ألقى شي جين بينغ الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني خطابا خلال مؤتمر فى بكين بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 95 لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى. (شينخوا/ليو وي بينغ)
بكين أول يوليو 2016 (شينخوا) دعا الامين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) رفاقه الى "البقاء اوفياء للمهمة" التي بدأها الحزب قبل 95 عاما.
وقال شي امام حفل بمناسبة مرور 95 عاما على تأسيس الحزب في بكين "الشخص الذي يرغب بالمضي قدما لا ينبغي ان ينسى الطريق الذي سار فيه. لا يهم طول المسافة التي سنمضيها ولا مدى اشراق المستقبل امامنا، علينا الا ننسى ما مررنا به ولماذا بدأنا الرحلة."
وفي خطابه، أشاد شي بزعماء الحزب السابقين، منهم ماو تسه تونج وتشو ان لاي وليو شاو تشي وتشو ده ودنغ شياو بينغ وتشن يون الذين ضحوا بحياتهم من اجل الصين الجديدة، واعضاء الحزب البارزين.
ودعا اعضاء الحزب لدعم روح القتال التي تحلى بها الاعضاء المؤسسين للحزب والتزامهم تجاه الشعب.
تأسس الحزب الشيوعي الصيني وقت ثورة وكان هدفه تحرير البلاد من الغزو الاجنبي والوضع الفوضوي المحلي.
وعبر تاريخه الممتد ل95 عاما، تغلب الحزب والدولة على صعاب عديدة بفضل الاجيال الثلاثة لقيادة الحزب -- ماو ودنغ وجيانغ تسه مين في "الجوهر" -- فضلا عن اللجنة المركزية بقيادة امينها العام هو جين تاو. وبدون قيادة حزب ملتزم مسلح بنطريات متطورة، لم يكن الشعب الصيني قادرا على تغيير مصيره ولم تكن البلاد لتصبح متحدة ومزدهرة، حسبما قال.
ولذلك يتعين على البلاد التمسك بقيادة الحزب الشيوعي، وعدم الانحراف عنها، وكذا الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، وفقا لشي.
وترأس مراسم الاحتفال رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ وحضرها قادة آخرون منهم تشانغ ده جيانغ ويوي تشنغ شنغ وليو يون شان ووانغ تشي شان وتشانغ قاو لي.
واتفق مع دعوة شي للبقاء اوفياء للمهمة تشين لان أمين حديقة تذكارية في قوانغدونغ تكرم الجنرال الراحل يه تينغ، حيث قال "سبب واحد يجعل بعض الكوادر يسقطون حاليا وهو انهم فقدوا ايمانهم ونسوا ما دفعهم للانضمام للحزب في المقام الاول."
الثقة في طريق الصين
وشدد شي على اخلاص الحزب للماركسية وقال "اذا انحرفنا عن الماركسية او تخلينا عنها -- وهي النظرية الاساسية الموجهة للحزب والبلاد -- سيفقد حزبنا روحه واتجاهه."
بيد انه أشار إلى انه يتعين على الحزب ان يكيف مبادىء الماركسية مع الحقائق الحالية في الصين وان يكون ابتكاريا نظريا وعمليا.
وقال "ان التغيرات الحالية ومدى وعمق التنمية الصينية تتجاوز تخيل كتاب الماركسية الكلاسيكيين."
وحث شي الحزب اجمع على تقوية الثقة في "طريق ونظرية ونظام وثقافة الاشتراكية ذات الخصائص الصينية."
وأضاف انه لا يتعين تقييم الاشتراكية ذات الخصائص الصينية من خلال "الاشخاص بالنظارات الملونة" ولكن من خلال الصينيين بناء على الحقائق.
وتابع "اعضاء الحزب والشعب الصيني واثقون في تقديم حل صيني لبحث البشرية عن انظمة اجتماعية افضل."
ويقول شيوي ياو تونغ الاستاذ بالاكاديمية الصينية للحوكمة إن خطاب شي أظهر الثقة بالنفس والتأمل الذاتي، مضيفا ان "الثقة في الثقافة" اظهرت التزام قيادة الحزب بطريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية.
وقال إنه بذكر اسهام الحزب للبشرية، يشير الرئيس شي إلى ان الحزب يجهز قضايا ربما تحمل أهمية كبرى في المستقبل.
