ألقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ كلمة خلال القمة ال11 لاجتماع اسيا-اوروبا (اسيم ) فى العاصمة المنغولية، 15 يوليو. (شينخوا/ما تشان تشنغ)
اولان باتور 15 يوليو 2016 (شينخوا) أدان رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ اليوم (الجمعة) الهجوم الارهابي الذى وقع فى مدينة نيس الفرنسية، ودعا إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين دول المنطقة، وذلك خلال القمة ال11 لاجتماع اسيا-اوروبا (اسيم ) فى العاصمة المنغولية.
وخلال اجتماعات لي الثنائية على هامش القمة، أعربت روسيا وكمبوديا عن دعمهما لموقف الصين فيما يخص بحر الصين الجنوبي. من ناحية أخرى، التقى لي أيضا رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي بناءً على طلب من الأخير.
إدانة الحادث الارهابي فى فرنسا
بدأ لي حديثه فى الاجتماع بالاعراب عن تعازيه فى ضحايا الهجوم الذى وقع ليلة أمس فى مدينة نيس الفرنسية. وكان ما لا يقل عن 84 شخصا قتلوا فى حادث الشاحنة الدموي وأعلنت فرنسا الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من السبت.
وقال لي "تقف الصين حكومة وشعبا مع الشعب الفرنسي وتدين بشدة الهجوم الارهابي"، داعيا إلى الوحدة والتعاون من جانب المجتمع الدولى لمكافحة الارهاب.
وأشار إلى أن اوراسيا تواجه تحديات صعبة، على وجه الخصوص تلك المشكلات المعقدة المتعلقة بالارهاب وقضية اللاجئين. وحث لي كافة الاطراف على بذل الجهود لمنع توفير بيئة خصبة جديدة للاضطرابات. كما حث على حماية السلام العالمي والاستقرار الاقليمي.
وأشار إلى أن الصين دائما ما تؤدي دورها كطرف يعزز السلام العالمي والنظام الدولي وحكم القانون، وأنها دائما ما تحافظ على السلام والاستقرار الاقليميين.
وقال "على كافة الاطراف ان تشترك فى الحفاظ على النظام الدولي فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، وأن تتخلى عن عقلية الحرب الباردة وأن تناضل لجعل النظام الدولي ونظام الحوكمة العالمية أكثر عدلا وأكثر قبولا."
وأكد على ان الصين دائما ما تؤيد مبدأ أن كافة الدول، كبيرها وصغيرها، غنيها وفقيرها، قويها وضعيفها، عليها أن تتصرف بما يتفق مع القوانين والقواعد، وعليها أن تعارض استخدام المعايير المزدوجة وأن ترفض التفسير الخاطىء للقانون الدولي، وأن تذعن للقوانين التى تم الاتفاق عليها فى المنطقة وأن تسعى إلى حل النزاعات بطريقة سلمية من خلال الوسائل السياسية بدلا من إثارة الصراعات والمواجهات.
تعزيز التجارة والارتباطية فى أوراسيا
اقترح لي أن يتم توجيه التعاون فى إطار آلية آسيا-أوروبا نحو اتجاه أكثر عملية وبراجماتية، وأن يتم تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي على وجه الخصوص.
وأضاف لي انه يتطلع إلى استئناف اجتماع وزراء اقتصاد اسيم العام القادم بعد انقطاع دام عشرة أعوام. كما دعا لي إلى بذل الجهود المشتركة للاسراع فى إقامة سوق ضخمة مفتوحة وشاملة عبر آسيا واوروبا وإلى تسهيل التجارة الحرة وكذا الاستثمار.
وحث لي دول المنطقة على تعزيز الارتباطية وبذل الجهود من أجل اطلاق العنان لدور البنك الاسيوى للاستثمار فى البنية التحتية وصندوق طريق الحرير فى مجالي الاستثمار والتجارة.
وعن الاقتصاد الصيني، قال لي إن اداء الاقتصاد الصينى فى النصف الاول من العام مستقر ويتفق مع التوقعات وان الصين واثقة من تحقيق أهداف التنمية الرئيسية الخاصة بهذا العام.
وتُظهر الاحصاءات الرسمية أن إجمالي الناتج المحلي ارتفع الى 6.7 بالمئة فى النصف الاول من العام على اساس سنوي ليصل إلى 34.06 تريليون يوان (5.08 تريليون دولار أمريكي).
ورغم ان عوامل الضغوط المستمرة، فان نسبة دين الحكومة الحالية منخفضة، فى حين أن معدل مدخرات الأسر مرتفع.
