تحليل إخباري: حكومة كوريا الجنوبية تستغل نشر منظومة "ثاد" لكي تلفت انتباه الرأي العام للتهديدات الأمنية

15:44:25 14-07-2016 | Arabic. News. Cn

سول 14 يوليو 2016 (شينخوا) إن قرار كوريا الجنوبية الإذعان لإستراتيجية محور آسيا التي تنتهجها الولايات المتحدة من خلال نشر منظومة الدفاع الصاروخية للارتفاعات العالية "ثاد" قد يساعد الحكومة على لفت انتباه الرأى العام للتهديدات الأمنية ، هكذا قال خبراء هنا.

فقد ذكر كيم يونج هيون، الأستاذ المتخصص في دراسات كوريا الديمقراطية بجامعة دونجوك، أن "حكومة بارك جيون- هيي تعاملت مع قضية منظومة "ثاد" مع أخذ فترة البطة العرجاء بعين الاعتبار".

وقال كيم، خلال منتدى استضافته يوم الأربعاء منظمة "التضامن الشعبي من أجل الديمقراطية التشاركية"، إن الرئيسة بارك جيون- هيي ربما فكرت في نشر منظومة "ثاد" كقضية قادرة على لفت الانتباه العام للتهديدات الأمنية.

فعندما تتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، يميل أهالي كوريا الجنوبية إلى التصويت لصالح المرشحين المحافظين. وأثارت مسألة نشر منظومة "ثاد" مخاوف لا أساس لها هنا بين عامة الجماهير من عدم استطاعة حماية أراضي كوريا الجنوبية بدون منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية.

فقد أعلنت سول وواشنطن يوم الجمعة الماضي قرارهما نشر بطارية لمنظومة "ثاد" في قواعد القوات الأمريكية بكوريا بحلول نهاية العام القادم. وبعدها بخمسة أيام فقط، تقرر أن تكون محافظة سيونجو، الواقعة على بعد حوالي 300 كلم جنوب شرق العاصمة سول، المنطقة التي ستتم فيها عملية النشر.

وكان حزب ساينوري الحاكم قد منى بهزيمة صادمة على يد حزب مينجو المعارض الرئيسي في الانتخابات العامة التي جرت في 13 إبريل جراء تصاعد الاستياء العام من تزايد البطالة بين خريجى الجامعات واتساع التفاوت في الدخل بين الأغنياء والفقراء وبين العمال النظاميين وغير النظاميين.

واستعاد الحزب الحاكم أغلبيته البرلمانية مع عودة أولئك الذين انشقوا عن الحزب خلال فترة الانتخابات إليه، ولكن المخاوف مازالت قائمة قبل انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في العام المقبل حيث انخفض معدل تأييد الرئيسة بارك عقب هزيمتها في الانتخابات البرلمانية.

وذكرت مؤسسة استطلاعات الرأى المحلية ((ريالميتر)) أن معدل تأييد بارك واصل انخفاضه ليبلغ 33.1 % في الأسبوع الأول من الشهر الجاري عقب حدوث خلاف في الرأى بين الأهالي في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد، وهي منطقة نفوذ تقليدية لبارك وحزب ساينوري، بشأن بناء مطار دولي جديد في مسقط رأسهم.

ومن أجل استعادة الدعم المفقود من الناخبين المحافظين، ربما سعت بارك إلى لفت انتباه الرأى العام إلى القضايا الأمنية من خلال الإسراع بإعلان قرار نشر منظومة "ثاد". ومن المتوقع أن تجعل بارك من الاستخدام الفعال لنشر منظومة "ثاد" محركا لتجميع صفوف مؤيديها المحافظين، هكذا ذكر كيم من جامعة دونجوك.

بيد أنه لن يكون من السهل على بارك كسب المزيد من التأييد لإدراتها لشؤون الدولة، إذ أن المكان الذي سيتم فيه نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية قد تقرر أن يكون في مقاطعة جيونجسانج الشمالية، مسقط الرأس السياسي لبارك.

وهذا أثار غضب من يعيشون في المنطقة، حيث كتب بعضهم بدمه ليعرب عن معارضته الشديدة لنشر منظومة "ثاد" المعروف أن رادارها "أكس- باند" يبعث موجات دقيقة فائقة القوة تضر بجسد الإنسان.

وأظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة ((ريالميتر)) في فبراير أن الرأي العام منقسم بشكل متقارب بشأن مسألة نشر منظومة "ثاد" حيث يؤيدها 49.4% ويعارضها 42.3 %. ولكن الأمر سيتغير إذا ما أدت عملية النشر إلى تدهور العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية، ولاسيما العلاقات الاقتصادية.

