القاهرة، الغردقة، 2 أغسطس 2016 (شينخوا) في أول رحلة من نوعها من مدينة الغردقة إلى شرم الشيخ بعد توقف دام خمس سنوات ، قطعت العبارة السريعة "لابسبس" مياه البحر الأحمر لتربط منتجعاته ببعضها، في محاولة لتنشيط السياحة في مصر.
وانطلقت الرحلة الأولى للعبارة مكيفة الهواء وعلى متنها حوالي 300 شخص، استمتعوا كثيرا بالبحر الهادئ، بينما قطعت العبارة المسافة بين مدينتي الغردقة وشرم الشيخ، والبالغة نحو 96 كيلو مترا، في ساعتين فقط.
"الرحلة ممتعة جدا خاصة أنها تختصر الكثير من الوقت مقارنة بالسفر عن طريق البر، واعتقد أنها ستحفز حركة السياحة لأنها توفر وقت السياح الذين يرغبون في الذهاب من الغردقة لقضاء ليلة في شرم الشيخ ثم العودة ثانية في ساعات قليلة"، قالت مروة قاسم (40 عاما) وهي طبيبة مصرية تعمل في الكويت جاءت للغردقة مع أسرتها لقضاء العطلة.
وأضافت قاسم لوكالة أنباء (شينخوا)، ان الرحلة جاذبة لأولادها، متوقعة أن تصبح العبارة " لابسبس" وسيلة مواصلات جاذبة للسياح المحليين وكذلك الأجانب.
وتسعى مصر لإنعاش حركة السياحة التي أصابها ركود حاد على مدار الأعوام القليلة الماضية بسبب الاضطرابات السياسية، وزاد تعقيد الموقف حادث تحطم الطائرة الروسية في سيناء والذي راح ضحيتة 200 شخص في أكتوبر الماضي.
وقالت مارسيلا زونيني وهي سيدة ايطالية كانت على متن " لابسبس"، وتعمل مع وكالة إيطالية لتنظيم الرحلات، إن مثل هذه الرحلات تلقي قبول الكثير من الأجانب، وتسهل حركة التنقل والتواصل، وهي أمور هامة جدا للسياح وكذلك لتشجيع السياحة في مصر.
وتابعت السيدة الإيطالية لـ (شينخوا)، " إنها أرخص وأسهل من رحلات الطيران، والأوروبيون بشكل عام يحبون الرحلات البحرية، لذا اعتقد أن تكون هذه العبارة مشهورة وناجحة".
وأبدت أملها في أن تعود العبارات الأكبر حجما التي تحمل سيارات المسافرين للعمل مرة ثانية في مصر.
وركود السياحة يمثل ضربة للاقتصاد المصري باعتبارها أحد المصادر الأساسية للدخل القومي وللاحتياطي النقدي للبلاد، بالإضافة إلى أن حوالي أربعة ملايين مصري يعملون في هذا القطاع.
وفي عام 2010 وحده، أضافت السياحة 13 مليار دولار للدخل القومي بعد زيارة أكثر من 14.7 مليون سائح لمصر، لكن هذا العدد واصل الهبوط حتى وصل إلى 9.3 مليون في 2015 محققا 6.1 مليار دولار عائدات.
وتوقفت آخر باخرة تعمل بين الغردقة وشرم الشيخ نتيجة ركود قطاع السياحة عقب ثورة 2011 التي عزلت الرئيس الأسبق حسني مبارك.
"إنها رحلة ممتعة ، وهي أسرع من رحلة الأتوبيس، وفي نفس الوقت استطيع أن اشاهد البحر والجبال والمناطق الجميلة على الجانبين، وهي على أي حال نوع من التغيير"، قال محمد التركي (21 عاما) طالب بكلية الهندسة أثناء اقتراب العبارة من جزيرة شدوان الصخرية جنوب غرب شرم الشيخ.
وواصل التركي"بدلا من الاختيار بين الغردقة أو شرم الشيخ لقضاء إجازة، يستطيع راغبو الرحلات التحرك بسهولة بينهما عبر تلك العبارات، وأنا أعرف الكثيرين الذين يودون القيام بذلك".
وركاب " لابسبس" وهم من كافة المراحل العمرية صعدوا كثيرا من الطابق الأول للعبارة ذي الـ 250 كرسيا إلى سطح الباخرة الذي يكفي لـ 50 مقعدا، للاستمتاع بالجو المنعش بينما يشاهدون الأمواج من حين لاخر تتحرك على جوانب المركب.
وتوفر العبارة العديد من وسائل الراحة والآمان للمسافرين مثل جاكيت الإنقاذ، وطوق النجاة، وعوامة إنقاذ مضاءة بالإضافة إلى وجود مراقب للتأكد من أن كل الأمور على ما يرام.
" في حالة وجود أي عطل، يتم إطلاق نداء استغاثة إلى القوات البحرية التي يمكن أن تظهر في وقت قصير جدا، حيث أنها تقطع البحر بالعرض والمسافة ليست كبيرة جدا"، قال مراقب الآمان علي السفينة محفوظ محمد.
وأشار إلى أنه تتم الآن محاولات تجريبية لتشغيل عبارة أخرى على الخط الملاحي الغردقة - شرم الشيخ قريبا.
بينما قال محافظ البحر الأحمر اللواء أحمد عبدالله إن هناك سياحا يأتون إلى الغردقة ويودون الذهاب إلى شرم الشيخ أو دير سانت كاترين في جنوب سيناء أو العكس، لكن الرحلات البرية تأخد وقتا كبيرا، لذلك فكرنا في رحلة مدتها ساعتين لتمكن السياح من الذهاب والعودة في نفس اليوم.
وأوضح وهو على متن " لابسبس"، ان " توفير وسائل مواصلات برية أو جوية أو بحرية تعد من أهم وسائل الجذب لدعم وتحفيز واستقرار السياحة".
