رام الله/ غزة 16 سبتمبر 2016 (شينخوا) قتل اليوم (الجمعة) فلسطينيان وأردني برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس، فيما أصيب عدد من الفلسطينيين خلال مواجهات اندلعت مع قوات من الجيش الإسرائيلي قرب السياج الفاصل مع قطاع غزة في موجة التوتر المستمرة بين الفلسطينيين وإسرائيل منذ أكتوبر الماضي.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب تلقت وكالة أنباء ((شينخوا)) نسخة منه، إنها أبلغت بمقتل فلسطيني لم تعرف هويته بعد في منطقة (تل الرميدة) في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية.
من جهتها قالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن جنديا أصيب بجروح طفيفة من جراء تعرضه للطعن من قبل فلسطيني في الخليل، فيما قام جنود بإطلاق النار على المعتدي مما أدى إلى شل حركته.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت في وقت سابق اليوم، عن مقتل فلسطيني وإصابة فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد بالقرب من مستوطنة (كريات أربع) في مدينة الخليل جنوب.
وذكرت الوزارة، أن قوات من الجيش الإسرائيلي أطلقت النار على الفلسطيني وقتلته، فيما أصابت فلسطينية بجروح لم تحدد طبيعتها حتى الأن.
وقالت مصادر فلسطينية، إن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على سيارة كان يستقلها القتيل رفقة المصابة.
من جهتها، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن فلسطينيين هما رجل وامراة يستقلان سيارة "حاولا دهس مجموعة من الناس في مفترق (كريات أربع) فأطلق جنود إسرائيليون النار عليهما ما أدى إلى مقتل الرجل سائق السيارة وإصابة المراة بجروح بالغة الخطورة".
وأضافت الإذاعة، أن الحادث أسفر عن "إصابة ثلاثة اشخاص بجروح طفيفة من جراء الاعتداء".
وفي وقت سابق أعلنت مصادر فلسطينية، أن شابا أردنيا قتل بإطلاق نار من الشرطة الإسرائيلية قرب (باب العامود) شرق القدس.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة، إن "قوة من حرس الحدود أحبطت محاولة إرهابي الاعتداء بسكين على عدد من أفرادها قرب باب العامود وأطلقت عليه النار وقتلته".
وحسب الإذاعة "لم يصب أي من أفراد الحرس بأذى، فيما أ ظهرت التحقيقات أن المعتدي هو شاب أردني في العشرين من العمر وعثر بحوزته على سكاكين".
واعتبرت الرئاسة الفلسطينية، أن "الجرائم الإسرائيلية والاستفحال في القتل واستباحة الدم الفلسطيني يمثل "ردا إسرائيليا على الجهود الدولية الرامية للخروج من حالة الجمود السياسي الراهن.
وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان صحفي بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، إن "هذه الجرائم وهذا القتل، الذي تسبب بسقوط مزيد من الشهداء يؤكد مجددا أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في سياسة التصعيد، وتجاهل الجهود السياسية والدبلوماسية المبذولة حاليا، والرامية إلى الخروج من حالة الجمود السياسي الراهن بسبب مواقف هذه الحكومة المتعنتة".
وأكد أبو ردينة، أن الشعب الفلسطيني وقيادته سيبقى صامدا، ومصمما على المضي في طريق انتزاع حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشرقية، مهما بلغت "الجرائم" الإسرائيلية.
وأدان أبو ردينة، "الجرائم المرتكبة من قبل الحكومة الإسرائيلية والتي كان آخرها إعدام اثنين على الأقل في مدينتي القدس والخليل جنوب الضفة الغربية"، داعيا المجتمع الدولي للتدخل العاجل لوقف هذه "الجرائم"، ولتوفير الحماية العاجلة للشعب الفلسطيني، ولوقف سياسة الإعدامات الميدانية.
بدورها، طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، بتحمل مسؤولياتها والتحرك الفوري والعاجل "لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني الذي يواجه الإعدامات الميدانية على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود في بيان صحفي، إن "إعدام قوات الاحتلال لفلسطيني في الخليل وأردني في القدس خلال الساعات الماضية يؤكد استمرار إسرائيل في تنفيذ مسلسل جرائمها البشعة التي تعد جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية حسب نواميس وأعراف وقوانين المجتمع الدولي".
وأضاف المحمود، إن "قوات الاحتلال تلجأ إلى حجج واهية لتبرير جرائمها البشعة في إراقة دماء أبناء الشعب الفلسطيني"، لافتا إلى أنها "لا يمكن أن تخفي وتغطي على بشاعة الجريمة وطبيعتها السوداء، لأن إراقة دماء المواطنين العزل تحت الاحتلال هو جريمة حرب يحاسب عليها القانون".
وحمل المحمود في الوقت نفسه المجتمع الدولي المسؤولية بسبب صمته إزاء هذه "الجرائم البشعة"، معتبرا أن "هذا يشجع قوات الاحتلال على مواصلة اقتراف هذه الجرائم".
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى استمرار "المواجهة" ضد إسرائيل بعد قتلها اليوم فلسطينيين اثنين في الضفة الغربية وشابا أردنيا في شرق القدس.
وأدان الناطق باسم حماس سامي أبو زهري في بيان صحفي تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، ما وصفه "عمليات الإعدام الميداني التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القدس والخليل".
وأكد أبو زهري، أن "هذه الجرائم لن تفلح في كسر إرادة شعبنا، وأن هذه الدماء الطاهرة ستكون وبالاً على الاحتلال ووقوداً مباركاً لانتفاضة القدس".
ودعا الناطق باسم حماس، إلى "استمرار المواجهة والتصعيد ضد جنود الاحتلال والمستوطنين انتقاما لدماء شهدائنا الأبرار".
وكان شاب فلسطيني توفي مساء أمس الخميس متأثرا بجروح أصيب بها إثر إطلاق النار عليه من قبل الجيش الإسرائيلي في بلدة (بيت أولا) شمال مدينة الخليل أثناء اعتقاله.
وفي قطاع غزة أعلن مصدر طبي فلسطيني، عن إصابة فلسطينيين اثنين اليوم، برصاص الجيش الإسرائيلي على أطراف وسط القطاع.
وذكر الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة في بيان مقتضب تلقت ((شينخوا)) نسخة منه، أن الشابين أصيبا بأعيرة نارية في اليد والفخذ جراء استهدافهما من الجيش الإسرائيلي شرق مخيم البريج للاجئين.
ووصف القدرة حالة الشابين المصابين بالمتوسطة.
وقال شهود عيان ل((شينخوا))، إن الشابين أصيبا خلال مواجهات اندلعت بين عشرات الشبان الفلسطينيين وقوة من الجيش الإسرائيلي شرق المخيم، مشيرين إلى أن الشبان رشقوا الجنود المتمركزين خلف السياج الفاصل مع إسرائيل بالحجارة فردوا بإطلاق الرصاص والغاز المسيل للدموع.
ومنذ الأول من أكتوبر من العام الماضي دأب شبان في قطاع غزة على التوجه إلى الحدود الشرقية والشمالية للقطاع ورشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة في إطار ما يسمونه "هبة الأقصى".
وتتواصل منذ الأول من أكتوبر الماضي موجة توتر بين الفلسطينيين وإسرائيل أدت إلى مقتل 227 فلسطينيا وأردني في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، و40 إسرائيليا بحسب إحصائيات رسمية.
وكانت شرارة العنف بدأت أصلا بمواجهات شبه يومية بين مصلين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية منتصف سبتمبر الماضي احتجاجا منهم على دخول جماعات يهودية إلى المسجد الأقصى في شرق القدس يوميا.