بكين 20 يوليو 2016 (شينخوا) بعد مرور 20 عاما على إنشاء آلية اجتماع آسيا-أوروبا (أسيم)، رسم قادة المنطقة الذين حضروا القمة الـ11 لأسيم مسارا جديدا للتعاون بين القارتين في العقد المقبل من خلال تعزيز الترابط البيني.
فقد اختتمت القمة، التي استمرت يومين، يوم السبت بتبني إعلان أولان باتور الذي يؤكد على ضرورة تعزيز الترابط البيني.
وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ في كلمة رئيسية ألقاها أنه "في الوقت الذي يبدأ فيه اجتماع أسيم عقده الثالث، يتعين على جميع أعضائه أن يضعوا في اعتبارهم مهمة بناء نمط جديد من الشراكة الشاملة" ويسعوا بصورة فاعلة إلى إتباع طرق جديدة لمواصلة تعزيز التعاون بين آسيا وأوروبا.
وأشار لي كه تشيانغ إلى حاجة اجتماع أسيم، الذي يضم 53 عضوا، إلى إعادة توجيه نفسه وسط متغيرات آخذة في التعمق يشهدها الوضع العالمي والإقليمي، فيما اشاد بالتعاون غير المسبوق بين القارتين بفضل آلية أسيم.
وكان تأسيس اجتماع أسيم عام 1996 في بانكوك بتايلاند إيذانا ببدء عهد جديد من الحوار القائم على قدم المساواة، والتعاون الشامل، والعمل المشترك الهادف إلى التغلب على التحديات التي تواجه أعضائه.
وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني أنه يتعين على القارة الأوروآسيوية، باعتبارها تمثل العمود الفقري للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين، يتعين عليها أن تفعل أكثر من هذا وهي قادرة على ذلك، إنطلاقا من ثقة مستمدة من آفاق عريضة من التنمية والتعاون.
وأشارت تصريحاته أيضا إلى المساهمة المستمرة والدور الرئيسي للصين بخبراتها وأفكارها وأفعالها.
وخلال القمة التي عقدت في العاصمة المنغولية أولان باتور، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني إلى اتخاذ إجراءات مشتركة لمكافحة الإرهاب من أجل استئصال هذه الآفة العالمية عقب وقوع هجوم دموي بشاحنة أودى بحياة أكثر من 80 شخصا في مدينة نيس بفرنسا يوم الخميس الماضي.
ولفت لي كه تشيانغ إلى أن الإرهاب يشكل تحديا مشتركا على جميع الدول مواجهته من أجل بناء مجتمع مفتوح وشامل، منوها بدفع الصين من أجل استجابة أسيم القوية للاضطرابات وحالات عدم الاستقرار في العالم.
ولتحقيق هذه الغاية، أصدرت قمة أسيم بيان الرئيس الذي يتعهد بتدعيم التعاون في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.
وأوضح لي كه تشيانغ موقف الصين في مواجهة تعافي بطيء للاقتصاد العالمي ونكسات في العولمة والتكامل الإقليمي، وسلط الضوء بشكل خاص على المخاطر وأوجه عدم اليقين الناتجة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأزمة اللاجئين.
وفيما يتعلق بقضية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، أكد لي كه تشيانغ مجددا على رغبة الصين في رؤية رخاء واستقرار كل من الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، واستعدادها لتعزيز التنسيق مع الدول لإدارة المخاطر والعمل على استقرار سوق رأس المال الدولي ودفع الانتعاش الاقتصادي العالمي.
واقترح لي كه تشيانغ على أعضاء أسيم في جهودهم الرامية إلى تحقيق نمو مطرد وإعادة هيكلة الاقتصاد وخلق المزيد من فرص العمل، اقترح إقامة علاقات اقتصادية وتجارية أوثق فيما بينهم. وتشمل الإجراءات، التي تصب في صالح تحقيق هذه الغاية، العمل على نحو أسرع على بناء سوق أوروآسيوية ضخمة تتسم بكونها مفتوحة وشاملة، وزيادة تحرير التجارة مع اتخاذ المزيد من التسهيلات لرفض الحمائية والحروب التجارية، فضلا عن تحقيق حماية مشتركة لنظام تجاري واستثماري يتسم بكون عادل وغير تمييزي.
وتتطلع الصين إلى استئناف اجتماع وزراء اقتصاد أسيم في عام 2017 بعد توقف دائم لعقد من الزمان، هكذا ذكر لي كه تشيانغ الذي اقترح استئناف انعقاد هذا الاجتماع قبل عامين.
ولتعزيز "الشراكة من أجل المستقبل من خلال الترابط البيني"، شكلت قمة أسيم هذا العام مجموعة عمل للترابط البيني على أساس توافق كانت الصين ضامنا له على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وقال لي كه تشيانغ إن القارة الأوروآسيوية، المتاخمة للمحيطين الهادئ والأطلسي، ستتمتع بعالم أكبر إذا ما تحولت إلى ممر ضخم من الشرق إلى الغرب للنقل والاتصالات والطاقة.
ومن المتوقع أن تستضيف الصين منتدى رفيع المستوى حول الترابط الرقمي في ظل جهودها المستمرة لتعزيز الترابط البيني بين آسيا وأوروبا من أجل تضافر القوى الدافعة للنمو الاقتصادي والتعاون الابتكاري في المنطقة.
وقد شهدت قمة أسيم أيضا أمنيات مشتركة أبطلت محاولة حفنة قليلة من الدول تحويل انتباه القمة إلى حكم لا أساس له في قضية التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي كان قد صدر قبل أيام من افتتاحها.