وارسو 19 يونيو 2016 (شينخوا) وصل الرئيس الصيني شي جين بينغ الى بولندا اليوم (الاحد)، وهي المحطة الثانية فى جولته الحالية، بهدف تعزيز العلاقات الثنائية وتقوية علاقات الصين مع دول وسط وشرق اوروبا والاتحاد الاوروبي.
وتعد هذه اول زيارة لرئيس صيني لبولندا منذ 12 عاما.
وارسلت بولندا مقاتلات لمرافقة طائرة شي فور دخوله المجال الجوي للدولة. وكان فى استقبال شي وزوجته بنغ لي يوان وزير الخارجية البولندي فيتولد فاشيكوفسكي فى المطار.
وفور وصوله، قدم شي التحيات الخالصة وافضل التمنيات للشعب البولندي.
ومشيرا الى ان بولندا من اوائل الدول التى اعترفت بجمهورية الصين الشعبية واقامت علاقات دبلوماسية معها، قال شي فى بيان مكتوب ان الدولتين تعامل بعضهما البعض باحترام ومساواة خلال السنوات ال67 الماضية منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية فى اكتوبر 1949.
وقال ان الصين تولي اهمية كبيرة للعلاقات مع بولندا وتأمل فى تعزيز الصداقة التقليدية وتوسيع التعاون فى جميع المجالات ورفع العلاقات الثنائية الى مستوى اعلى، وفقا لشي.
وخلال اقامته فى وارسو، من المقرر ان يعقد شي محادثات مع الرئيس البولندي اندجي دودا حول تعزيز العلاقات.
كما سيجتمع مع رئيس الوزراء البولندي بيتا زيدلو وسيحضر مأدبة غداء يستضيفها قادة البرلمان البولندي. ومن المتوقع ان يوقع الطرفان اتفاقيات فى مجالات مثل المالية والطيران المدني والعلوم والتكنولوجيا والتعليم.
ومنذ رفع العلاقات الثنائية بين البلدين الى مستوى الشراكة الاستراتيجية فى 2011، شهدت العلاقات تقدما سريعا بتعميق الثقة السياسية وتوسيع التعاون فى الاقتصاد والتجارة والسياحة والتعليم.
ومع وصول حجم التجارة الثنائية الى 17.1 مليار دولار أمريكي فى 2015، تعد بولندا اكبر شريك تجاري للصين فى منطقة وسط وشرق اوروبا، بينما تعد الصين اكبر شريك تجاري لبولندا فى اسيا.
وسافر اكثر من 60 الف سائح صيني الى بولندا العام الماضي، مقارنة بـ7700 فى 2004. كما تم اقامة 5 معاهد كونفوشيوس فى البلاد.
وقال السفير الصيني لبولندا شيوي جيان "العلاقات الصينية-البولندية فى اعلى مراحلها عبر التاريخ."
وتقدر بولندا بشكل كبير علاقاتها مع الصين. وحضر رئيس مجلس النواب البولندي احتفالات يوم النصر فى الصين فى بكين فى سبتمبر 2015.
وقام دودا بزيارة دولة للصين فى نوفمبر العام الماضي. وخلال الاجتماع مع شي، تعهد دودا بان بلاده ستساعد فى تعزيز العلاقات بين اوروبا والصين وستشارك فى مبادرة الحزام والطريق. وخلال اقامته فى الصين، وقعت الدولتان مذكرة تفاهم بشأن التدعيم المشترك للمبادرة.
ومن المتوقع ان تعمل زيارة شي على المساعدة فى زيادة الربط بين مبادرة الحزام والطريق وخطط التنمية فى بولندا وتدعيم دور بولندا كمحرك لتعزيز التعاون بين الصين ودول وسط وشرق اوروبا.
وتعد بولندا، وهي موطن لبعض من كبار الشخصيات العالمية منها عالم الفلك نيكولاوس كوبرنيكوس والحاصلة على جائزة نوبل ماري كوري ولاعب البيانو فريدريك تشوبين، دولة هامة فى الاتحاد الاوروبي والاكبر فى منطقة وسط وشرق اوروبا فيما يتعلق بمساحة الاراضي والسكان والاقتصاد.
وقال شيوي "بولندا تلعب دورا لا يمكن الاستغناء عنه فى مبادرة الحزام والطريق وآلية تعاون "16+1"، مشيرا الى التعاون بين دول وسط وشرق اوروبا والصين.
تقع بولندا وسط اوروبا وتمر العديد من قطارات الشحن بين الصين واوروبا من خلالها. ويؤمن الخبراء الصينيون ان بولندا تتمتع بدور كبير يمكن ان تقوم به كمركز لوجيستيات بين الصين ومنطقة وسط وشرق اوروبا وكذا بين الصين واوروبا.
وباعتبارها العضو المؤسس الوحيد من دول وسط وشرق اوروبا فى البنك الاسيوي للاستثمار فى البنية التحتية ومضيفة اول اجتماع لقادة الصين ودول وسط وشرق اوروبا فى 2012، اظهرت بولندا حماسة شديدة فى تعزيز الارتباطية بين المنطقة والصين والمشاركة فى مبادرة الحزام والطريق.
وقال الباحث البولندي رادك بيفل ان المبادرة جذبت اهتمام العالم اجمع ليس فقط بولندا ولكن ايضا الدول الاخرى على طول الطريق.
وبمميزاتها الجغرافية، تتمتع بولندا بدور كبير فى مبادرة الحزام والطريق، وفقا لما قال، مضيفا ان المبادرة ستساعد الشركات الصينية فى دخول السوق البولندية والعكس.
وبعد زيارة بولندا، سيسافر شي الى اوزبكستان فى زيارة دولة ولحضور قمة منظمة شانغهاي للتعاون فى طشقند.