بكين 4 سبتمبر 2016 (شينخوا) سلم الرئيس الصيني ونظيره الأمريكي كل منهما بشكل منفصل وثائق تصديق بلديهما على إتفاق باريس للمناخ للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس السبت في هانغتشو، ما يمهد لبدء بالعمل بالاتفاق العالمي قبل نهاية العام الجاري.
ويهدف إتفاق باريس الذي تم التوصل إليه في ديسمبر العام الماضي إلى إحتواء الاحتباس الحراري تحت درجتين مئويتين بالمقارنة مع ما كانت عليه حرارة الأرض قبل الثورة الصناعية.
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن التغير المناخي قضية تتعلق برفاه ومستقبل البشرية، مضيفا أن اتفاق باريس حدد مسار التعاون العالمي ما بعد عام 2020 بشأن التغير المناخي ويشير هذا إلى تشكيل آلية تعاونية ومتبادلة النفع وعادلة لإدارة التغير المناخي.
وقال اوباما إن هذه الاتفاقية يمكن أن تنظر إليها الاجيال المستقبلية باعتبارها اللحظة التي قررنا فيها انقاذ الكوكب ورسمت ملامح هذا القرن.
وأشادت وسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط بخطوات الصين والولايات المتحدة من أجل تحويل اقتصاديهما لبناء النمو على مصادر الطاقة النظيفة بدلا من الوقود الأحفوري.
وقالت صحيفة ((الشرق الأوسط)) إن تصديق بكين وواشنطن يعني التقدم بخطوات كبيرة نحو بدء سريان الاتفاقية، إذ ينتج البلدان معا 40 في المائة من انبعاثات الكربون العالمي.
ونقلت الصحيفة عن ماتلان زاخاراس، الوزير المساعد لرئيس جزر مارشال، قوله إن "إعلان اليوم هو أقوى إشارة على أن ما اتفقنا عليه في باريس سيصبح قريبا قانون الأرض".
أما شبكة قناة ((الجزيرة)) الإلكترونية في قطر فقد وصفت الخطوة التي اتخذتها الصين والولايات المتحدة بأنها "محفزة للآخرين".
ونقلت الشبكة عن برايان ديسي مستشار أوباما قوله، إن إعلان الصين والولايات المتحدة المشترك سيعطي دافعا لدول أخرى للانضمام رسميا إلى إتفاق باريس، مذكرا أن الهند تعتزم أيضا الانضمام في هذا العام.
وأشادت صحيفة ((الحياة)) السعودية أيضا بمصادقة الهيئة التشريعية العليا في الصين على هذا الإتفاق التاريخي الرامي إلى احتواء الاحترار العالمي لأقل من درجتين مئويتين، و"إذا أمكن إلى درجة ونصف الدرجة مئوية، وذلك بالمقارنة مع ما كانت عليه حرارة سطح الكوكب ما قبل الثورة الصناعية".
وقال بان كي مون خلال لقائه الرئيسين الصيني والأمريكي إن هذه الخطوة " تعطي دفعة قوية لبدء سريان الإتفاقية"، مضيفا أنه " متفائل بشأن التمكن من تحقيق ذلك قبل نهاية العام.
وثمنت المملكة المغربية أيضا مصادقة الصين والولايات المتحدة على إتفاق باريس حول المناخ على هامش قمة مجموعة العشرين في هانغتشو بشرق الصين.
وقال وزير الشؤون الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار رئيس لجنة الإشراف على تنظيم مؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ )كوب) 22 بمراكش نوفمبر المقبل، في بيان نشر يوم السبت إن الأمر يتعلق "بمرحلة مهمة في تنفيذ اتفاق باريس" مسجلا أن هذه الزخم "يجب أن يتواصل ويتكثف".
وذكرت صحيفة ((الأهرام )) المصرية أن إعلان الرئيسين الأمريكى باراك أوباما والصينى شى جين بينغ انضمام بلديهما رسميا إلى اتفاق باريس للمناخ "سيساعد على دفع الجهود الدولية لمحاربة ظاهرة الاحتباس الحرارى قدما."
فيما اعتبرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن إتفاقية باريس فتحت الباب أمام دور التعاون العالمي بعد عام 2020 ضد التغير المناخي.
ووصفت صحيفة ((القدس)) الفلسطينية هذه الاتفاقية بأنها أول "خطة عمل شاملة".
ورأى موقع ((جهينة نيوز)) السوري أن تصديق أكبر دولتين تصدران غاز ثاني أكسيد الكربون على الاتفاق في وقت واحد يعتبر بمثابة خطوة كبيرة إلى الأمام لتحقيق هذا الهدف كما يعد استمرارا للتعاون بين واشنطن وبكين حول المناخ الأمر الذي مهد الطريق للتوصل إلى اتفاق باريس.
وصادقت حتى الآن 24 دولة من أصل 180 دولة وقعت على الاتفاق نهاية العام الماضي.