بكين 10 سبتمبر 2016 (شينخوا) أحرزت الصين "نصرا دبلوماسيا" في اجتماعات قادة شرق آسيا التي اختتمت لتوها حيث قرر قادة الآسيان عدم مسايرة واشنطن وطوكيو بشأن قضية بحر الصين الجنوبي، حسبما ذكرت عدة وسائل إعلامية عالمية.

فقد أشارت مقالة نشرت يوم الجمعة على الموقع الإلكتروني لصحفية ((وول ستريت جورنال)) إلى أن قادة الآسيان اختاروا أن ينأوا بأنفسهم عن موقف الولايات المتحدة بشأن حكم التحكيم الذي صدر مؤخرا حول هذه القضية واستخداموا لهجة أخف -- حتى الفلبين، وهي الدولة التي رفعت قضية التحكيم، لم تقم بإثارة الموضوع خلال سلسلة الاجتماعات.

ووصفت مقالة آخرى نشرت في صحيفة ((وول ستريت جورنال)) اتفاقا بين الصين ودول الآسيان يقضى بإقامة خط ساخن بأنه "خطوة جديدة للمساعدة في تجنب أي اشتباكات عسكرية عرضية في بحر الصين الجنوبي".

كما قالت إن البيان الذي صدر يوم الأربعاء عن الكتلة التي تضم 10 أعضاء "عكس كيفية انتقال دول جنوب شرق آسيا إلى حد كبير من التوترات الأولية التي أحاطت بحكم صدر عن محكمة في لاهاي ، وقيامها بتحويل تركيزها الآن إلى ضمان الاستقرار الإقليمي ".

كما اهتمت صحيفة ((الفينانشيال تايمز)) بـ"البيان المعتدل"، قائلة إن دول الآسيان لم تتطرق إلى قضية التحكيم في قضية بحر الصين الجنوبي.

ومن ناحية أخرى، أشادت مقالة نشرت في صحيفة ((جاكرتا بوست)) ببيان مشترك أصدرته الصين والآسيان حول "ميثاق المواجهات العارضة في البحر" ببحر الصين الجنوبي، فضلا عن الخطوط العامة المتعلقة بخط ساخن لكبار الدبلوماسيين أقيم للتعامل مع حالات الطواريء البحرية.

وذكرت المقالة أن الوثيقتين أثبتتا أن الأطراف المعنية مستعدة لتركيز طاقتها على بناء الثقة والسير معا تجاه المستقبل، مضيفة أن تنفيذ الوثيقتين من المتوقع أن يحد من احتمالات وقوع حوادث في بحر الصين الجنوبي ويعزز بصورة جوهرية السلام والاستقرار الإقليميين.

وأعرب خبراء عن اعتقادهم بأن ما حققته الصين ودول الآسيان خلال قمتهم يحمل أهمية كبيرة.

فقد قال سعيد تشودري رئيس مجلس إسلام آباد للشؤون الدولية إن "التوافق بين الصين ودول الآسيان سيصب في صالح السلام والاستقرار بالمنطقة، وسيمنع في الوقت ذاته الدول الخارجية من تخريب السلام الإقليمي. وهذا يمثل ببساطة أهم إنجاز خرجت به لهذه الاجتماعات ".

وشاطره الرأى تران فيت ثاي نائب مدير معهد فيتنام للسياسات الخارجية والدراسات الإستراتيجية، قائلا إن التوافق الأخير بين الصين والآسيان يستحق الثناء حيث أنه سيسهم في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.

ومن ناحية أخرى، قال تشن قانغ الباحث البارز في معهد شرق آسيا بجامعة سنغافورة الوطنية "يبدو أن الصين والآسيان تمكنتا من الانتقال من قضية التحكيم، وعقدتا قمتهما في ظل مناخ سلمي وودي، وحققتا نتائج أفضل من المتوقع".