وأضاف لي أن الصين تتمتع بوفرة فى ادوات السياسات ولديها الثقة فى ضمان تحقيق معدلات نمو من متوسطة إلى مرتفعة للارتقاء بالاقتصاد الصيني إلى مستويات من متوسطة إلى مرتفعة من التنمية.
اجتمع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مع نظيره الروسي دميتري ميدفيديف، 15 يوليو. (شينخوا/بانغ شينغ لي)
روسيا وكمبوديا تدعمان الصين فيما يخص نزاعات بحر الصين الجنوبي
كانت قضية بحر الصين الجنوبي من بين الموضوعات التى تمت مناقشتها خلال اجتماعات لي مع نظيريه الروسي دميتري ميدفيديف والكمبودي هون سين.
وقال ميدفيديف إن روسيا تعارض تدويل النزاعات بشأن بحر الصين الجنوبي وتعارض أي تدخل من جانب الدول خارج المنطقة.
وأكد ميدفيديف على أن روسيا تدعم المبادىء التى بادرت الصين بطرحها بشأن حل النزاعات، داعيا إلى المفاوضات والمشاورات الثنائية بين الأطراف المعنية بالقضية بشكل مباشر من أجل التوصل إلى حل لها.
اجتمع رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ مع نظيره الكمبودي هون سين، 15 يوليو. (شينخوا/بانغ شينغ لي)
من جانبه، قال هون سين إن كمبوديا ستبقي على موقفها الموضوعي وغير المنحاز بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، وان كمبوديا مستعدة للعمل مع كافة الأطراف للحفاظ على التعاون الودي بين الاسيان والصين.
من جانبه، قال لي إن الصين ستتمسك بمبدأ حل نزاعات بحر الصين الجنوبي من خلال المفاوضات والمشاورات بين الدول المعنية بالأمر بشكل مباشر، بينما ستدافع الصين عن السلام والاستقرار الاقليميين وعن حرية الملاحة بالتعاون مع الدول الاعضاء بمنظمة الاسيان.
وحتى الآن، أعربت ما لا يقل عن 70 دولة و230 منظمة وحزبا سياسيا عن تفهمها ودعمها لموقف الصين بخصوص نزاعات بحر الصين الجنوبي.
التقى رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بنظيره الياباني شينزو آبي إن في أولان باتور، 15 يوليو. (شينخوا/بانغ شينغ لي)
رئيسا وزراء الصين واليابان يجتمعان لمناقشة العلاقات المتوترة
كما التقى لي فى أولان باتور برئيس وزراء اليابان بناءً على طلب من الأخير. وحث لي حكومة آبي على تبني سياسيات ودية وفعالة تجاه الصين.
وقال إن العلاقات الصينية-اليابانية خطت أولى خطواتها على طريق التحسن خلال السنوات الأخيرة، إلا أن هذه الخطوات تتسم بالتباطؤ وتتعثر فى المشكلات من وقتٍ لآخر.
وحث لي الجانبين على الحفاظ على حس قوي بالمسئولية، وعلى الدفع المستمر للعلاقات الصينية-اليابانية على أساس الواقعية والمنظور الاستراتيجي طويل الأمد.
وأضاف لي أنه يتعين على الجانبين التصرف على أساس توافق ان الصين واليابان شريكتان متعاونتان، بدلا من أن يمثل أي منهما تهديدا للآخر، وانه يتعين على الجانبين دعم التنمية السلمية لكل منهما.
واقترح لي أن يستأنف البلدان المفاوضات والاتصالات بينهما بشكل تدريجي يستند إلى روح المساواة والاحترام المتبادل من أجل تعزيز الجوانب الايجابية فى العلاقات الثنائية.
وأشار إلى ان اليابان ليست دولة مرتبطة بقضية بحر الصين الجنوبي بشكل مباشر، وعلى ذلك يتعين عليها "توخي الحرص فى كلماتها وأفعالها، وأن تتوقف عن التدخل فى القضية أو الدعاية المفرطة بشأنها."
كما حث الجانبين على تعزيز التبادلات فيما يخص قضية بحر الصين الشرقي من خلال الحوار والمشاورات فى محاولة لتفادي سوء الفهم وسوء التقدير.
من جانبه، قال آبي إنه رغم المشكلات الحالية التى تواجهها العلاقات بين اليابان والصين، فإن الجانب الياباني يأمل فى توسيع التبادلات والتعاون مع الصين، وأن تتم إدارة الخلافات بينهما بالشكل الصحيح، وان يتم دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام فى سبيل تحقيق علاقة استراتيجية متبادلة النفع.
وأعرب عن أمله فى استئناف المفاوضات رفيعة المستوى وكذا العمل على تسهيل التعاون الثنائي فى القطاعات المالية والنقدية وكذا التعاون فى الحفاظ على الطاقة وحماية البيئة.