ساو باولو 27 يوليو 2016 (شينخوا) قال خبير برازيلي إن بنك التنمية الجديد الذي أنشأته دول بريكس -- البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا-- سيساعد على كسر قبضة الدولار الأمريكي في التجارة الدولية.

وقال برونو مارتاريلو دي كونتي، أستاذ الاقتصاد والخبير في شؤون بريكس بجامعة كامبيناس الوطنية في ساو باولو، في مقابلة أجرها معه مؤخرا وكالة أنباء ((شينخوا))، إن "إنشاء بنك التنمية الجديد يأتي في إطار رغبة في مساعدة الدول التي تعاني من أزمات دون الاضطرار إلى التوجه للبنك الدولي أو صندوق النقد الدولي".

ففي 21 يوليو عام 2015، افتتح البنك رسميا في شانغهاي مع التركيز بشكل رئيسي على المشروعات في قطاعي البنية التحتية والتنمية المستدامة.

وقال الخبير إن "المؤسسات متعددة الأطراف التي أنشأت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية تتمحور جميعا حول الدولار الأمريكي. إذ يقدم صندوق النقد الدولي قروضه بالدولار الأمريكي وعلى الجهات المتلقية تسديدها بنفس العملة. وتجري ما يتراوح بين 80 و90 % من المعاملات التجارية الدولية بالدولار الأمريكي".

وأضاف "ومن ثم، يمكن لدول بريكس وبنك التنمية الجديد السعي لإتمام المعاملات بعملاتهم الخاصة، مثل الرنمينبي أو الريال. وهذا سيعزز من استخدام العملات الأخرى، وهو أمر هام لنظام النقد الدولي".

ورأى مارتاريلو دي كونتي أن الجانب المهم الآخر يكمن في أن دول بريكس مستعدة لتقاسم بعض احتياطاتها الدولية لمساعدة بعضها البعض على تجاوز اللحظات الصعبة، مشيرا إلى ترتيب احتياطي الطوارئ، وهو صندوق للاحتياطيات بقيمة 100 مليار دولار سيتم تخصيصه لتدابير السيولة والحماية أثناء الأزمات.

وذكر أنه "عندما تواجه إحدى دول بريكس أزمة ما، سيمكنها استخدام هذه الاحتياطات بدلا من السعي للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، الذي يفرض العديد من القيود. ويمكننا أن نحدد معاييرنا الخاصة لتقاسم هذه الاحتياطات، دون الاعتماد على صندوق النقد الدولي".

وقال الخبير إن إمكانات بنك التنمية الجديد لا تقتصر على دول بريكس الخمس فقط، مضيفا أن "الفكرة تكمن في دعوة بلدان أخرى في أمريكا اللاتينية، وأفريقيا وحتى اليونان للانضمام إلى البنك. ويمكن لجميع دول المحيطة النظر إلى البنك باعتباره مصدرا مهما للحصول على التمويلات ، بالتوازي مع البنك الدولي".

وبالإضافة إلى ذلك، أكد مارتاريلو دي كونتي أن تحقيق بريكس لتعاون أوثق يمكن أن يحدث تقاربا أكبر بين دولها الأعضاء ، مستشهدا بالتعاون بين الصين والبرازيل كمثال على ذلك.

وذكر أن "الاستثمارات الصينية تعد في غاية الأهمية بالنسبة للبرازيل لأنها يمكن أن تكون مصدر طلب لانتعاش اقتصادنا،" داعيا البلدين إلى العمل معا في مجال البنية التحتية.

وأضاف قائلا "فعلى سبيل المثال، تستورد الصين الكثير من فول الصويا من البرازيل، ولكن المحاصيل تأتي في الغالب من ولايات تقع في منطقة وسط الغرب مثل غوياس أو ماتو غروسو، وهي ولايات تبعد كثيرا عن الشاطئ. ومن أجل وصول فول الصويا إلى الموانئ، لا بد من نقله لمسافة طويلة بالشاحنات، ما يجعله أغلى ثمنا بالنسبة للصينيين".

وفي هذا الصدد، أكد أن "بناء خط سكك حديدية سيكون في صالح كل من البرازيل والصين، لأن الواردات ستصبح أقل تكلفة".

وقال مارتاريلو دي كونتي إن بنك التنمية الجديد يمكن أن يكون مصدر تمويل هام للبنية التحتية في البرازيل، قائلا إنه "لدينا بنك التنمية البرازيلي، الذي يعد بنكا مهما ولكن له حدوده. ومن ثم، فإن بنك التنمية الجديد يمكن أن يكون هاما لتنميتنا".