دمشق 6 يوليو 2016 (شينخوا) رحب غالبية أهالي سكان مدينة دمشق العاصمة اليوم ( الاربعاء )، بالهدنة التي أعلنتها القوات السورية في جميع الأراضي السورية لمدة ثلاثة أيام ، في أول أيام عيد الفطر المبارك .
وفي اليوم الأول من عيد الفطر المبارك أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة العيد في محافظة حمص ( وسط سوريا ) ، وهي المرة الأولى التي يؤدي الرئيس الأسد الصلاة خارج دمشق منذ بدأ الصراع الدامي في سوريا في مارس 2011 ، وهو مؤشر على تحسن الوضع الامني ، كما بث التلفزيون الرسمي السوري مقاطع فيديو وصور للرئيس الأسد وهو يصافح الناس ويتقبل منهم التهاني بالعيد ، وسط أجواء من الفرح .
ويبدو، أن زيارة الرئيس الأسد إلى حمص وأدائه صلاة العيد في حمص تهدف لبث الثقة في نفوس جنود الجيش السوري الذين يقاتلون الإرهابيين في عدة مناطق .
ولم تمض بضعة ساعات حتى أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية على هدنة لمدة ثلاثة أيام في جميع أنحاء البلاد بمناسبة العيد تبدأ اعتبارا من الساعة الواحدة بعد ظهر اليوم بالتوقيت المحلي لسوريا .
واعرب بعض الدمشقيين عن ترحيبهم بالهدنة التي أعلنها عنها الجيش السوري ، لان الناس في اليوم الأول لعيد الفطر يخرجون عادة لزيارة أقاربهم وأصدقائهم، وكذلك أخذ أطفالهم إلى المتنزهات لقضاء بعض الوقت من المرح .
وقال محمد وهو مهندس يبلغ من العمر 37 عاما لوكالة ( شينخوا ) بدمشق " أنا أعلم أنها هدنة مؤقتة لبضعة أيام ، ولكن هذا الامر شيء إيجابي " ، مشيرا إلى أن هذا الإجراء من قبل الجيش السوري جاء في الاتجاه الصحيح لتخفيف مستويات العنف ، ونأمل أن تصبح هذه الهدنة دائمة .
الهدنة الحالية ليست الأولى، إذ تم التوصل إلى تهدئة نهاية إبريل الماضي، شملت مناطق في ريف دمشق واللاذقية، كما تم الإعلان عن تهدئة مماثلة في الأسبوع الأول من مايو الماضي، شملت حلب وريفها.
وتستند تلك الهدنة السابقة إلى التفاهم والاتفاقات بين القوى العظمى، لا سيما روسيا والولايات المتحدة.
ومع ذلك، فإن الهدنة السابقة التي دخلت حيز التنفيذ في فبراير الماضي بالقرب من دمشق ،كانت جيدة ولها نتائج إيجابية ، ولكن تراجعت إلى حد كبير في حلب ( شمال سوريا )، كما أن المدينة لديها حضور كثيف من الجماعات الإرهابية، مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة، وجماعة الدولة الإسلامية (IS)، وكلاهما استبعدت من الهدنة.
وبدوره قال سمير الذي يقود ابنه في احد شوارع دمشق ، وهو يرتدي ثياب جديدة إن " الهدنة التي أعلنت اليوم هي بحد ذاتها عيد بالنسبة للسوريين ، وتعطي ارتياحا للناس كي يخرجوا من منازلهم بأمان لتقديم التهاني بالعيد " ، مبينا أن الأيام الثلاثة ستكون كافية لكي يلعبوا الأطفال دون خوف من سقوط قذائف وسماع أصوات الاشتباكات في الريف الشرقي القريب من العاصمة .
وأضاف سمير أن " الوضع هادئ نسبيا في دمشق منذ تطبيق نظام التهدئة الأولى منذ بضعة اشهر ، وأنا الآن أكثر سعادة لانه إذا نجحت التهدئة في المناطق المضطربة أخرى، فأن الناس سوف تتنفس الصعداء ، وربما تستطيع أن تلتقط بعض لحظات الفرح في غمار العنف السائد ".
وقال منير، وهو أب يبلغ من العمر 33 عاما إن " تكرار الإعلانات المتزايدة للهدنة في كثير من المناطق السورية ، يمكن أن يبشر بالخير لمستقبل الأزمة السورية التي دخلت عامها السادس ".
وأعرب سمير عن ترحيبه بإعلان نظام التهدئة في جميع الأراضي السورية لمدة ثلاثة أيام ، مؤكدا أن هذا الامر سيتيح للناس ان تشعر بشيء من أجواء العيد ، ولو بنسب محددة ، آملا أن تتحول هذه الهدنة الى هدنة دائمة .
وتأتي هدنة عيد الفطر وسط تقارير عن اجتماعات أمنية بين مسؤولين سوريين وإيطاليين في الآونة الأخيرة .
وقالت صحيفة ( الوطن ) السورية الموالية للحكومة الأسبوع الماضي أن وفدا أمنيا سوريا زار إيطاليا، ونقل بواسطة طائرات خاصة إلى إيطاليا من بيروت، إلى روما.
وقالت تقارير وسائل الإعلام الأخرى أن وفدا أمنيا إيطاليا اختتم مؤخرا زيارة لسوريا .
وتعكس هذه الزيارات رغبة دولية للحد من زخم الجماعات الإرهابية، ولا سيما الدولة الإسلامية (IS)، التي تحاول نقل الفوضى إلى الدول الغربية والإقليمية المتعاطفين.
واعترف الرئيس السوري بشار الأسد في آخر مقابلة له مع التلفزيون الأسترالي، أن العديد من الدول الغربية كانوا يرسلون الوفود الأمنية إلى دمشق للتعاون على المستوى الأمني.
وتشهد "الهدنة" بسوريا، التي دخلت حيز التنفيذ في 27 فبراير الماضي، انهيارا في ظل تصاعد وتيرة الأعمال العسكرية، حيث تتبادل الأطراف اتهامات بالمسئولية عن وقوع خروقات مستمرة.