بكين 8 أغسطس 2016 (شينخوا) يبدأ الرئيس الفلبيني السابق فيدل راموس اليوم (الاثنين) زيارة إلى الصين بعد أشهر من التوتر بين البلدين نتيجة سعي مانيلا العنيد إلى التحكيم بشأن بحر الصين الجنوبي. وتجلب زيارة راموس نفحة أمل في عودة البلدين إلى المفاوضات الثنائية بشأن هذه القضية.
وربما يكون راموس أفضل خيار لمهمة كسر الجليد نظرا لكونه رجل دولة موقر يحظى بالاحترام على نطاق واسع في بلاده وفي آسيا. فتاريخه الطويل من التبادلات الودية مع الصين يمنحه أيضا ميزة فريدة في المساعدة على إحياء العلاقات الثنائية الفاترة.
وتصر الصين دوما على ضرورة حل نزاعات بحر الصين الجنوبي عبر المحادثات الثنائية وعلى ضرورة إحجام الأطراف المعنية عن القيام بتحركات يمكن أن تزيد من تعقيد القضية.
بيد أن إدارة أكينو قامت، في تجاهل للتوافق الإقليمي واتفاقات بلاده السابقة مع الصين، بالدفع من أجل رفع قضية تحكيم لا تقوم على أساس سليم فيما يتعلق بنزاعاتها مع الصين بشأن بحر الصين الجنوبي.
وألحقت العملية الطويلة، التي توجت بحكم سخيف صدر عن محكمة دولية في 12 يوليو الماضي، ألحقت ضررا بالغا ليس بالعلاقات بين الصين والفلبين فحسب، وإنما أيضا بآفاق السلام الدائم في هذا المجرى المائي الشاسع المحاط بعدد من الدول الآسيوية.
لهذا، يكمن الأمر الذي يبعث على الارتياح في أن الرئيس رودريغو دوتيرتي، الذي أدي اليمين الدستورية مؤخرا، اختيار أن ينأى بنفسه عن قضية التحكيم وأبدى سلسلة من البوادر الإيجابية تجاه الصين.
وهذا يعني، أنه لا تزال تجدر الإشارة إلى أن قضية التحكيم التي استهلتها مانيلا ليست سوى إساءة لاستخدام القانون الدولي وإن الحكم المتحيز بشدة في هذه القضية لا يجب أن يكون له مكان على الإطلاق في المحادثات الثنائية المستقبلية بشأن قضية بحر الصين الجنوبي بين الصين والفلبين.
وإن زيارة راموس، التي تمثل أول خطوة ملموسة من الجانب الفلبيني للانخراط في محادثات ثنائية مع الصين حول بحر الصين الجنوبي، يمكن أن تفتح فصلا جديدا في تسوية النزاعات.
ولكن تحقيق عودة إلى المسار الطبيعي للتسوية يتوقف إلى حد كبير على مصداقية الفلبين. ولابد أن يعلم صناع القرار في مانيلا أن العلاقات الهشة مع بكين لا تكاد تتحمل ضربة أخرى.