تحقيق إخباري: صوت الناي يعيد الحياة لمدينة حلب القديمة التي دمرتها الحرب

09:23:22 15-09-2016 | Arabic. News. Cn

حلب، سوريا 14 سبتمبر 2016 ( شينخوا) يفاجئك صوت الناي الحزين الذي يصدره أبو نديم في أحد أحياء مدينة حلب القديمة التي دمرتها الحرب بشكل مخيف، فلا شيء يدل على وجود الحياة فيها، إلا صوت الناي هناك، ليشعرك فعلا بأن المدينة لا تزال حية.

وأبو نديم رجل يبلغ من العمر 70 عاما، يصر على عدم ترك المدينة القديمة إلى مكان آخر، على الرغم من الدمار والخراب الذي يحيط به.

وقال "أنا باق في هذا المكان مثل أي صخرة في هذا الحي القديم الذي يمثل تاريخ هذا المكان، الذي كان نقطة جذب سياحي على قرون عديدة" .

وقال الجندي في منطقة باب الفرج لوكالة أنباء شينخوا أن "أبو نديم لا يكلم أحدا، ولكن يعيش بنفسه، يبيع بعض القطع التقليدية الحلبية لعدد قليل من الناس الذين يعيشون هناك، ويجني من خلالها مبلغا صغيرا من المال، يكفيه حاجته الشخصية من طعام وسجائر".

وقال الجندي السوري إن "الجنود يعتنون به، ويقدمون له بعض المساعدات" .

يجلس أبو نديم على قارعة الرصيف في أحد أحياء حلب القديمة، ويرتدي قطعة قماش سمكية مع قبعة زرقاء ونعال بلاستيكي ، ويعزف عدة مقطوعات موسيقية للمغني الحلبي الشهير صباح فخري.

وحي باب الفرج، وهو حي في مدينة حلب القديمة، والذي يقطنه حوالي 150 أسرة، ولكن بعد الحرب والقصف بقذائف الهاون المستمر من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة، وسيطرتها على أجزاء مجاورة لتلك المدينة القديمة، تقلص عدد الأسر إلى 15 أسرة فقط.

أم محمود البيطار وهي أرملة لديها تسعة أطفال، أحدهم توفي بقذيفة هاون من العام الماضي، أثناء لعبه أمام مسكن لهم.

وقالت أم محمود، يبلغ عمرها 45 عاما، وتعيش الآن في محل، بعد أن دمر منزلها في شارع مجاور، عندما سقطت اسطوانة الغاز المتفجرة ودمرت البناء لـ (شينخوا) "لقد عشت في هذا المكان لأكثر من 25 عاما. قتل ابني ولقد فقدت كل شيء عندما دمر بيتي .. ونحن نعيش الآن في متجر، لا نملكه، ولكن المحسنين يسمحون لنا بالبقاء فيها" .

وأضافت بقولها "ليس لدي أي دخل على الإطلاق ، وأعيش على التبرعات من الجمعيات الخيرية ".

والمحل الذي تسكن فيه أم محمود لا يوجد فيه ماء أو كهرباء.

وفي معرض حديثها عن عصور ما قبل الحرب، قالت أم محمود "قبل الأزمة، وضعنا كان جيدا جدا، منطقتنا كانت جميلة جدا، من بين الأفضل في مدينة حلب القديمة".

وأضافت "أنا أعيش مع أطفالي الآن مع الذل، مع الجوع والعطش. لا أريد شيئا، ولكن أريد مكانا استريح فيه مع أطفالي في سلام. أريد فقط راحة البال" .

وقالت جارتها، أم أمنية، التي تقطن بنفس الحي أنها فقدت ابنتها قبل بضعة أشهر، عندما سقطت قذيفة هاون أطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة على منزلهم .

وقالت "عندما ضربت قذيفة هاون منزلي، شعرت بالحزن، خاصة بعد وفاة ابنتي، والآن أعيش لوحدي في الحي القديم، ويأتي أخي لزيارتي من وقت لآخر."

وتعيش أم أمينة أيضا على التبرعات التي تحصل عليها من منظمات إنسانية كل أربعة أشهر.

