تحقيق إخباري : نزوح السوريين عن قراهم وغلاء الأسعار يخطف منهم بهجة عيد الفطر

08:41:34 06-07-2016 | Arabic. News. Cn

دمشق 5 يوليو 2016 (شينخوا) وقف أبو مصطفى ( 42 عاما ) أمام أحد المحلات في سوق الحميدية الشهير بدمشق يتأمل أسعار ملابس الأطفال المرتفعة جدا، وقال " كيف لي أن أدخل الفرحة إلى قلوب أطفالي وأنا لا أملك مالا كافيا لأشتري لهم ملابس العيد الجديدة" .

وأضاف أبو مصطفى الذي نزح من بلدة عربين بريف دمشق الشرقي منذ أكثر من ثلاث سنوات ، وعنده 5 أطفال صغار، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق يوم الثلاثاء أن " العيد لا يحمل بنفوسنا أية بهجة، بل على العكس يشكل عبئا كبيرا علينا، وزاد من همومنا أكثر فأكثر "، لافتا إلى أن غلاء الأسعار سرق البهجة المنتظرة لدى الكثير من العوائل السورية التي نزحت من بيوتها واضطرت للسكان أما في مراكز إيواء مؤقتة تشرف عليها الحكومة أو في سكن لا تتوفر فيه ابسط الخدمات الضرورية في أطراف العاصمة دمشق.

وأوضح أبو مصطفى أنه خلال شهر رمضان لم يتمكن من تناول وجبة واحدة فيها لحمة، معربا عن أمله في آن يتمكن خلال العيد أن يطعم أطفاله وليمة واحدة تحتوي على اللحمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر بحد ذاته " عيد بالنسبة للأطفال " .

ومن جانبها قالت أم عبد الله (55 عاما) إنها " لم تتمكن من شراء ملابس جديدة لأولادها بمناسبة عيد الفطر"، مشيرة إلى أنها اشترتها من سوق الملابس المستعملة نظرا لسعرها المنخفض والذي يناسب دخلها .

وأضافت أم عبد الله التي تسكن في حي الزاهرة شرق دمشق أن " الأسعار مرتفعة جدا، وإذا أردنا أن نشتري ملابس جديدة للأولاد سنبقى شهر كامل بدون طعام ، ولن نتمكن من دفع إيجار الشقة التي نسكن بها، وإيجارها حوالي 65 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 90 دولار تقريبا" .

وأضافت أم عبدالله أن " الغلاء لم يقف عند الملابس بل تعدى ذلك إلى الحلويات التي تقدم في العيد، وهي تحلق عاليا"، مشيرة إلى أن اقل كيلو غرام من الحلو التقليدي يتجاوز 10 ألاف ليرة، وهو المعمول المصنوع من الطحين ومحشو بالفستق الحلبي.

ومضت تقول مستذكرة أيام العيد في سنوات ماضية إن " العيد كان له طعم خاص وذكريات جميلة ، وكنا جميعا ننتظر بلهفة بزوغ الشمس كي يذهب الأولاد إلى الحدائق، ونحن نضع الحلويات التي صنعت يدويا على الطاولة ننتظر قدوم الأهل والأصدقاء والجيران لتقديم التهاني بالعيد ".

وأضافت " نحن نعيش على ذكرى الماضي ونحدث الأولاد على أيام العيد وأجوائه الجميلة، وبنفس الوقت نتحسر على الأولاد لأننا لا نستطيع أن نلبي رغباتهم" .

ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) بدمشق إقبال الناس في دمشق على الأسواق الشعبية، وأسواق الملابس المستعملة والتي تسمى باللهجة المحلية "البالة".

كما شهد سوقي "باب سريجة" و"باب الجابية" الشعبيين، الازدحام المعتاد ذاته، لكن حركة الشراء تركّزت على الخضروات المنتجة محليّا، وتتوافر بكثرة، وأسعارها مناسبة نوعاً ما، بينما كانت محلّات اللحوم، والأجبان شبه خالية من الزبائن، وكذلك المتاجر التي تبيع السكر، الرز، الطحين، الزيوت، والتوابل.

