((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: خبراء صينيون: المصالح المتبادلة وراء تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل

18:20:46 28-06-2016 | Arabic. News. Cn

بكين 28 يونيو 2016 (شينخوا) تم اليوم (الثلاثاء) التوقيع على اتفاقية يتحقق بموجبها تطبيع العلاقات رسميا بين تركيا وإسرائيل بعد خلاف دام ستة أعوام نتج عن الغارة التي شنتها قوات الكوماندوز الإسرائيلية عام 2010 على السفينة التركية "مافي مرمرة" أثناء نقلها مساعدات إنسانية سعيا لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وهي غارة أسفرت عن مقتل تسعة أتراك وأمريكي من أصل تركي كانوا على متن السفينة.

وحول السبب وراء تطبيع الجانبين التركي والإسرائيلي لعلاقاتهما الآن, فقد عزا دونغ مان يوان، الخبير الصيني في الشؤون التركية ونائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية، عزا ذلك إلى سعى تركيا التي تشهد عزلة في القضايا الإقليمية إلى إيجاد شريك تعاوني لها في الشرق الأوسط وسط سياسة خاصة تنتهجها حاليا لتوسيع علاقاتها مع دول الجوار، ومن ثم ترى تركيا أن إسرائيل تمثل أفضل خيار يلبى مسعاها هذا في الوقت الراهن.

كما أوضح دونغ أن خيار التقارب الحالي بين تركيا وإسرائيل ليس بالأمر الذي يصعب فهمه, فالأخيرة باتت حاليا تمثل للأولى اختراقة دبلوماسية على خلفية ضعف العلاقات الثنائية بين أنقرة وطهران, ووجود خلافات بين أنقرة والدول المجاورة وسط أجواء الحرب السورية، وتدهور العلاقات بين أنقرة وموسكو إثر وقوع حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية.

وقال دونغ إن التصريحات التي صدرت مؤخرا عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم حول عدم رغبته في وجود "توتر دائم" مع دول الجوار في البحر الأسود والبحر المتوسط تبين أحد أسباب هذا التقارب.

وحول سياسة تركيا تجاه المنطقة في السنوات الأخيرة، اتفق دونغ مع المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط وو سي كه في أن تركيا سارعت إلى تعزيز تأثيرها ورفع مكانتها في الشرق الأوسط وحظت بثناء وإعجاب البلدان العربية من خلال "رفعها لراية أنشطة دعم فلسطين عاليا" ومن بينها إرسالها سفينة تحمل مساعدات إغاثة إنسانية إلى قطاع غزة وقيامها عقب الهجوم على "مافي مرمرة" باستدعاء سفيرها من تل أبيب ومطالبة إسرائيل بالوفي بثلاثة شروط ألا وهى الإعتذار فورا وتقديم تعويضات لعائلات الضحايا ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

بل وقامت على صياغة رؤيتي 2023 و2050 تطلعا منها إلى وضع إستراتيجية تهدف إلى بناء تركيا قوية على الصعيد الدولي, وهو ما يطمح إلى تحقيقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حد قوله دونغ.

ولكن دونغ ألمح إلى أن أنقرة في نظر العالم العربي فقدت حسن النوايا التي تسعى إلى إبرازها عبر جهودها، وجاء ذلك نتيجة عملها على تعزيز سياسة بسط "النمط التركي" لتجسيد طموحاتها، وهو ما قوبل بالحذر من قبل الدول العربية.

وأكد أن المصالح المتبادلة وراء تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لافتا إلى احتياج تركيا إلى تبادل المعلومات والتقارير الاستخباراتية مع إسرائيل وتعزيز قوة جيشها اعتمادا على مساعدة الأخيرة لها، واحتياج إسرائيل إلى توسيع أسواقها في المنطقة ولاسيما دخول السوق التركية الذي تعتبره سوقا كبيرة.

وفي ظل احتياج الجانبين لكل منهما الآخر وعودة تطبيع العلاقات بالمنفعة المتبادلة على الآخر، توقع دونغ أن تستمر حالة الاستقرار في العلاقات بين تركيا وإسرائيل لبعض الوقت، مضيفا أن تركيا استغلت فرصة الأوضاع المضطربة وغير المستقرة التي تعيشها بعض الدول العربية لتقوم بخطوة التطبيع هذه، اعتقادا منها أنها لن تقابل بردود فعل معاكسة أو رفض قوى من قبل العالم العربي.