هؤلاء الناس هم من القلائل الذين ما زالوا يعيشون في حلب القديمة. وقالوا أنهم لا يستطيعون مغادرة تلك المنطقة، لأن كل تاريخهم موجود هنا، ولأنهم لا يستطيعون الخروج.

وقال سامر، وهو جندي من باب الفرج لوكالة (شينخوا) أنه على الرغم من عدد كبير من العائلات قد غادرت المنطقة بعد أن جعلت منازلهم غير صالح للعيش جراء القصف المستمر، "لن أغادر منزلي لأن هذا هو الحي الذي أسكن فيه، فيه ذكرياتي وعشت طفولتي، ومن الصعب تركه".

وقال سامر أن الأسر يعيشون في وئام مثل عائلة واحدة، ورعاية بعضهم البعض، لأنه ليس لديهم أي شخص آخر لرعايتهم.. "بالنسبة لي، أنا لا أذهب إلى الفراش قبل التدقيق على أم أمينة ونرى ما هي بحاجة له ".

وقال محمد زكريا، وهو خياط عمل مع عائلته في صناعة صنع القماش لأكثر من 40 عاما، وهو الخياط الوحيد الذي بقي في حلب القديمة، أنه يحتاج للحفاظ على عمله، ولكن زبائنه هم الآن جنود، وليس مدنيين.

يذكر أن مدينة حلب القديمة هي المركز التاريخي لمدينة حلب، والذي يعود تاريخها إلى القرن الـ16، وهو يتألف من المدينة القديمة داخل الأسوار وأرباع تشبه الخلايا القديمة خارج الأسوار.

خلال الحرب السورية، نحو 70 في المائة من المدينة القديمة، التي أصبحت مقسمة إلى النصف تقريبا بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة.

في الأيام الأخيرة، توصلت الولايات المتحدة وروسيا على اتفاق هدنة في حلب، الأمر الذي ساعد في انخفاض حاد في أعمال العنف في حلب وغيرها من المدن السورية.

ألصق عنوان البريد الإلكتروني لصديقك في الفراغ اليمين لإرساله هذه المقالة العودة الى الأعلى
arabic.news.cn

تحقيق إخباري: صوت الناي يعيد الحياة لمدينة حلب القديمة التي دمرتها الحرب

新华社 | 2016-09-15 09:23:22

حلب، سوريا 14 سبتمبر 2016 ( شينخوا) يفاجئك صوت الناي الحزين الذي يصدره أبو نديم في أحد أحياء مدينة حلب القديمة التي دمرتها الحرب بشكل مخيف، فلا شيء يدل على وجود الحياة فيها، إلا صوت الناي هناك، ليشعرك فعلا بأن المدينة لا تزال حية.

وأبو نديم رجل يبلغ من العمر 70 عاما، يصر على عدم ترك المدينة القديمة إلى مكان آخر، على الرغم من الدمار والخراب الذي يحيط به.

وقال "أنا باق في هذا المكان مثل أي صخرة في هذا الحي القديم الذي يمثل تاريخ هذا المكان، الذي كان نقطة جذب سياحي على قرون عديدة" .

وقال الجندي في منطقة باب الفرج لوكالة أنباء شينخوا أن "أبو نديم لا يكلم أحدا، ولكن يعيش بنفسه، يبيع بعض القطع التقليدية الحلبية لعدد قليل من الناس الذين يعيشون هناك، ويجني من خلالها مبلغا صغيرا من المال، يكفيه حاجته الشخصية من طعام وسجائر".

وقال الجندي السوري إن "الجنود يعتنون به، ويقدمون له بعض المساعدات" .

يجلس أبو نديم على قارعة الرصيف في أحد أحياء حلب القديمة، ويرتدي قطعة قماش سمكية مع قبعة زرقاء ونعال بلاستيكي ، ويعزف عدة مقطوعات موسيقية للمغني الحلبي الشهير صباح فخري.

وحي باب الفرج، وهو حي في مدينة حلب القديمة، والذي يقطنه حوالي 150 أسرة، ولكن بعد الحرب والقصف بقذائف الهاون المستمر من قبل مقاتلي المعارضة المسلحة، وسيطرتها على أجزاء مجاورة لتلك المدينة القديمة، تقلص عدد الأسر إلى 15 أسرة فقط.

