بعقوبة، العراق 8 سبتمبر 2016 (شينخوا) لجأ تنظيم داعش الارهابي مؤخرا الى بث فيديوهات لعمليات قتل لمدنيين من اهالي محافظة ديالى شرقي العراق بطرق بشعة ومروعة، في محاولة منه لاثارة الفتن الطائفية وزيادة الاحتقان بين مكونات المحافظة.
وحذرت شخصيات حكومية وأمنية من خطورة هذه الفيديوهات وتأثيرها على فئات المجتمع في عموم مدن وبلدات محافظة ديالى ، التي يعيش فيها خليط من العرب السنة والشيعة والاكراد والتركمان، وتعاني اصلا من توترات امنية وطائفية.
وقال عدي الخدران ممثل حكومة ديالى المحلية في هيئة الحشد الشعبي لوكالة أنباء (شينخوا) إن " تنظيم داعش لجأ أخيرا إلى اسلوب فيديوهات الدم من اجل اثارة الفتن الطائفية عبر قتل رهائن ينتمون إلى مكون معين، بطرق بشعة ونشرها عبر مقاطع فيديوعلى مواقع التواصل الاجتماعي لتأجيج المشاعر الطائفية".
ويستخدم التنظيم المتطرف وسائل التواصل الاجتماعي لبث الكثير من اعمال العنف البشعة التي يصورها، باعتبار ان هذه المواقع منتشرة في كل مكان ويمكن ان تصل الى اكبر عدد من السكان.
واضاف الخدران ان " تلك الفيديوهات تمثل سيناريو في حرب الفتنة التي يحاول التنظيم الارهابي اشعالها في المناطق التي خسر وجوده فيها بعد يونيو 2014 ".
وكشف الخدران إن طبيعة التحقيق التي تجري مع الاشخاص الذين يتم اعدامهم من قبل التنظيم المتطرف تتم وفق اطار تأجيج الاحتقان الطائفي، وهي بحد ذاتها دعوة لخلق ردود فعل تشعل فتيل الصراعات المذهبية والطائفية، مؤكدا ان تنظيم داعش يسعى إلى تحقيق هذا الهدف.
وأشار الخدران إلى أن تنظيم داعش يستغل شبكة التواصل الاجتماعي في نشر مقاطع فيديوهات الدم مع وجود عناصر تحاول اشعال حريق الفتنة من خلال الكتابات وردود الافعال التي لاتخدم المصلحة الوطنية، داعيا إلى التماسك لتفويت فرصة المتربصين شرا بابناء المحافظة.
من جهة أخرى، قال حسن عبد مسؤول محلي في بعقوبة ان" تنظيم داعش نشر أخيرا فيديو شاب من قبيلة زركوش الشيعية وهو متزوج من إمراة سنية جرى خطفه قرب بلدة المنصورية (45 كلم) شرق بعقوبة، مركز المحافظة ومن ثم اعدامه باطلاق الرصاص عليه في الرأس بمنظر دموي وبشع".
وتابع حسن "إن التنظيم المتطرف يحاول من خلال فيديوهات الدم ونشر حديث من جرى اعدامهم والانتماءات المذهبية لهم إلى اللعب على وتر الطائفية المقيتة، وهذا خطير للغاية قد يخلق مشاكل معقدة خاصة في المناطق المختلطة".
وطالب حسن بمواجهة فيديوهات داعش من خلال كشف حقيقة التنظيم وان ضحاياه هم من السنة والشيعة والكرد، وهناك مئات الضحايا من كل الاطياف والادلة على ذلك كثيرة، واصفا نشر فيديوهات تتعلق بالقتل الطائفي من قبل تنظيم داعش بانه محاولة لتأجيج المشاعر والفتن، وهذا مايريده التنظيم في نهاية المطاف.
اما رئيس اللجنة الامنية في مجلس ديالى صادق الحسيني فقد أكد أن الفتنة الطائفية مسار خطير يلعب على اوتاره تنظيم داعش وحلفاءه ويسعى إلى اعادة سنوات الدم 2006 - 2008 من جديد من خلال ادوات القتل واستباحة دماء الابرياء.
واضاف الحسيني ان" نشر فيديوهات لقتل ابرياء بطرق وحشية، هو اسلوب اعتمده تنظيم داعش بعد يونيو 2014 من اجل كشف حقيقته الاجرامية وزيادة الاحتقان لكن الشعب واعي في ديالى لمخططاته ".
وكان تنظيم داعش الارهابي سيطر على مدن وبلدات وقرى مترامية في محافظة ديالى بعد يونيو 2014 قبل ان تنجح القوات الامنية المشتركة المدعومة بالحشد الشعبي والعشائر من تحريرها بشكل نهائي بعد معارك شرسة مع التنظيم الارهابي.





