لندن 13 يوليو 2016 (شينخوا) ذكر خبيران بريطانيان مؤخرا أن محكمة التحكيم في لاهاي ما كان ينبغي لها الموافقة على نظر قضية بحر الصين الجنوبي التي رفعتها الفلبين بشكل أحادي ضد الصين.
فقد رفعت حكومة الرئيس الفلبيني السابق بينينو أكينو الثالث قضية تحكيم ضد الصين في عام 2013، متجاهلة الاتفاق الذي توصلت إليه بلاده مع الصين حول حل نزاعاتهما بشأن بحر الصين الجنوبي عبر المفاوضات الثنائية.
وأصدرت المحكمة يوم الثلاثاء حكمها النهائي الذي جاء منحازا انحيازا تاما لمطالبات مانيلا التي صيغت بدهاء.
وذكر ستيفين بيرى رئيس نادى مجموعة 48 في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا)) مؤخرا أن "ثمة أزمة متوقعة حاليا في بحر الصين الجنوبي جراء قرار محكمة تحكيم النظر في مطالبات رفعها طرف واحد ضد طرف آخر في بحر الصين الجنوبي".
وقال إن "التحكيم يجرى تعريفه في القاموس بأنه نزاع تتفق الأطراف على تسويته عبر التحكيم. والصين لا تقبل بكل وضوح التحكيم لتسوية النزاع، لهذا ما كان ينبغي على المحكمة النظر في هذه الدعوى التي رفعها طرف واحد فقط".
ولدى إشارته إلى أنه يتعين على البلدين أن يتبعا وسائل أخرى يتفقان عليها لتسوية نزاعهما، أوضح بيرى أن "النزاع لا يمكن تسويته... من خلال عملية لا تتضمن سوى طرف واحد. فهذا ليس تحكيما".
وأضاف رجل الأعمال "لقد شاركت في عدة مئات من عمليات التحكيم وعادة ما يتفق الطرفان على اللجوء للتحكيم، وإلا لا تتم عملية التحكيم".
وذكر شهيد قريشي المحرر والمحلل السياسي بصحيفة ((لندن بوست)) أن الحقيقة المتمثلة في أن "المحكمة سمحت للقضية بالمضى قدما رغم عدم امتلاكها لسلطة قضائية مبررة" تضع علامة استفهام كبيرة على "نية" و"مصلحة" المحكمة.
وأضاف قريشي قائلا "وأرى أنه لابد للمحكمة من إعادة النظر في موقفها والسلطة القضائية التي استندت إليها في القضية، وإلا ستصبح أضحوكة في تاريخ القانون لأنها لم تتبع الإجراءات القانونية الواجبة".
وأضاف أن الفلبين، برفعها القضية دون التشاور مع الصين، لم تف بالتزامها المنصوص عليه في إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، وهو وثيقة وقعتها الصين وأعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا بما فيها الفلبين في عام 2002.
وقال "أظن أنه بموجب الأحكام والشروط المنصوص عليها في إعلان سلوك الأطراف في بحر الصين الجنوبي، قفزت الفلبين على ما يبدو إلى أعلى مما ينبغي ولابد لها من إعادة النظر في موقفها".
وأكد قريشي على أن "الحلول المحلية" هي الأفضل دائما، مشيرا إلى أن "الفلبين يمكن أن تتحدث إلى الصين بشأن الأمور الناتجة عن الوضع في بحر الصين الجنوبي".
كما ذكر المحلل أن السبب الحقيقي وراء ما يسمى بـ"عسكرة" بحر الصين الجنوبي هو التدخل العسكري و"التربح من الحرب" من قبل الولايات المتحدة التي قامت في السنوات الأخيرة بإرسال مقاتلات عسكرية وسفن حربية لإجراء عمليات استطلاع من على مسافة قريبة في المياه المجاورة والمجال الجوي للجزر والبروزات الصخرية التابعة للصين.
وأوضح أن "الولايات المتحدة تتبع سياسة إثارة الحروب أو النزاعات داخل الدول وأيضا في الدول المجاورة للأهداف (على أساس أغراضها طويلة الأمد) ، بدءا من فيتنام وكوريا وأفغانستان والعراق".
وقال قريشي "فالمرء يجول في خاطره سؤال بسيط يود أن يوجهه إلى المسؤولين الأمريكيين: أولا وقبل كل شيء ماذا أنتم بفاعلين في الحى الذي أقطنه؟"