تحقيق إخباري: الألعاب النارية تستحوذ على اهتمام الأطفال بالسويداء في عيد الأضحى

23:41:18 10-09-2016 | Arabic. News. Cn

السويداء، سوريا 10 سبتمبر 2016 (شينخوا) تجمع العشرات من الأطفال السوريين من محافظة السويداء (جنوب سوريا) اليوم (السبت) أمام باعة الألعاب النارية في أحد أسواق المدينة لشراء الألعاب النارية التي استحوذت على اهتمامهم ولفت نظرهم أكثر من اية أشياء أخرى موجودة في الأسواق.

وراح هؤلاء الباعة يصرخون بأعلى صوتهم للفت انظار الأطفال لشراء تلك الألعاب النارية، والتي تأتي بشكل مهرب إلى تلك الأسواق نظرا لخطورتها وعدم سماح الدولة السورية بطرحها بالأسواق، يقولون باللهجة المحلية "تعال عيد يا حباب .. فرح ولدك يا مواطن ".

الطفل ايهم ذي 10 سنوات وقف مندهشا، وهو ينظر إلى تلك البسطات التي افترشت الأرض، وعليها عشرات الأصناف من الألعاب النارية، وينظر بذات الوقت إلى والده الذي راح يشده بقوة كي لا يقف طويلا امام تلك البسطات.

وقال ايهم لوكالة أنباء (شينخوا) ببراءة " أنا أحب ان اشتري العابا ناريا، وخاصة التي تخرج الوانا جميلة " ، مؤكدا أنه يرغب بشرائها إلا أن وضع اهله المادي لا يسمح له بشرائها، الامر الذي يشكل له حصرة بداخله.

يشار إلى أن أسعار الالعاب النارية مرتفع جدا، فأقل لعبة يتجاوز سعرها 350 ليرة سورية فما فوق وقد يصل بعضها الى 2000 ليرة ،( اي ما يعال نصف دولار امريكي إلى 4 دولارات تقريبا )، الامر الذي يشكل عائقا كبيرا امام كثير من الاسر في شرائها.

وأضاف ايهم " والدي يفضل شراء لعبة صغيرة في العيد لي ولأخوتي، تبقى معي لفترة طويلة " .

ورغم قناعة أيهم بغلاء تلك الألعاب النارية إلا انه يرغب بشرائها، واللعب فيها مع رفاقه في الحي الذي يقطنه عشية عيد الأضحى.

وفي الليالي العشر التي تسبق يوم عيد الأضحى يقوم الأطفال بإشعال عدد كبير من الالعاب النارية في السماء ابتهاجا بقدوم العيد، ويتجمع الأطفال في كل حي ، ويتباهى كل طفل بما لديه من العاب نارية .

وبدوره، قال الطفل فجر 12 عاما، " اشتريت مسدسا مصنوعا من البلاستيك، ومعه عدة علب من التي اضعها بداخله كي يصدر أصواتا وكأنه مسدس حقيقي " ، مؤكدا أن " العيد بالنسبة له هو شراء العاب نارية ، واللعب مع رفاقه في العيد بالساحات ، ومعايدة الاقرباء ".

وأشار الطفل فجر إلى أن أصوات الرصاص التي سمعناها خلال السنوات الماضية ربما لم تعد تدهشنا أصوات تلك الألعاب النارية حاليا.

ولعل الازمة السورية التي نشبت منذ مارس 2011، والتفجيرات التي وقعت ، والاشتباكات التي جرت في كثير من المحافظات السورية تركت بنفس الأطفال انطباعات سلبية .

وبدوره، اعتبر أبو يمان (45 عاما) ان الألعاب النارية كانت تشكل مصدر بهجة له عندما كان طفلا، ولكنه أشار إلى أن الأوضاع الحالية وغلاء الأسعار افسد كل بهجة لدى الناس.

وقال أبو يمان لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق وهو يتجول في احد أسواق السويداء لشراء احتياجات العيد، " لدي حفيدين ، وقمت بشراء بعض الألعاب النارية غير المؤذية لهما كي أتمكن من ادخال البهجة الى قلوبهم "، مؤكدا ان بعض الألعاب النارية الموجودة في السوق خطيرة ويمكن ان تسبب اذى كبير للأطفال.