وقال أبو حسام ، وهو تاجر وصاحب محل بسوق الحميدية بوسط دمشق إن " الأسواق تشهد حالة من الركود بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء الثياب وخاصة ثياب الأطفال "، مؤكدا أن الناس تأتي إلى السوق ولكنها لا تشتري وإنما تتفرج على الموديلات .

وأضاف أبو حسام أن التجار بشكل عام يعتمدون على عيدي الفطر والأضحى لتعويض الركود الذي يصيب الأسواق في الأشهر التي تسبق قدومهما ، مؤكدا أنه جاء العيد وظلت الأحوال على حالها ، لافتا إلى أن الناس لا يستطيع أن يشتري الطعام، فكيف لها أن يشتري ثياب وغيره .

وتجدر الإشارة إلى أنَ مراكز رصد وبحث مالية عالمية، تحدثت عن اقتراب نسبة التضخم في الاقتصاد السوري إلى 95%، ومرشحّة لتجاوز حاجز المائتين بالمائة مع استمرار الحرب.

وكان أسواق سوريا شهدت ارتفاعا كبيرا للأسعار بعد أن قررت الحكومة السورية السابقة زيادة أسعار المشتقات النفطية، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة الكثير من السوريين.

وتشهد القطاعات الزراعية والصناعية والاقتصادية تدهورا منذ اندلاع الصراع في مارس عام 2011 في ظل ظروف معيشية سيئة وغلاء الأسعار والانخفاض الكبير لقيمة الليرة أما الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى بالإضافة إلى ارتفاع سعر الذهب.

وكشفت دراسة أجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) أواخر الشهر الماضي، أن أكثر من 80 % من سكان سوريا يعيشون حالياً تحت "خط الفقر", جراء الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من 5 أعوام , والتي اثرت على كافة قطاعات الحياة السورية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري : نزوح السوريين عن قراهم وغلاء الأسعار يخطف منهم بهجة عيد الفطر

新华社 | 2016-07-06 08:41:34

دمشق 5 يوليو 2016 (شينخوا) وقف أبو مصطفى ( 42 عاما ) أمام أحد المحلات في سوق الحميدية الشهير بدمشق يتأمل أسعار ملابس الأطفال المرتفعة جدا، وقال " كيف لي أن أدخل الفرحة إلى قلوب أطفالي وأنا لا أملك مالا كافيا لأشتري لهم ملابس العيد الجديدة" .

وأضاف أبو مصطفى الذي نزح من بلدة عربين بريف دمشق الشرقي منذ أكثر من ثلاث سنوات ، وعنده 5 أطفال صغار، لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق يوم الثلاثاء أن " العيد لا يحمل بنفوسنا أية بهجة، بل على العكس يشكل عبئا كبيرا علينا، وزاد من همومنا أكثر فأكثر "، لافتا إلى أن غلاء الأسعار سرق البهجة المنتظرة لدى الكثير من العوائل السورية التي نزحت من بيوتها واضطرت للسكان أما في مراكز إيواء مؤقتة تشرف عليها الحكومة أو في سكن لا تتوفر فيه ابسط الخدمات الضرورية في أطراف العاصمة دمشق.

وأوضح أبو مصطفى أنه خلال شهر رمضان لم يتمكن من تناول وجبة واحدة فيها لحمة، معربا عن أمله في آن يتمكن خلال العيد أن يطعم أطفاله وليمة واحدة تحتوي على اللحمة، مشيرا إلى أن هذا الأمر بحد ذاته " عيد بالنسبة للأطفال " .

ومن جانبها قالت أم عبد الله (55 عاما) إنها " لم تتمكن من شراء ملابس جديدة لأولادها بمناسبة عيد الفطر"، مشيرة إلى أنها اشترتها من سوق الملابس المستعملة نظرا لسعرها المنخفض والذي يناسب دخلها .