أم محمود البيطار وهي أرملة لديها تسعة أطفال، أحدهم توفي بقذيفة هاون من العام الماضي، أثناء لعبه أمام مسكن لهم.

وقالت أم محمود، يبلغ عمرها 45 عاما، وتعيش الآن في محل، بعد أن دمر منزلها في شارع مجاور، عندما سقطت اسطوانة الغاز المتفجرة ودمرت البناء لـ (شينخوا) "لقد عشت في هذا المكان لأكثر من 25 عاما. قتل ابني ولقد فقدت كل شيء عندما دمر بيتي .. ونحن نعيش الآن في متجر، لا نملكه، ولكن المحسنين يسمحون لنا بالبقاء فيها" .

وأضافت بقولها "ليس لدي أي دخل على الإطلاق ، وأعيش على التبرعات من الجمعيات الخيرية ".

والمحل الذي تسكن فيه أم محمود لا يوجد فيه ماء أو كهرباء.

وفي معرض حديثها عن عصور ما قبل الحرب، قالت أم محمود "قبل الأزمة، وضعنا كان جيدا جدا، منطقتنا كانت جميلة جدا، من بين الأفضل في مدينة حلب القديمة".

وأضافت "أنا أعيش مع أطفالي الآن مع الذل، مع الجوع والعطش. لا أريد شيئا، ولكن أريد مكانا استريح فيه مع أطفالي في سلام. أريد فقط راحة البال" .

وقالت جارتها، أم أمنية، التي تقطن بنفس الحي أنها فقدت ابنتها قبل بضعة أشهر، عندما سقطت قذيفة هاون أطلقها مقاتلو المعارضة المسلحة على منزلهم .

وقالت "عندما ضربت قذيفة هاون منزلي، شعرت بالحزن، خاصة بعد وفاة ابنتي، والآن أعيش لوحدي في الحي القديم، ويأتي أخي لزيارتي من وقت لآخر."

وتعيش أم أمينة أيضا على التبرعات التي تحصل عليها من منظمات إنسانية كل أربعة أشهر.

هؤلاء الناس هم من القلائل الذين ما زالوا يعيشون في حلب القديمة. وقالوا أنهم لا يستطيعون مغادرة تلك المنطقة، لأن كل تاريخهم موجود هنا، ولأنهم لا يستطيعون الخروج.

وقال سامر، وهو جندي من باب الفرج لوكالة (شينخوا) أنه على الرغم من عدد كبير من العائلات قد غادرت المنطقة بعد أن جعلت منازلهم غير صالح للعيش جراء القصف المستمر، "لن أغادر منزلي لأن هذا هو الحي الذي أسكن فيه، فيه ذكرياتي وعشت طفولتي، ومن الصعب تركه".

وقال سامر أن الأسر يعيشون في وئام مثل عائلة واحدة، ورعاية بعضهم البعض، لأنه ليس لديهم أي شخص آخر لرعايتهم.. "بالنسبة لي، أنا لا أذهب إلى الفراش قبل التدقيق على أم أمينة ونرى ما هي بحاجة له ".

وقال محمد زكريا، وهو خياط عمل مع عائلته في صناعة صنع القماش لأكثر من 40 عاما، وهو الخياط الوحيد الذي بقي في حلب القديمة، أنه يحتاج للحفاظ على عمله، ولكن زبائنه هم الآن جنود، وليس مدنيين.

يذكر أن مدينة حلب القديمة هي المركز التاريخي لمدينة حلب، والذي يعود تاريخها إلى القرن الـ16، وهو يتألف من المدينة القديمة داخل الأسوار وأرباع تشبه الخلايا القديمة خارج الأسوار.

خلال الحرب السورية، نحو 70 في المائة من المدينة القديمة، التي أصبحت مقسمة إلى النصف تقريبا بين القوات الحكومية السورية ومقاتلي المعارضة.

في الأيام الأخيرة، توصلت الولايات المتحدة وروسيا على اتفاق هدنة في حلب، الأمر الذي ساعد في انخفاض حاد في أعمال العنف في حلب وغيرها من المدن السورية.

الصور

010020070790000000000000011100001356887631