جاكرتا 9 يوليو 2016 (شينخوا) قالت إحدى الخبيرات الإندونيسيات لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت مؤخرا إن الجهود البائسة من جانب الحكومة اليابانية لحل قضية "نساء المتعة" سوف تتحول إلى نوع من "الكيد المرتد إلى صاحبه" بالنسبة لموقف الحكومة اليابانية السياسى فى منطقة آسيا- الباسيفيك.
وتعمل عدد من المنظمات غير الحكومية فى البلاد التى تنتمى إليها نساء المتعة مثل الصين وجمهورية كوريا واندونيسيا والفلبين وغيرها من الدول والمناطق، تعمل معا لإدراج وثائق الاستغلال الجنسى الذي تعرضت له فتيات ونساء المتعة ضمن برنامج ذاكرة العالم التابع لمنظمة اليونسكو.
وقالت إيكا هيندراتى رئيسة شبكة التضامن من أجل "نساء المتعة" في أندونيسيا من خلال بريد اليكترونى أرسلته إلى شينخوا "إن الطلب المشترك الذى تم تقديمه إلى منظمة اليونسكو هو خطوة جديدة للضغط على الحكومة اليابانية لحل "قضية إيانفو" التى تستمر حتى الان، فى إشارة بتعبير "قضية إيانفو" إلى المصطلح الذى تستخدمه الحكومة اليابانية للتعبير عن قضية نساء المتعة.
وأضافت إيكا، التى قامت بإجراء أبحاث مستقلة عن القضية فى أندونيسيا لما يقرب من 17 عاما، انها كانت تتوقع مسبقا المحاولات اليابانية للتدخل فى النشاط المشترك الذى يهدف إلى مساعدة الناس فى كافة أرجاء العالم على التعرف على نمط آخر من الوحشية التى ارتكبتها العسكرية اليابانية خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكرت إيكا مثالا على تلك المحاولات وهو الاتفاق بين كوريا الجنوبية واليابان فى ديسمبر الماضى، الذى تعهدت فيه طوكيو بدفع مبلغ مليار ين يابانى (9.8 مليون دولار أمريكى) من أموال الدولة اليابانية لتدشين مؤسسة جديدة لمن يطلق عليهن نساء المتعة، وهو التعبير المخفف الذى يشير إلى النساء الكوريات اللاتى تم إجبارهن على العمل فى بيوت المتعة بالجيش اليابانى.
ووافقت سول فى المقابل على قرار "نهائى لا رجوع عنه" بشأن الاسترقاق الجنسى فى زمن الحرب وعلى أن الدولتين سوف تمتنعان عن تبادل الاتهامات والانتقادات فى المجتمع الدولى.
وقد واجه هذا الاتفاق تنديدا من جانب ضحايا العبودية الجنسية الكوريات ومن يدعمهن، الذين رفضوا تلقى أى أموال من الحكومة اليابانية وحثوها على تقديم اعتذار صادق وتعويض حقيقى عن الفظائع التى ارتكبت أيام الحرب.
وترى إيكا أن هذا الاتفاق يشكل خطراً يتمثل فى إمكانية قمع أى بحث تاريخى فى المستقبل وأى حلول مستقبلية للقضية من الممكن أن تقدمها هذه البحوث.
وأضافت إيكا أنه يجب تمرير هذه القضية إلى الأجيال القادمة فى اليابان ليقوموا بحلها، لأن حكومتهم ترفض التحلى بالشفافية فيما يخص التعامل مع الحقائق التاريخية والسياسية ببلادهم.
وقالت إيكا "كل المحاولات من جانب الحكومة اليابانية لإعاقة عملية التسجيل فى اليونسكو سوف ترتد فى نحر حكومة اليابان".
وتابعت قائلة "أيا كان ما سوف تفعله الحكومة اليابانية لإعاقة عملية التسجيل فى اليونسكو، فلن يظهر سوى غبائهم وضعفهم فى التعامل مع جريمة إيانفو التى طُرحت منذ ما يقرب من 71 عاما."
ويقدَّر المؤرخون أن هناك مئات الآلاف من النساء الآسيويات اللاتى تم إجبارهن على العبودية الجنسية من جانب الجيش اليابانى. وفى أندونيسيا وحدها، تُظهر بيانات تعود إلى عام 1996 أنه كان هناك ما يزيد على 19500 امرأة من نساء المتعة لا يزلن على قيد الحياة.
من جانبها، تقوم إيكا بحملات عبر جامعات أندونيسيا الكبرى، تهدف إلى نشر الوعى بين طلبة الجامعات بالقضية، وكذا حشد دعمهم لها.
الجدير بالذكر أن برنامج ذاكرة العالم هو برنامج أسس عام 1992 من جانب منظمة اليونسكو، ويهتم بحفظ وثائق العالم الأكثر أهمية.