وأضافت أم عبد الله التي تسكن في حي الزاهرة شرق دمشق أن " الأسعار مرتفعة جدا، وإذا أردنا أن نشتري ملابس جديدة للأولاد سنبقى شهر كامل بدون طعام ، ولن نتمكن من دفع إيجار الشقة التي نسكن بها، وإيجارها حوالي 65 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 90 دولار تقريبا" .

وأضافت أم عبدالله أن " الغلاء لم يقف عند الملابس بل تعدى ذلك إلى الحلويات التي تقدم في العيد، وهي تحلق عاليا"، مشيرة إلى أن اقل كيلو غرام من الحلو التقليدي يتجاوز 10 ألاف ليرة، وهو المعمول المصنوع من الطحين ومحشو بالفستق الحلبي.

ومضت تقول مستذكرة أيام العيد في سنوات ماضية إن " العيد كان له طعم خاص وذكريات جميلة ، وكنا جميعا ننتظر بلهفة بزوغ الشمس كي يذهب الأولاد إلى الحدائق، ونحن نضع الحلويات التي صنعت يدويا على الطاولة ننتظر قدوم الأهل والأصدقاء والجيران لتقديم التهاني بالعيد ".

وأضافت " نحن نعيش على ذكرى الماضي ونحدث الأولاد على أيام العيد وأجوائه الجميلة، وبنفس الوقت نتحسر على الأولاد لأننا لا نستطيع أن نلبي رغباتهم" .

ولاحظ مراسل وكالة (شينخوا) بدمشق إقبال الناس في دمشق على الأسواق الشعبية، وأسواق الملابس المستعملة والتي تسمى باللهجة المحلية "البالة".

كما شهد سوقي "باب سريجة" و"باب الجابية" الشعبيين، الازدحام المعتاد ذاته، لكن حركة الشراء تركّزت على الخضروات المنتجة محليّا، وتتوافر بكثرة، وأسعارها مناسبة نوعاً ما، بينما كانت محلّات اللحوم، والأجبان شبه خالية من الزبائن، وكذلك المتاجر التي تبيع السكر، الرز، الطحين، الزيوت، والتوابل.

وقال أبو حسام ، وهو تاجر وصاحب محل بسوق الحميدية بوسط دمشق إن " الأسواق تشهد حالة من الركود بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء الثياب وخاصة ثياب الأطفال "، مؤكدا أن الناس تأتي إلى السوق ولكنها لا تشتري وإنما تتفرج على الموديلات .

وأضاف أبو حسام أن التجار بشكل عام يعتمدون على عيدي الفطر والأضحى لتعويض الركود الذي يصيب الأسواق في الأشهر التي تسبق قدومهما ، مؤكدا أنه جاء العيد وظلت الأحوال على حالها ، لافتا إلى أن الناس لا يستطيع أن يشتري الطعام، فكيف لها أن يشتري ثياب وغيره .

وتجدر الإشارة إلى أنَ مراكز رصد وبحث مالية عالمية، تحدثت عن اقتراب نسبة التضخم في الاقتصاد السوري إلى 95%، ومرشحّة لتجاوز حاجز المائتين بالمائة مع استمرار الحرب.

وكان أسواق سوريا شهدت ارتفاعا كبيرا للأسعار بعد أن قررت الحكومة السورية السابقة زيادة أسعار المشتقات النفطية، الأمر الذي انعكس سلبا على حياة الكثير من السوريين.

وتشهد القطاعات الزراعية والصناعية والاقتصادية تدهورا منذ اندلاع الصراع في مارس عام 2011 في ظل ظروف معيشية سيئة وغلاء الأسعار والانخفاض الكبير لقيمة الليرة أما الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية الأخرى بالإضافة إلى ارتفاع سعر الذهب.

وكشفت دراسة أجرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (اسكوا) أواخر الشهر الماضي، أن أكثر من 80 % من سكان سوريا يعيشون حالياً تحت "خط الفقر", جراء الأزمة التي تمر بها البلاد منذ أكثر من 5 أعوام , والتي اثرت على كافة قطاعات الحياة السورية.

الصور

010020070790000000000000011100001354918551