اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ مع مستشارة الدولة فى ميانمار أونج سان سو كيي ببكين، 19 أغسطس. (شينخوا/راو اي مين)
بكين 19 أغسطس 2016 (شينخوا) تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم (الجمعة) بتعزيز الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة بين الصين وميانمار وجلب المزيد من المنافع الملموسة لشعبي البلدين.
جاءت تصريحات شي فى اجتماع مع مستشارة الدولة فى ميانمار أونج سان سو كيي التى بدأت زيارة رسمية إلى الصين تمتد 5 أيام أول أمس الاربعاء.
وأعرب شي عن ترحيبه بزيارة سو كيي، مشيدا بجهودها فى تعزيز الصداقة بين الصين وميانمار، وقال إن الصين على استعداد للعمل مع ميانمار لضمان استمرار العلاقة بين الشعبين بشكل دائم فى إطار حسن الجوار والود والأخوة والشراكة.
وأشار شي إلى أن الصين ستدعم اختيار ميانمار لطريق التنمية الخاص بها، وستدعم جهود ميانمار لحماية الاستقرار القومي وتعزيز النمو الاقتصادي والحفاظ على التناغم الاجتماعي.
ومن أجل تعزيز العلاقات الثنائية، حث الرئيس الصيني الجانبين على تعزيز التوجيه السياسي.
وقال شي "الصين على استعداد للحفاظ على مستوى عال من التواصل والتبادلات الشعبية مع ميانمار وكذا تعزيز الاتصالات والثقة المتبادلة."
وأضاف أن على البلدين العمل على التكامل بين استراتيجيات التنمية الخاصة بكل منهما، مضيفا أن الصين تثمن دعم ميانمار لمبادرة الحزام والطريق.
وأوضح أن الصين عازمة على تعزيز مشروعات الارتباطية مع ميانمار وتعزيز التعاون الثنائي فى المجالات الهامة كالطاقة والتمويل، مؤكدا على أهمية دفع المشروعات الكبيرة الجارية بشكل سلس.
وقال لي تشو نينغ، الباحث بأكاديمية يوننان للعلوم الاجتماعية، إن ميانمار بحاجة ماسة إلى الكهرباء من أجل التنمية الاقتصادية، وتُعتبر الطاقة الكهرومائية اختيارا مناسبا، وذلك فى إشارة إلى مشروع سد ميتسون، الذى يتم تنفيذه بتمويل مشترك من الصين وميانمار، إلا أنه تم تعليق المشروع من جانب حكومة ميانمار فى عام 2011.
وقد اتفقت الصين وميانمار أمس الخميس على تعزيز التعاون بين إدارات الطاقة فى البلدين لايجاد الحل المناسب لاستئناف المشروع المتوقف.
وحث شي على منح المزيد من الاهتمام للتعاون فى مجالات الزراعة والحفاظ على المياه والتعليم والرعاية الصحية والثقافة والاعلام والبوذية.
وقال "ستستمر الصين فى لعب دور بناء فى تعزيز عملية السلام فى ميانمار، وستبذل جهودا مشتركة مع ميانمار لحفظ السلام والاستقرار على طول الحدود بين البلدين."
وفى بيان صحفى فى وقت سابق من اليوم، قالت سو كيى فى تصريحاتها للصحفيين إن ميانمار تؤمن بأن الصين، كجارة كريمة، ستبذل كل ما فى وسعها لتعزيز عملية السلام فى البلاد.
وقال لى إنه إذا استطاعت ميانمار تحقيق السلام الداخلى خلال وقت قصير، فستكون راكبة حرة على قطار التنمية الصينية السريعة.
بالاتفاق مع رؤية شي، قالت سو كيي إن ميانمار تثمن الصداقة الأخوية العميقة بين البلدين، معربة عن شكرها للصين لدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى ميانمار.
وقالت إن ميانمار عازمة على الحفاظ على التبادلات عالية المستوى وعلى تعزيز الصداقة بين الشعبين، وكذا تعزيز التعاون متبادل النفع فى المجالات المتنوعة.
كما تعهدت بأن تعمل ميانمار مع الصين على الحفاظ على الاستقرار على طول الحدود، والا تسمح بحدوث أي شيء يؤثر بشكل سلبي على العلاقات الودية مع جيرانها.
وأوضحت سو كيي أن الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية فى ميانمار والحزب الشيوعي الصيني، وهما الحزبان الحاكمان فى البلدين، يمثلان مصالح الشعبين. وحثت سو كيي على تعزير التواصل بين الحزبين .
وبحسب بيان صحفي مشترك، فإن سو كيي نقلت إلى شي رسالة رئيس ميانمار يو هتين كياو تتضمن دعوة شي للقيام بزيارة دولة إلى ميانمار. وقد أعرب شى عن امتنانه لتلك الدعوة.
وتابع البيان أن سو كيي وجهت الدعوة أيضا إلى رئيس مجلس الدولة لي كه تشيانغ، الذى أقام حفل استقبال لها أمس الخميس، لزيارة ميانمار فى أقرب وقت يرى فيه ذلك مناسبا، ومن جانبه، أعرب لي عن امتنانه للدعوة.
وقد عقد لي وسو كيي محادثات ثنائية، وشهدا توقيع وثائق تعاون أمس الخميس.
وتابع البيان أن البلدين أكدا مجددا على اعتزامهما دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام "من منظور استراتيجي وطويل الأمد".
فى السياق ذاته، التقى كبير المشرعين الصينيين تشانغ ده جيانغ أيضا مع سو كيي بعد ظهر اليوم.
وقال تشانغ، رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطنى لنواب الشعب الصينى، إن المجلس يولي أهمية كبيرة للعلاقات مع برلمان ميانمار، وأن المجلس عازم على التواصل الوثيق ومشاركة خبراته مع برلمان ميانمار، وكذا على تعزيز التنسيق والتعاون فى إطار الآليات البرلمانية الاقليمية والدولية.
من جانبها، أعربت سو كيي عن استعدادها لتعزيز التبادلات البرلمانية وتعزيز التعاون بين البلدين من أجل تقوية الصداقة الثنائية.