ففي الثامن من يوليو الجاري عندما أعلنت سول وواشنطن قرارهما بشأن منظومة "ثاد"، خسرت أرصدة الشركات الكورية الجنوبية التي تعتمد بشدة على المستهلكين والسائحين الصينيين أرضية عميقة. وفي هذا اليوم وحده، محيت من الوجود قيمة سوقية تتجاوز ثلاثة تريليونات وون (2.6 مليار دولار أمريكي) من أرصدة شركات مستحضرات تجميل وشركات سياحة وغيرها.

وذكر تشيونج سيونج- تشانج كبير الباحثين في معهد سيجونج الخاص الأسبوع الماضي أن القرار المتعلق بمنظومة "ثاد" سيحدث انخفاضا في أعداد السائحين الصينيين الذين يزورون كوريا الجنوبية، وفتورا في شعبية ما يسمى بالموجة الكورية، ومقاطعة محتملة لمنتجات كوريا الجنوبية في الصين.

وأفاد تقرير لوكالة ((يونهاب)) للأنباء بأن لوتي ديوتي فري، وهي أكبر شركة معافاة من الضرائب في كوريا الجنوبية، حققت 70% من عائداتها من السائحين الصينيين في النصف الأول من هذا العام الجاري. وواصلت النسبة ارتفاعها من 59 % في عام 2014 إلى 62% في عام 2015.

وذكر مون جاي - إين، الزعيم السابق لحزب مينجو والمرشح الرئاسي خلال انتخابات 2012، في حسابه على موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي يوم الأربعاء أن نشر منظومة "ثاد" قرار خسائره أكثر من مكاسبه من منظور المصالح القومية، داعيا إلى إعادة النظر في القضية وطرحها للمناقشة العامة.

وقال إن قضية منظومة "ثاد" التي أسيء إدارتها من قبل الحكومة خلقت أزمة، بدلا من إدارتها، وإن التزام الإدارة تجاه هذه المنظومة عرض التنسيق الدولي في حل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية للخطر.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحليل إخباري: حكومة كوريا الجنوبية تستغل نشر منظومة "ثاد" لكي تلفت انتباه الرأي العام للتهديدات الأمنية

新华社 | 2016-07-14 15:44:25

سول 14 يوليو 2016 (شينخوا) إن قرار كوريا الجنوبية الإذعان لإستراتيجية محور آسيا التي تنتهجها الولايات المتحدة من خلال نشر منظومة الدفاع الصاروخية للارتفاعات العالية "ثاد" قد يساعد الحكومة على لفت انتباه الرأى العام للتهديدات الأمنية ، هكذا قال خبراء هنا.

فقد ذكر كيم يونج هيون، الأستاذ المتخصص في دراسات كوريا الديمقراطية بجامعة دونجوك، أن "حكومة بارك جيون- هيي تعاملت مع قضية منظومة "ثاد" مع أخذ فترة البطة العرجاء بعين الاعتبار".

وقال كيم، خلال منتدى استضافته يوم الأربعاء منظمة "التضامن الشعبي من أجل الديمقراطية التشاركية"، إن الرئيسة بارك جيون- هيي ربما فكرت في نشر منظومة "ثاد" كقضية قادرة على لفت الانتباه العام للتهديدات الأمنية.

فعندما تتصاعد التوترات في شبه الجزيرة الكورية، يميل أهالي كوريا الجنوبية إلى التصويت لصالح المرشحين المحافظين. وأثارت مسألة نشر منظومة "ثاد" مخاوف لا أساس لها هنا بين عامة الجماهير من عدم استطاعة حماية أراضي كوريا الجنوبية بدون منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية.

فقد أعلنت سول وواشنطن يوم الجمعة الماضي قرارهما نشر بطارية لمنظومة "ثاد" في قواعد القوات الأمريكية بكوريا بحلول نهاية العام القادم. وبعدها بخمسة أيام فقط، تقرر أن تكون محافظة سيونجو، الواقعة على بعد حوالي 300 كلم جنوب شرق العاصمة سول، المنطقة التي ستتم فيها عملية النشر.

وكان حزب ساينوري الحاكم قد منى بهزيمة صادمة على يد حزب مينجو المعارض الرئيسي في الانتخابات العامة التي جرت في 13 إبريل جراء تصاعد الاستياء العام من تزايد البطالة بين خريجى الجامعات واتساع التفاوت في الدخل بين الأغنياء والفقراء وبين العمال النظاميين وغير النظاميين.