التزام ثابت بالاصلاح والانفتاح
قال شي "الاصلاح والانفتاح هما العنصر الرئيسي فى مصير الصين الحديثة."
وأوضح ان الهدف العام للاصلاح هو تحسين النظام الاشتراكي وتحديث وتحسين الحوكمة. وان التركيز الرئيسي هو اصلاح النظام الاقتصادي يليه الاصلاح السياسي والثقافي والاجتماعي والبيئي وبناء الحزب.
وأضاف انه على السلطات ان تتجرأ "لاجراء جراحات للأمراض المزمنة والمستعصية" و"هدم ملاذات المصالح الشخصية" و"إزالة العقبات التي تعيق طريق التنمية."
وفي كلمته، شدد شي على التزام الحزب بسلطة القانون وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
تحدي الفساد
حذر شي من ان اكبر تهديد يواجه الحزب الحاكم هو الفساد.
وقال إنه يتعين على الحزب الشيوعي الصيني مواصلة تطوير نفسه اذا اراد الاستمرار في السلطة.
"إذا لم يكن بمقدورنا إدارة الحزب وبصرامة واذا تركنا المشكلات البارزة داخل الحزب دون علاج، فإن حزبنا (....) سيصبح من الماضي آجلا أم عاجلا."
وطالب اعضاء الحزب بالالتزام بسياسات اللجنة المركزية للحزب والعمل باستقامة بدءا من الزعماء البارزين.
ومشيدا بالتقدم الذي احرزته مسيرة مكافحة الفساد خلال الاعوام الثلاثة الماضية، تعهد شي باستمرار الضغط وعدم التهاون مع الفساد.
ويقول تشنغ تشانغ تشونغ الخبير في بناء الحزب بجامعة فودان بشانغهاي إن خطاب شي يظهر تصميما غير مسبوق للحزب لمكافحة الفساد ويرسل اشارة واضحة مفادها انه يعتزم الحفاظ على قوة الدافع القائمة بل وتدعيمها.
وبالاشارة للدستور والقانون، اظهر شي التزام الحزب الشيوعي بابعاد الحزب عن حكم الرجل الواحد باتجاه حكم القانون الذي سيكون اساس حكم الحزب.
الحكمة الصينية من أجل الحوكمة العالمية
تعهد شي في خطابه بان تشارك الصين بنشاط في بناء نظام الحوكمة العالمية وان تناضل لتقدم الحكمة الصينية للمساعدة في تطوير الحوكمة العالمية.
وقال إن النظام العالمي لا يتعين ان تقرره دولة واحدة أو عدة دول وإنما من خلال اتفاق دولي واسع.
وأضاف ان الصين ستسلك دائما طريق التنمية السلمية وسياسة الانفتاح التي تتسم بالمنفعة المتبادلة والاتفاقيات المربحة للجميع. وقال "لا نبني فناء خلفيا لنا ولكن حديقة عامة لكل الدول."
كما تعارض الصين فرض رغبات دول على أخرى والتدخل في الشؤون المحلية للدول الاخرى وتنمر القوي على الضعيف.
وقال ايضا "لن تتخلى الصين عن حقوقها المشروعة. ولا يصدق الشعب الصيني المظاهر الخداعة ولسنا خائفين من قوى الشر. فالشعب الصيني لا يثير المشكلات ولكننا لسنا جبناء عندما يتم توريطنا فيها."
وأضاف ان الصين لن تلجأ للتهديد بالقوة ولن تتباهى بقوتها امام دول أخرى، "فالتباهي بالقوة في كل مكان لا يعكس القوة ولن يخيف احدا.
وقبل ان يلقي شي كلمته، قرأ ليو يون شان قرارا من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لتكريم بعض الاعضاء الحزبيين البارزين والمنظمات الحزبية البارزة.
كما اشيد باعمال اجمالي 300 منظمة حزبية على المستوى المحلي و100 عضو بالحزب من كافة اطياف الشعب. كما تمت الاشادة باسهامات بناء الحزب قام بها 100 من عمال شؤون الحزب.
وحث ليو كافة أعضاء ومنظمات الحزب على التعلم ممن اشيد بهم والاسهام بشكل أكبر من أجل تحقيق الحلم الصيني.