ومن جانبه، قال الشاب هايل (23 عاما)، وهو صاحب بسطة العاب نارية في شارع الشعراني بالسويداء المكتظ بالناس ، إن " العيد هو فرصة لجني الكثير من الأموال ، وخاصة من بيع الألعاب النارية والمفرقعات " ، مؤكدا أن غالبية الناس تقوم بشراء الألعاب النارية لاطفالها، مشيرا إلى الغالبية من الاسر يخصصون مبالغ، وان كانت صغيرة ، لشراء تلك الألعاب.

وأضاف هايل في كل عام أخصص مبلغا لشراء تلك الألعاب النارية التي تأتي بشكل مهرب على البلد، بأسعار غالية ، واقوم ببيعها في الأيام التي تسبق العيد ، موضحا أن حركة الشراء جيدة هذا العام.

وتشهد أسواق مدينة السويداء حركة نشطة هذه الأيام ، وتكاد الشوارع تغص بالمارة، وسط إجراءات امنية مشددة خشية وقوع أي حادث في تلك الأسواق، بحسب مراسل وكالة (شينخوا).

وفي سياق متصل، قالت فاديا أبو مغضب وهي ربة منزل انها " اشترت حاجيات تحضير حلويات العيد من كعك ومعمول محشي بالتمر والمكسرات كعادتها في كل عام " ، مؤكدة أنها تحرص على تحضيرها منزليا برفقة الأهل والأحبة لما فيه من متعة للكبار ولأطفالها الثلاثة على حد سواء وسط جو من العمل والمرح والمحبة، موضحة أن " الحياة يجب ان تستمر بالفرح والابتسامة للتخفيف من وطأة الحزن والألم ".

يشار إلى أن محافظة السويداء التي يقطنها اغلبية من طائفة الموحدين المسلمين الدروز، لم تشهد اعمال عنف ومظاهرات ضد الدولة السورية منذ اكثر من خمس سنوات، باستثناء بعض اعمال الشغب التي أعقبت اغتيال الشيخ وحيد البلعوس مع عدد من المواطنين بتفجير إرهابي في السويداء في أغسطس من عام 2015 .

ونزح إلى محافظة السويداء مئات الالاف من السوريين من مناطق الاشتباكات نظرا للامان والاستقرار الذي تتمتع به طيلة السنوات الخمس الماضية من عمر الازمة السورية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: الألعاب النارية تستحوذ على اهتمام الأطفال بالسويداء في عيد الأضحى

新华社 | 2016-09-10 23:41:18

السويداء، سوريا 10 سبتمبر 2016 (شينخوا) تجمع العشرات من الأطفال السوريين من محافظة السويداء (جنوب سوريا) اليوم (السبت) أمام باعة الألعاب النارية في أحد أسواق المدينة لشراء الألعاب النارية التي استحوذت على اهتمامهم ولفت نظرهم أكثر من اية أشياء أخرى موجودة في الأسواق.

وراح هؤلاء الباعة يصرخون بأعلى صوتهم للفت انظار الأطفال لشراء تلك الألعاب النارية، والتي تأتي بشكل مهرب إلى تلك الأسواق نظرا لخطورتها وعدم سماح الدولة السورية بطرحها بالأسواق، يقولون باللهجة المحلية "تعال عيد يا حباب .. فرح ولدك يا مواطن ".

الطفل ايهم ذي 10 سنوات وقف مندهشا، وهو ينظر إلى تلك البسطات التي افترشت الأرض، وعليها عشرات الأصناف من الألعاب النارية، وينظر بذات الوقت إلى والده الذي راح يشده بقوة كي لا يقف طويلا امام تلك البسطات.

وقال ايهم لوكالة أنباء (شينخوا) ببراءة " أنا أحب ان اشتري العابا ناريا، وخاصة التي تخرج الوانا جميلة " ، مؤكدا أنه يرغب بشرائها إلا أن وضع اهله المادي لا يسمح له بشرائها، الامر الذي يشكل له حصرة بداخله.

يشار إلى أن أسعار الالعاب النارية مرتفع جدا، فأقل لعبة يتجاوز سعرها 350 ليرة سورية فما فوق وقد يصل بعضها الى 2000 ليرة ،( اي ما يعال نصف دولار امريكي إلى 4 دولارات تقريبا )، الامر الذي يشكل عائقا كبيرا امام كثير من الاسر في شرائها.

وأضاف ايهم " والدي يفضل شراء لعبة صغيرة في العيد لي ولأخوتي، تبقى معي لفترة طويلة " .