واستعاد الحزب الحاكم أغلبيته البرلمانية مع عودة أولئك الذين انشقوا عن الحزب خلال فترة الانتخابات إليه، ولكن المخاوف مازالت قائمة قبل انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في العام المقبل حيث انخفض معدل تأييد الرئيسة بارك عقب هزيمتها في الانتخابات البرلمانية.

وذكرت مؤسسة استطلاعات الرأى المحلية ((ريالميتر)) أن معدل تأييد بارك واصل انخفاضه ليبلغ 33.1 % في الأسبوع الأول من الشهر الجاري عقب حدوث خلاف في الرأى بين الأهالي في المنطقة الجنوبية الشرقية من البلاد، وهي منطقة نفوذ تقليدية لبارك وحزب ساينوري، بشأن بناء مطار دولي جديد في مسقط رأسهم.

ومن أجل استعادة الدعم المفقود من الناخبين المحافظين، ربما سعت بارك إلى لفت انتباه الرأى العام إلى القضايا الأمنية من خلال الإسراع بإعلان قرار نشر منظومة "ثاد". ومن المتوقع أن تجعل بارك من الاستخدام الفعال لنشر منظومة "ثاد" محركا لتجميع صفوف مؤيديها المحافظين، هكذا ذكر كيم من جامعة دونجوك.

بيد أنه لن يكون من السهل على بارك كسب المزيد من التأييد لإدراتها لشؤون الدولة، إذ أن المكان الذي سيتم فيه نشر منظومة الدفاع الصاروخية الأمريكية قد تقرر أن يكون في مقاطعة جيونجسانج الشمالية، مسقط الرأس السياسي لبارك.

وهذا أثار غضب من يعيشون في المنطقة، حيث كتب بعضهم بدمه ليعرب عن معارضته الشديدة لنشر منظومة "ثاد" المعروف أن رادارها "أكس- باند" يبعث موجات دقيقة فائقة القوة تضر بجسد الإنسان.

وأظهر استطلاع للرأى أجرته مؤسسة ((ريالميتر)) في فبراير أن الرأي العام منقسم بشكل متقارب بشأن مسألة نشر منظومة "ثاد" حيث يؤيدها 49.4% ويعارضها 42.3 %. ولكن الأمر سيتغير إذا ما أدت عملية النشر إلى تدهور العلاقات بين الصين وكوريا الجنوبية، ولاسيما العلاقات الاقتصادية.

ففي الثامن من يوليو الجاري عندما أعلنت سول وواشنطن قرارهما بشأن منظومة "ثاد"، خسرت أرصدة الشركات الكورية الجنوبية التي تعتمد بشدة على المستهلكين والسائحين الصينيين أرضية عميقة. وفي هذا اليوم وحده، محيت من الوجود قيمة سوقية تتجاوز ثلاثة تريليونات وون (2.6 مليار دولار أمريكي) من أرصدة شركات مستحضرات تجميل وشركات سياحة وغيرها.

وذكر تشيونج سيونج- تشانج كبير الباحثين في معهد سيجونج الخاص الأسبوع الماضي أن القرار المتعلق بمنظومة "ثاد" سيحدث انخفاضا في أعداد السائحين الصينيين الذين يزورون كوريا الجنوبية، وفتورا في شعبية ما يسمى بالموجة الكورية، ومقاطعة محتملة لمنتجات كوريا الجنوبية في الصين.

وأفاد تقرير لوكالة ((يونهاب)) للأنباء بأن لوتي ديوتي فري، وهي أكبر شركة معافاة من الضرائب في كوريا الجنوبية، حققت 70% من عائداتها من السائحين الصينيين في النصف الأول من هذا العام الجاري. وواصلت النسبة ارتفاعها من 59 % في عام 2014 إلى 62% في عام 2015.

وذكر مون جاي - إين، الزعيم السابق لحزب مينجو والمرشح الرئاسي خلال انتخابات 2012، في حسابه على موقع (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي يوم الأربعاء أن نشر منظومة "ثاد" قرار خسائره أكثر من مكاسبه من منظور المصالح القومية، داعيا إلى إعادة النظر في القضية وطرحها للمناقشة العامة.

وقال إن قضية منظومة "ثاد" التي أسيء إدارتها من قبل الحكومة خلقت أزمة، بدلا من إدارتها، وإن التزام الإدارة تجاه هذه المنظومة عرض التنسيق الدولي في حل القضية النووية لشبه الجزيرة الكورية للخطر.

الصور

010020070790000000000000011101451355128321