بكين 15 أغسطس 2016 (شينخوا) "استعرت بعض ((هونغ هوانغ جي لي))" هكذا قال لي قوانغ يوان، السباح الصيني الذي كان يشارك في دورة ريو للألعاب الأولمبية في البرازيل بعد أن حقق أفضل زمن شخصي له في سباق 200م سباحة ظهر في دور نصف النهائي.
وخلال الأسبوع، انشغل مستخدمو الانترنت الصينيون في البحث عن "هوننغ هوانغ جي لي"، التعبير الذي ظهر على لسان السباحة الصينية فو يوان هوي خلال مقابلتها مع الإعلام بعد أن فازت بميدالية برونزية في سباق 100م سباحة ظهر يوم الاثنين الماضي. ويعني التعبير حرفيا "القوة قبل التاريخ" أي المهارة القادرة على خلق السماء والأرض في الأساطير الصينية القديمة. وكانت فو تصف به مستوى أداءها الاستثنائي وشعورها بالمفاجأة إزاء تحقيق أفضل زمن شخصي لها.
وانتشرت تعبيرات فو وملامح وجهها على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية والعالمية بسرعة البرق. وتعجب الناس كثيرا من الملامح الجديدة المتفائلة للرياضيين، التي تأتي متناقضة عن انطباعاتهم عن الجيل القديم، وتحول مساعي الرياضيين الصينيين من مجرد الفوز والميدالية إلى تجربة المتعة الأصلية للرياضة وتحدي أنفسهم خلال الألعاب الأولمبية.
ويجد المتابع أن الشباب من هذا الفريق الصيني الذين ولدوا خلال ثمانيات وتسعينيات القرن الـ20 لديهم حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للتفاعل مع الآخرين وتسجيل مشاعرهم الحقيقية وبينهم سون يانغ ونينغ تسه تاو وتشانغ جي كه ويي جيان ليان وغيرهم من المشاهير الرياضيين في الصين. يشاركون من خلالها أشياء كثيرة على الانترنت، مثل نشر الصور والتعليقات والبث الحي لتدريباتهم وأدق تفاصيل حياتهم اليومية. فيتابع الجماهير عبر الجمل والصور ما يحزنهم ويسرهم
وحتى في لحظات الفشل، لا يظهر الرياضيون حالة نفسية إيجابية فحسب، بل يتفاعل الجماهير أيضا معهم بالنوايا المشجعة، ما يشير إلى أن فهم الصينيين لروح الأولمبياد أصبح أكثر نضجا.
وهذا التقدم بين الرياضيين والجماهير في الصين يمثل صورة مصغرة للثقة والقوة الناعمة المتزايدة للأمة بأسرها كما يبرز صورة صين أكثر انفتاحا.
واستعراضا للدورات السابقة من الألعاب الأولمبية، تركز اهتمام الأوساط الرياضية والإعلامية الصينية على البطولة والميدالية فقط. وقبل المسابقات، يبدأ الجمهور في تقدير عدد الميداليات التي يمكن الحصول عليها ومن سوف يحصل على أول ميدالية ذهبية. وخلال المنافسات، يتابعون قائمة ترتيب الدول من حيث عدد الميداليات الذهبية، وبعد انتهاء المسابقات، تقام الاحتفالات للفائزين بالميدالية الذهبية وتقديرهم بكافة الأشكال، الأمر الذي جعل الأولمبياد مجرد منافسة على ميدالية فقط.
وحدثت هذا التحول تدريجيا خاصة منذ دورة بكين للألعاب الأولمبية باعتبارها كانت نافذة للعالم لمعرفة الصين ومسرحا فريدا لقوة الصين الناعمة. ولم تتوقف الصين فيما بعد عن استكشاف أساليب التعامل مع العالم وأبدعت طريقها المميز من خلال محاولات واحدة تلو الأخرى. وفي هذه المرة في ريو دي جانيرو، شوهدت علامات الشركات الصينية من المطار إلى الشوارع، وامتدت عبارة "صنع في الصين" من منشآت البنية التحتية إلى قطاع الخدمات، وتشابكت العوامل الصينية مع الحياة اليومية للرياضيين. وجذب الطب الصيني التقليدي، على سبيل المثال، أنظار مشجعي "القرش الذهبي" مايكل فيلبس، السباح الأمريكي الشهير عندما وجدوا سلسلة من "الوشم الدائري الغريب" على كتفه. وفي الواقع، هو أسلوب علاجي صيني يسمى العلاج بالحجامة ويسمح بزيادة المناعة والقدرة على الشفاء.
ففي أولمبياد ريو، تتألق الحضارة الصينية العريقة مجددا وتلقى اقبالا أكبر من الأصدقاء الأجانب من العالم.فمن جهة، قدمت البلاد بقوتها الناعمة المتزايدة دعما ثابتا وثقة وافرة للرياضيين في الملاعب. ومن جهة خرى، عززت الملامح الحيوية والمزايا خفيفة الدم للرياضيين الصينيين صورة أكثر ثقة وحيوية عن الصين.
وإزاء ملامح وتعبيرات فو يوان هوي التي قالت إنها "سعيدة وراضية" عن أدائها أو ثقة سون يانغ الذي قال إنه "عالم جديد"، تتجه أنظار العالم بشغف واهتمام إلى الجيل الجديد الواعد من الصينيين الذين يقتربون ويتواصلون مع العالم في مسارح دولية مختلفة.