد أمام غرفته في أحد مراكز الإيواء بريف دمشق الجنوبي وحوله عائلته في انتظار موعد الافطار الذي أعد من طعام بسيط،وهو يتذكر الأيام الخوالي من شهر رمضان عندما كان يعيش في منطقة العتيبة بريف دمشق الشرقي.

أبو محمد الذي يبلغ من العمر (58 عاما) ترك منزله في العتيبة منذ عام 2014 ، بسبب الاشتباكات وأعمال العنف التي دارت هناك ، وقرر المجئ إلى منطقة "الحرجلة" بريف دمشق الجنوبي ليعيش مع أسرته بسلام في أحد مراكز الإيواء هناك.

وقال أبو محمد لوكالة أنباء ((شينخوا)) بدمشق اليوم (الثلاثاء) "مضى على وجودي في مركز إيواء الحرجلة أكثر من سنتين .. ورغم نزوحي من بلدتي العتيبة بالغوطة الشرقية مازلت أحرص على انعاش ذاكرة عائلتي في شهر رمضان وأعيش معهم طقوسه الجميلة برغم الظروف الصعبة التي نمر بها حاليا".

وأضاف أبو محمد قائلا " لاشك ان شهر رمضان في بلدة العتيبة افضل بكثير ، حيث الاهل والجيران .. لكن هنا أيضا تعرفنا على عوائل من قرى ومحافظات سورية أخرى نزحوا بسبب الحرب الدامية التي تشهدها البلاد ، وأصبحوا بمثابة الأهل ونتقاسم الطعام فيما بيننا ، وكذلك الهموم".

وتنهدت أم محمد (42 عاما) بحسرة وهي تستذكر أجواء رمضان بينما كانت تعد بعض الأطعمة الخاصة بشهر الصوم في غرفتها الصغيرة في مركز الايواء.

وقالت إن " شهر رمضان له خصوصية لدى أهالي الغوطة الشرقية ، حيث لمة الاهل حول المائدة الواحدة والولائم التي تعد لهذا الشهر الفضيل ، وكذلك التسامح والمحبة التي تسود بين الناس".

وتبدي أم محمد شعورا بالحزن بعد ان غابت هذه الاجواء ، مؤكدة مع ذلك أنها "تسعى برغم كل الظروف الصعبة أن تعيش طقوس رمضان في مركز الايواء".

وفي ساحة مركز إيواء الحرجلة ، تجمع أطفال وهم يلعبون في انتظار حلول موعد الإفطار بينما الاهل منهمكون في اعداد الطعام.

وبدأ شهر رمضان الاثنين في سوريا وغالبية الدول العربية.

وشهر رمضان هو الشهر التاسع في السنة الهجرية، ويمسك فيه المسلمون عن الطعام والشراب من طلوع الفجر حتى غروب الشمس.

وتعيش سوريا على وقع صراع دموي منذ أكثر من خمس سنوات مما تسبب في تشريد الملايين داخل وخارج البلاد.

ويقدم مركز إيواء الحرجلة المؤقت ، الذي يضم 1300 شخص ، الطعام مجانا للمهجرين من منازلهم بشكل يومي ، كما يقدم الطعام لاكثر من 130 اسرة مقيمة خارج المركز واغلبهم مهجرين من محافظة درعا جنوبي سوريا.

وفي ناحية أخرى من المركز ، كان يقف شبان من ريف حلب الشرقي فروا من ظلم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) برحلة محفوفة بالمخاطر عبر الطريق الصحراوي والبادية السورية باتجاه محافظة السويداء جنوبي سوريا وبعدها إلى مركز إيواء الحرجلة.

واشعل عدد من هؤلاء الشباب نار الحطاب لاعداد طعام الإفطار بينما بدأت مجموعة أخرى في تحضير شراب العرقسوس وهو من المشروبات الرمضانية ، لكنهم رفضوا التحدث إلى الإعلام بحجة ان أهلهم ما زالوا هناك تحت حصار تنظيم (داعش).

ويعيش هؤلاء الشبان في خيمة كبيرة ، منذ حوالي 50 يوما ، ويريدون الخروج من المركز باتجاه لبنان بقصد العمل.

من جانبه قال أبو موفق (62 عاما) من الغوطة الشرقية أيضا " نزحت من الغوطة الشرقية منذ حوالي سنتين مع افراد عائلتي المؤلفة من 14 فردا إلى مركز إيواء الحرجلة" ، مؤكدا أنه يعيش بسلام وأمن مع عائلته في المركز .

وأضاف أن "مركز الايواء يقدم لنا طعام الإفطار مجانا .. ونحن أيضا نحضر بعض الأطعمة الخاصة بشهر رمضان لان الأولاد ينتظرون هذا الشهر لتناول تلك الاكلات الخاصة".

وأوضح أن نزوحهم خارج الغوطة الشرقية لن يؤثر على احياء طقوس رمضان ، مبينا أنه يسعى جاهدا لكي يعيش مع افراد اسرته تلك الطقوس الخاصة مع جيرانه الجدد في المركز ويتبادل معهم الأطعمة كما كان يفعل اثناء وجوده بالغوطة الشرقية .

وأشار إلى أن لديه أربعة شبان يؤدون الخدمة الإلزامية مع الجيش السوري ويقاتلون في عدة جبهات.

الحال نفسه لا يختلف كثيرا عند موفق كدرو (58 عاما) الذي فر من محافظة الرقة منذ عام 2014 إلى مدينة عدرا العمالية بريف دمشق الشمالي الشرقي ومنها إلى مركز إيواء الحرجلة ليستقر به الحال هناك ويؤسس دكانا صغيرا بداخل المركز يعيش من خلاله.

وقال كدرو إن "الحياة في مركز الايواء جيدة ، والجهات المسؤولة عنه تقدم لنا المستلزمات الضرورية للحياة من طعام وشراب ودواء وعلاج مجاني".

وأكد أن الكل في هذا المركز يشعر وكأنهم عائلة واحدة وخاصة في شهر رمضان ، حيث يتبادلون الأطعمة كما لو كانوا في قراهم التي هجروا منها.

وأضاف " لن اتردد بالعودة إلى الرقة بعد ان يقوم الجيش السوري باستعادة السيطرة عليها".

وقال مدير مركز إيواء الحرجلة المؤقت محمد ديب القرواني لوكالة (شينخوا) إن "المركز يحاول أن يقدم لهم كل ما يلزم لكي لا يشعروا بالفرق الشاسع"، مؤكدا أن تلك الاسر الموجودة بداخل المركز أصبحت جزءا من عائلته ، فهو يعيش معهم ساعات طويلة .

وأضاف أن " المركز سيقيم في الأسبوع الأول من شهر رمضان إفطارا جماعيا لكل المهجرين بداخل المركز " ، مبينا أن الطعام الذي يقدم لهؤلاء المهجرين مجانا من قبل المنظمات الدولية والهلال الأحمر السوري ، وبعض الجمعيات الخيرية .

وافتتح مركز إيواء الحرجلة في 31 من ديسمبر عام 2014 بريف دمشق الجنوبي ويضم 48 حماما وفيه مطبخ ممول من قبل المنظمة الدولية للهجرة .

ويقيم في المركز 1300 شخص بشكل دائم .

واستقبل المركز خلال الشهرين الماضيين اكثر من 2000 شخص قدموا من المحافظات الشمالية من الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب الشرقي وخرج حوالي 1700 منهم الى محافظات حلب وحماة وحمص بناء على رغبتهم وقسم منه غادر الى لبنان بقصد العمل .

الصور

010020070790000000000000011100001354202731