ورغم قناعة أيهم بغلاء تلك الألعاب النارية إلا انه يرغب بشرائها، واللعب فيها مع رفاقه في الحي الذي يقطنه عشية عيد الأضحى.

وفي الليالي العشر التي تسبق يوم عيد الأضحى يقوم الأطفال بإشعال عدد كبير من الالعاب النارية في السماء ابتهاجا بقدوم العيد، ويتجمع الأطفال في كل حي ، ويتباهى كل طفل بما لديه من العاب نارية .

وبدوره، قال الطفل فجر 12 عاما، " اشتريت مسدسا مصنوعا من البلاستيك، ومعه عدة علب من التي اضعها بداخله كي يصدر أصواتا وكأنه مسدس حقيقي " ، مؤكدا أن " العيد بالنسبة له هو شراء العاب نارية ، واللعب مع رفاقه في العيد بالساحات ، ومعايدة الاقرباء ".

وأشار الطفل فجر إلى أن أصوات الرصاص التي سمعناها خلال السنوات الماضية ربما لم تعد تدهشنا أصوات تلك الألعاب النارية حاليا.

ولعل الازمة السورية التي نشبت منذ مارس 2011، والتفجيرات التي وقعت ، والاشتباكات التي جرت في كثير من المحافظات السورية تركت بنفس الأطفال انطباعات سلبية .

وبدوره، اعتبر أبو يمان (45 عاما) ان الألعاب النارية كانت تشكل مصدر بهجة له عندما كان طفلا، ولكنه أشار إلى أن الأوضاع الحالية وغلاء الأسعار افسد كل بهجة لدى الناس.

وقال أبو يمان لوكالة أنباء (شينخوا) بدمشق وهو يتجول في احد أسواق السويداء لشراء احتياجات العيد، " لدي حفيدين ، وقمت بشراء بعض الألعاب النارية غير المؤذية لهما كي أتمكن من ادخال البهجة الى قلوبهم "، مؤكدا ان بعض الألعاب النارية الموجودة في السوق خطيرة ويمكن ان تسبب اذى كبير للأطفال.

ومن جانبه، قال الشاب هايل (23 عاما)، وهو صاحب بسطة العاب نارية في شارع الشعراني بالسويداء المكتظ بالناس ، إن " العيد هو فرصة لجني الكثير من الأموال ، وخاصة من بيع الألعاب النارية والمفرقعات " ، مؤكدا أن غالبية الناس تقوم بشراء الألعاب النارية لاطفالها، مشيرا إلى الغالبية من الاسر يخصصون مبالغ، وان كانت صغيرة ، لشراء تلك الألعاب.

وأضاف هايل في كل عام أخصص مبلغا لشراء تلك الألعاب النارية التي تأتي بشكل مهرب على البلد، بأسعار غالية ، واقوم ببيعها في الأيام التي تسبق العيد ، موضحا أن حركة الشراء جيدة هذا العام.

وتشهد أسواق مدينة السويداء حركة نشطة هذه الأيام ، وتكاد الشوارع تغص بالمارة، وسط إجراءات امنية مشددة خشية وقوع أي حادث في تلك الأسواق، بحسب مراسل وكالة (شينخوا).

وفي سياق متصل، قالت فاديا أبو مغضب وهي ربة منزل انها " اشترت حاجيات تحضير حلويات العيد من كعك ومعمول محشي بالتمر والمكسرات كعادتها في كل عام " ، مؤكدة أنها تحرص على تحضيرها منزليا برفقة الأهل والأحبة لما فيه من متعة للكبار ولأطفالها الثلاثة على حد سواء وسط جو من العمل والمرح والمحبة، موضحة أن " الحياة يجب ان تستمر بالفرح والابتسامة للتخفيف من وطأة الحزن والألم ".

يشار إلى أن محافظة السويداء التي يقطنها اغلبية من طائفة الموحدين المسلمين الدروز، لم تشهد اعمال عنف ومظاهرات ضد الدولة السورية منذ اكثر من خمس سنوات، باستثناء بعض اعمال الشغب التي أعقبت اغتيال الشيخ وحيد البلعوس مع عدد من المواطنين بتفجير إرهابي في السويداء في أغسطس من عام 2015 .

ونزح إلى محافظة السويداء مئات الالاف من السوريين من مناطق الاشتباكات نظرا للامان والاستقرار الذي تتمتع به طيلة السنوات الخمس الماضية من عمر الازمة السورية.

الصور

010020070790000000000000011101421356783181