القاهرة 23 يوليو 2016 (شينخوا) "هدفنا نشر ثقافة ركوب الدراجات وممارسة الرياضة في آن واحد"، هكذا تحدث محمود شعلان أحد المسؤولين عن ماراثون لركوب الدراجات في القاهرة.
وشارك قرابة 100 شاب وفتاة اليوم (السبت) في ماراثون لركوب الدراجات، استمر نحو ثلاث ساعات، منطلقا من حي المعادي الراقي جنوبي القاهرة.
وبدأ الماراثون من شارع النصر بحي المعادي مرورا بكورنيش النيل ومنطقة المنيل، ثم العودة إلى نقطة الانطلاق في المعادي، وهي مسافة تقدر بـ 35 كيلو متر تقريبا، حسب شعلان (30 عاما).
وقال شعلان لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن فريق (بدال) الذي ينظم الماراثون ينشر عبر صفحة تحمل نفس الاسم على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كل المعلومات عن الماراثون من طرق الاشتراك، ومواعيد التجمع والتحرك، ونقاط الانطلاق والعودة، والمسافة التي سيقطعها المشاركون خلال الماراثون.
وبلغ عدد المعجبين بصفحة (بدال) حوالي عشرة آلاف و429 شخصا حتى الآن.
ويسير المشاركون خلال الماراثون في صفين بمعدل سرعة يتراوح بين 20 إلى 25 كيلو في الساعة، بدءا من السابعة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا.
وعن شروط الاشتراك في الماراثون، رد شعلان بأن المشترك لابد أن يجيد قيادة الدراجة باحترافية، وأن يتمتع بارتفاع اللياقة البدنية نسبيا.
وتابع أن من يملك دراجة يمكنه الاشتراك في الماراثون، ومن لايملك يمكنه استئجار واحدة من فريق عمل (بدال) بقيمة 50 جنيها (نحو ستة دولارات) تشمل التصوير الفوتوغرافي و"سيارة الدعم"، وهى سيارة ترافق الماراثون ويمكن لمن أصيب بحالة إرهاق أو تعب خلاله ركوبها.
وحول الهدف من هذا الماراثون، قال "نحاول أن ننشر ثقافة ركوب الدراجات، واستخدامها كبديل لوسائل المواصلات المختلفة، إلى جانب أن نجعل من ماراثون الدراجات تمرينا رياضيا"، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الذين يشتركون في الماراثون اشتروا دراجات بالفعل بعد أن كانوا يستأجرونها.
وعن نظرة المارة للماراثون خاصة أنه قد يعيق المرور، قال إن الأمر يختلف حسب ثقافة كل شخص، فهناك من يشجعنا ويحترم نشاطنا، وآخرون يرون الأمر غريبا ويسخرون منا.
واستدرك "لكن الوضع اختلف كثيرا عن ما كان عليه في البداية"، في إشارة إلى تزايد قبول الناس للماراثون.
ووجه شعلان رسالة إلى سائقي السيارات، قائلا "أنا أركب دراجة منذ سنوات وتعرضت لحادث من يومين بسبب تهور أحد سائقي السيارات، وأريدهم أن يفهموا أن الدراجات وسيلة مواصلات مثل السيارات، وعليهم أن يحافظوا على الناس".
ويتم تنظيم الماراثون يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، حسب أحمد شعلان أحد أعضاء فريق (بدال).
وأوضح أن فريق بدال الذي يتألف من ثمانية أشخاص ينظم هذا الماراثون أسبوعيا منذ قرابة عام وفي أماكن مختلفة من القاهرة الكبرى، التي تضم محافظات (القاهرة والجيزة والقليوبية).
ويشارك في ماراثون الجمعة أشخاص من جميع الأعمار، خاصة أن متوسط المسافة في هذا الماراثون يتراوح بين 14 و18 كيلومترا فقط، وهو أمر يجعله مناسبا أيضا لكبار السن والنساء والأطفال.
بينما يشترك في ماراثون السبت من يملك لياقة بدنية مرتفعة، لاسيما أن متوسط المسافة يتراوح بين 30 إلى 50 كيلومترا، والسرعة تكون عالية، ما يجعل هذا اليوم مناسبا أكثر للشباب.
وأشار إلى أن خمسة فرق سوف تنظم معا ماراثون لركوب الدراجات في الخامس من أغسطس القادم، شبيه بماراثون " اورانج داي" الذي نظمته السفارة الهولندية في نوفمبر الماضي، وشارك فيه قرابة أربعة آلاف شخص.
ونوه بأن الدراجة تعد وسيلة مواصلات رئيسية في هولندا، بينما ثقافة استخدامها في مصر لا تزال ضعيفة.
أما أحمد ثروت (27 عاما) فيقول إنه شارك اليوم للمرة الأولى في الماراثون عن طريق موقع (فيسبوك).
ولا يملك فريق "بدال" منظم الماراثون أي مقر، وكل نشاطه عبر (فيسبوك).
وعن سبب مشاركته، أوضح ثروت أنه يعتبر الماراثون "رياضة سوف تجعلني نشيطا، كما أني اتعرف خلاله على أصدقاء جدد".
وأشار إلى أنه استأجر الدراجة للمشاركة في الماراثون، لكنه أكد أنه سوف يقوم بشراء واحدة قريبا.
"هذه عاشر مرة اشارك في الماراثون، وأنا سعيد لأنها رياضة مثل الجيم"، هكذا قال أحمد حمدي (21 عاما).
وواصل قائلا "إننا نقطع مسافات بعيدة خلال الماراثون، ونكون مع أصدقاء، ونتعرف على ناس جديدة".
وتابع " نظرة الناس لا تهمني، كل شخص له ثقافة، لكن هناك ناس تشجعنا كثيرا".
بينما عد مهاب سعيد (19 عاما) المشاركة في الماراثون "هواية"، مشيرا إلى أنه يشارك فيه كثيرا إلى جانب أصدقائه.
وكان سعيد يستأجر في البداية دراجة للمشاركة في الماراثون، لكنه اشترى حاليا دراجة "حتى لا يركبها أحد غيره".
وأشار إلى أن بعض المارة أثناء الماراثون يشجعون المشاركين فيه، بينما ينتقدهم آخرون بزعم إنهم يجعلون الطريق مزدحما دون جدوى.