روما 17 أغسطس 2016 (شينخوا) رجح خبير إيطالي أن يغذي استفتاء الخروج وتصاعد المشاعر المناوئة للعولمة من بين عوامل عالمية أخرى مناقشات قمة مجموعة العشرين أوائل الشهر المقبل في الصين.

وقال جيوسيبي ساكو، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة لويس في روما، في مقابلة أجرتها معه وكالة ((شينخوا))، إن مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للبيت الأبيض بعد أشهر قليلة سيكون لها تأثير أيضا.

وأضاف مدير القسم السابق بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أن " هناك ثمة أحداث سياسية ملحة تجري الآن على الساحة العالمية وربما تحول أجندة مجموعة العشرين أو تؤثر عليها على الأقل".

وذكر ساكو بشكل خاص تصاعد المشاعر المناهضة للعولمة في قلب العالم الأنغلو-ساكسوني كظاهرة جديدة ومثيرة للاهتمام.

وقال " المثير للفضول أن هذا الاتحاه لا يكشف نفسه في دولة مثل اليونان التي ضُربت بشدة بسبب الأزمة المالية العالمية وتدابير تقشفية مترتبة تعود بسهولة الى اقتصاد معولم".

وأضاف أن " المشاعر المناوئة للعولمة نمت أيضا في بريطانيا واستفتاء الخروح دليل جلي على ذلك وداخل حملة (المرشح الجمهوري للرئاسة) دونالد ترامب في الولايات المتحدة".

وحددت الصين، الرئيس الدوري لمجموعة العشرين هذا العام، النقاط الرئيسية المتوقع أن يكشف عنها النقاب في القمة تحت موضوع بناء إقتصاد عالمي مبتكر ونشط ومترابط وشامل. ويحتل النمو المبتكر والشامل قلب الأجندة.

ويقول خبراء إنه من الضروري لزعماء العالم جعل العولمة تعمل لمصلحة الجميع. فقد حققت الشركات متعددة الجنسيات أقصي استفادة في حين يشعر أصحاب الياقات البيضاء وأبناء الطبقة المتوسطة في الكثير من الدول بأنهم لم يستفيدوا كثيرا من العولمة ما أدى الى تنامي المشاعر المناوئة لها.

وستكون التنمية كلمة رئيسية في قمة هذا العام .فهي واحدة من الكلمات الرئيسية للقمة كما تحاول الصين تسهيل انتقال مجموعة العشرين من آلية استجابة للأزمة الى آلية تركز على الحكومة الاقتصادية العالمية على المدى الطويل.

مع ذلك يتوقع ساكو أن يتناول قادة مجموعة العشرين القضايا الاقتصادية على المدى القصير وغيرها المتعلقة بالتنمية.

وقال " بالمقارنة مع قمم العشرين الأخرى التي تناولت فقط الوضع السياسي والاقتصادي الراهن، بغض النظر عن صعوبتها، لن تتجنب قمة هانغتشو مواجهة المشكلات الهيكلية للاقتصاد العالمي".

وستكون وتيرة النمو المتباطئ لإجمالي الناتج المحلي والطلب السوقي المتراجع وتباطؤ التجارة الدولية والطاقة الفائضة لبعض الصناعات بين الأولويات الهيكلية التي يتوقع أن تكون في قلب أجندة مجموعة العشرين.

وقال ساكو أيضا إنه يجب على قادة العالم في القمة المقبلة إيلاء المزيد من الإهتمام الى التصاعد المقلق للحمائية.

وقال " اعتقد أن إيطاليا ستضع عينيها على ذلك، لإنها إقتصاد مصدر رئيسي ومعرضة لدفع أثمان أكبر مقارنة بالآخرين بسبب تزايد الإجراءات التجارية المقيدة"، مشيرا إلى تعهد مجموعة العشرين بإجراء مشاورات تهدف إلى مقاومة الحمائية.

وتضم مجموع العشرين 19 دولة مهمة اقتصاديا بالإضافة الى الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن تعقد قمة هذا العام في هانغتشو شرقي الصين يومي 4 و5 سبتمبر، بحضور ممثلين من منظمات دولية مثل الأمم المتحدة وصندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة العمل الدولية ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقال الخبير الإيطالي أيضا إن التأثير المحتمل لاستفتاء الخروج من المرجح أن يغذي المناقشات في القمة.

وأضاف " تأثيره على بريطانيا ومستقبل الاتحاد الأوروبي لا يزال غير واضح".