بروكسل 30 اغسطس 2016 (شينخوا) وضعت الصين اهدافا واضحة وضرورية لقمة مجموعة العشرين المقبلة، ومن المتوقع ان تحقق نتائج ملموسة طالما ابدى زعماء المجموعة إرادة سياسية قوية لتحقيق تلك الاهداف، وذلك حسبما قال خبراء من المعهد الاوروبي للدراسات الاسيوية.
ومن المقرر ان يجتمع زعماء أكبر 20 اقتصاد بالعالم في مدينة هانغتشو شرق الصين يومي 4 و5 سبتمبر المقبل. وجذب الحدث اهتمام العالم في ظل الاداء الاقتصادي العالمي الضعيف وتصاعد التوترات الجيوسياسية هذا العام.
ويعد المركز البحثي ومقره بروكسل تقريرا تقييميا بشأن رئاسة الصين للمجموعة، وسينشر في اواخر اكتوبر القادم.
ويقول هانس ديكيسر منسق برامج بالمعهد "لتحليل نتائج القمة، علينا اولا التفكير في التوقعات".
بعد مرور ثماني سنوات على الازمة المالية العالمية، ما زال التعافي بطيئا وهشا. وعلى خلفية تراجع الطلب والقدرات الزائدة والاتجاه لسياسة الحمائية والافتقار للثقة واضطراب الاسواق والشكوك السياسية المتعددة، يعقد شعوب العالم آمالا كبيرة على القمة.
وأضاف "اولا يجب ان تحاول القمة دفع النمو مجددا، ثانيا، يجب معالجة القضايا الاجتماعية مثل الاستقرار الاجتماعي وتغير المناخ."
وتابع ان جدول الاعمال والاولويات الاربع التي وضعتها الصين خلال رئاستها للمجموعة هذا العام مناسبة للتوقيت تماما.
وأشار الخبير "ستحاول المجموعة معالجة هذه القضايا من خلال تعزيز الابتكار والتأكد من تجنب سياسة الحمائية وضمان تجنب خفض قيمة العملة التنافسي. وسنرى ما اذا كانت النتائج يمكن مقارنتها بتوقعاتنا. ونأمل ان تلبي توقعاتنا او حتى تتجاوزها."
ويقول جرزجورز ستيك، الزميل الباحث بالمعهد، إن النظام الدولي الذي يواجه مشكلة التمثيل الزائد للدول المتقدمة، بحاجة ايضا لتعديله بطريقة ما.
وأضاف "هذا شيء نود رؤيته بوضوح حيث انه شرط مسبق لتأمين بيئة دولية مستقرة."
كما يرى ان النقاش البناء وتعاون كافة الاطراف المعنية بروح الاحترام المتبادل أمر ضروري لتحقيق الهدف.
وتوقع الخبير أن تساعد الصين، كقوة صاعدة واكبر دولة نامية في العالم، في معالجة هذا النقص فى التواصل وان تقوم بدور الوسيط بين الاقتصادات الصناعية الكبرى والاسواق الصاعدة خلال رئاستها لمجموعة العشرين.
وقال "الصين دولة تقدر الاستقرار كثيرا وقادرة على توحيد الرؤى المختلفة بشكل براجماتي. واعتقد ان تلك الخواص المتأصلة في الثقافة الصينية، تجعل من الصين اختيارا جيدا لقيادة مجموعة العشرين في عام 2016 المضطرب."
ومشيرا الى ان الاعمال والاهداف التي اتفق عليها زعماء المجموعة غير ملزمة، حذر ديكيسر من ان الشكوك السياسية المحلية والدولية التي تواجهها دول المجموعة ربما تضيف للشكوك الدائمة بشأن فعالية المجموعة.
وقال مستشهدا بالتوتر الحالي في بحر الصين الجنوبي ونشر نظام ثاد المضاد للصواريخ في كوريا الجنوبية "احد التحديات التي شهدناها مؤخرا هي حقيقة ان عدة دول اعضاء في مجموعة العشرين يرغبون بتسييس القمة واستخدامها لتحقيق أهدافهم السياسية الخاصة، وهو ما لا تفضله الصين."
لذلك، فنجاح القمة يعتمد على سلوك الدول الاعضاء و"ما اذا كانت لديهم رغبة كافية لمناقشة القضايا ذات الاولوية".
"ثانيا، على الصعيد المحلي، تمر العديد من الدول الاعضاء بتطورات سياسية صعبة للغاية"، واعطى مثالا على ذلك بتأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والفوضى السياسية في البرازيل والانتخابات الرئاسية الامريكية المقبلة والانتخابات في المانيا وفرنسا العام المقبل.
وقال "ربما يكون من الصعب للغاية على تلك الدول الاعضاء تقديم تعهدات طويلة الامد."
ولذلك اقترح خبراء المعهد جعل الصين الزعماء الاخرين متحمسين لاقتراحاتها وافكارها وأخذ القضايا المحلية للدول الاخرى في الاعتبار.
وفي هذا الصدد، يعتقد ديكيسر انه يجدر الاستشهاد بالافكار الابتكارية القليلة السابقة للصين مثل اقامة البنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية ومبادرة الحزام والطريق.
وأضاف "حقق البنك الاسيوي للاستثمار في البنية الاساسية نجاحا هائلا وانضمت العديد من الدول الاوروبية اليه مباشرة وتحمس له دبلوماسيون اوروبيون، "هذه المبادرات الصينية تجذب القوى الدافعة."
ومتفقا مع ديكسير، قال ستيك إن الصين عززت رؤية جديدة وقصة جديدة للحوكمة الاقتصادية العالمية في وقت تنافست فيه الهياكل الاقتصادية والسياسية للنظام الدولي".
وأضاف "المسار الاهم هو مبادرة الحزام والطريق التي يمكن وصفها بأنها مبادرة ابتكارية ونشطة ومترابطة وشاملة. يمكنك رؤية رابط بين جدول اعمال قمة مجموعة العشرين والمبادرة. وفي هذا الصدد، تتفق السياسات الصينية مع السياسات العالمية".
ومشيرا إلى ان الصين ستقدم اطار عمل للبنية الاساسية خلال قمة العشرين، قال ديكسير انه اقتراح ملموس للغاية وان العالم سيستفيد منه. "أعرب عن أملي فى ان يحقق النتائج المأمولة".