ومع ذلك، أعرب المبعوث السابق وو سي كه عن اعتقاده بأن تركيا ستنتهج بخطوة التطبيع هذه أسلوبا أكثر توازنا وفعالية ودبلوماسية لتحسين علاقاتها مع دول الجوار ولكن دون أن يكون للخطوة تأثيرا على سياسة أنقرة تجاه القضية السورية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

((أهم الموضوعات الدولية)) مقالة خاصة: خبراء صينيون: المصالح المتبادلة وراء تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل

新华社 | 2016-06-28 18:20:46

بكين 28 يونيو 2016 (شينخوا) تم اليوم (الثلاثاء) التوقيع على اتفاقية يتحقق بموجبها تطبيع العلاقات رسميا بين تركيا وإسرائيل بعد خلاف دام ستة أعوام نتج عن الغارة التي شنتها قوات الكوماندوز الإسرائيلية عام 2010 على السفينة التركية "مافي مرمرة" أثناء نقلها مساعدات إنسانية سعيا لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وهي غارة أسفرت عن مقتل تسعة أتراك وأمريكي من أصل تركي كانوا على متن السفينة.

وحول السبب وراء تطبيع الجانبين التركي والإسرائيلي لعلاقاتهما الآن, فقد عزا دونغ مان يوان، الخبير الصيني في الشؤون التركية ونائب مدير معهد الصين للدراسات الدولية، عزا ذلك إلى سعى تركيا التي تشهد عزلة في القضايا الإقليمية إلى إيجاد شريك تعاوني لها في الشرق الأوسط وسط سياسة خاصة تنتهجها حاليا لتوسيع علاقاتها مع دول الجوار، ومن ثم ترى تركيا أن إسرائيل تمثل أفضل خيار يلبى مسعاها هذا في الوقت الراهن.

كما أوضح دونغ أن خيار التقارب الحالي بين تركيا وإسرائيل ليس بالأمر الذي يصعب فهمه, فالأخيرة باتت حاليا تمثل للأولى اختراقة دبلوماسية على خلفية ضعف العلاقات الثنائية بين أنقرة وطهران, ووجود خلافات بين أنقرة والدول المجاورة وسط أجواء الحرب السورية، وتدهور العلاقات بين أنقرة وموسكو إثر وقوع حادث إسقاط الطائرة الحربية الروسية.

وقال دونغ إن التصريحات التي صدرت مؤخرا عن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم حول عدم رغبته في وجود "توتر دائم" مع دول الجوار في البحر الأسود والبحر المتوسط تبين أحد أسباب هذا التقارب.

وحول سياسة تركيا تجاه المنطقة في السنوات الأخيرة، اتفق دونغ مع المبعوث الخاص الصيني السابق إلى الشرق الأوسط وو سي كه في أن تركيا سارعت إلى تعزيز تأثيرها ورفع مكانتها في الشرق الأوسط وحظت بثناء وإعجاب البلدان العربية من خلال "رفعها لراية أنشطة دعم فلسطين عاليا" ومن بينها إرسالها سفينة تحمل مساعدات إغاثة إنسانية إلى قطاع غزة وقيامها عقب الهجوم على "مافي مرمرة" باستدعاء سفيرها من تل أبيب ومطالبة إسرائيل بالوفي بثلاثة شروط ألا وهى الإعتذار فورا وتقديم تعويضات لعائلات الضحايا ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة.

بل وقامت على صياغة رؤيتي 2023 و2050 تطلعا منها إلى وضع إستراتيجية تهدف إلى بناء تركيا قوية على الصعيد الدولي, وهو ما يطمح إلى تحقيقه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على حد قوله دونغ.

ولكن دونغ ألمح إلى أن أنقرة في نظر العالم العربي فقدت حسن النوايا التي تسعى إلى إبرازها عبر جهودها، وجاء ذلك نتيجة عملها على تعزيز سياسة بسط "النمط التركي" لتجسيد طموحاتها، وهو ما قوبل بالحذر من قبل الدول العربية.

وأكد أن المصالح المتبادلة وراء تطبيع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، لافتا إلى احتياج تركيا إلى تبادل المعلومات والتقارير الاستخباراتية مع إسرائيل وتعزيز قوة جيشها اعتمادا على مساعدة الأخيرة لها، واحتياج إسرائيل إلى توسيع أسواقها في المنطقة ولاسيما دخول السوق التركية الذي تعتبره سوقا كبيرة.

وفي ظل احتياج الجانبين لكل منهما الآخر وعودة تطبيع العلاقات بالمنفعة المتبادلة على الآخر، توقع دونغ أن تستمر حالة الاستقرار في العلاقات بين تركيا وإسرائيل لبعض الوقت، مضيفا أن تركيا استغلت فرصة الأوضاع المضطربة وغير المستقرة التي تعيشها بعض الدول العربية لتقوم بخطوة التطبيع هذه، اعتقادا منها أنها لن تقابل بردود فعل معاكسة أو رفض قوى من قبل العالم العربي.

ومع ذلك، أعرب المبعوث السابق وو سي كه عن اعتقاده بأن تركيا ستنتهج بخطوة التطبيع هذه أسلوبا أكثر توازنا وفعالية ودبلوماسية لتحسين علاقاتها مع دول الجوار ولكن دون أن يكون للخطوة تأثيرا على سياسة أنقرة تجاه القضية السورية.

الصور

010020070790000000000000011101441354730031