بكين 18 سبتمبر 2016 (شينخوا) من المقرر أن يحضر رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ الدورة الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة ويقوم بزيارتين رسميتين إلى كندا وكوبا في جولة خارجية تبدأ من اليوم (الأحد) حتى 28 سبتمبر الجاري.
وتجسد جولة لي هذه عددا من الأحداث "الأولى"، إذ تعد أول ظهور له في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأول رحلة له في إطار آلية الحوار السنوي بين رئيس مجلس الدولة الصيني ورئيس الوزراء الكندي، وأول زيارة رسمية إلى كوبا لرئيس مجلس دولة صيني منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 56 عاما.
ومن المتوقع أن يطرح لي حلولا صينية لعدد من التحديات العالمية المختلفة ويدفع العلاقات مع كلا من كندا وكوبا خلال زيارته المرتقبة.
-- الأمم المتحدة: الحلول الصينية تحت الضوء
انطلقت أعمال الدورة الـ71 للجمعية العامة في 13 سبتمبر بمشاركة ممثلين من 193 دولة لبحث مجموعة واسعة من القضايا العالمية بما في ذلك التنمية المستدامة وتنفيذ اتفاق باريس المناخي والإرهاب والاتجاه المناوئ للعولمة بين قضايا أخرى.
وعلى هذه الخلفية في عام يتزامن مع الذكرى الـ45 لنقل الصين مقعدها بالأمم المتحدة إلى حكومة جمهورية الصين الشعبية، يجذب ظهور لي الأول بالجمعية العامة اهتماما عالميا كبيرا.
ويزخر جدول أعماله المتخم في الأمم المتحدة بإلقاء كلمة في المناقشات العامة للجمعية العامة، وحضور ندوة بشأن جدول أعمال التنمية المستدامة 2030، وحضور اجتماعين بشأن قضايا اللاجئين فضلا عن عدد من اللقاءات الثنائية.
وقال يانغ شي يوي، الباحث بمعهد الصين للدراسات الدولية،" الرئيس شي جين بينغ خلال مشاركته في فعاليات الاحتفال بالذكرى الـ70 للأمم المتحدة العام الماضي، قدم مجموعة من الإجراءات والوعود دعما للمنظمة المتعددة الأطراف، ومن المتوقع أن يكشف لي عن أحدث المعلومات بشأن تنفيذ تلك الإجراءات والوعود".
وفضلا عن متابعة الالتزامات التي قطعها شي العام الماضي بالأمم المتحدة، يتوقع أيضا أن تسلط زيارة لي للأمم المتحدة الضوء على السياسات الدبلوماسية للصين وموقفها إزاء القضايا المختلفة، وفقا ليانغ، مضيفا أن هذا الجزء سيتيح للعالم معرفة الصين بشكل أفضل.
كما سيلتقي رئيس مجلس الدولة الصيني ممثلين من قطاع التمويل ومؤسسات فكرية ومنظمات إعلامية بالأمم المتحدة.
وعلق يانغ على ذلك قائلا: "هذه الترتيبات تظهر الإبداع والفكر الاستراتيجي للجيل الجديد من القادة الصينيين في إجراء الدبلوماسية العامة".
-- افتتاح الحوار الصيني- الكندي: عصر جديد للعلاقات الثنائية
وتعد زيارة لي أول زيارة يقوم بها رئيس مجلس دولة صيني لـ" دولة ورقة القيقب أو الاسفندان" خلال 13 عاما علاوة على كونها تشهد الانطلاق الأول للحوار السنوي بين رئيسي وزراء البلدين.
وتأسست آلية الحوار السنوي في نهاية أغسطس في لقاء جمع لي مع نظيره الكندي جوستن ترودو في بكين.
ويرمز تبادل الزيارات بينهما في أقل من شهر إلى " الدفء السريع" للعلاقات الثنائية، وفقا لعدد من المحللين. ويحظى الحوار الذي ستكشف تفاصيله من موضوعاته إلى نتائجه باهتمام كبير.
ومن المقرر أن يحضر لي أكثر من 20 حدثا خلال زيارته لمدينتي أوتاوا ومونتريال تتراوح ما بين محادثات سياسية ومنتديات اقتصادية وتجارية وفعاليات تبادل شعبية وثقافية، يتوقع أن تعزز الثقة السياسية المتبادلة والتعاون العملي بين البلدين.
وعلق وزير المالية الكندي بيل مورينيو على مشاركة بلاده في بنك الاستثمار الآسيوي في البنية التحتية بأنها " الخيار الأفضل لكندا بوضوح". وفي الواقع يصب في مصلحة البلدين تعظيم حجم كعكة التعاون متكافئ الكسب بينهما.
وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لكندا وأكبر مصدر للوارادات وسوق للصادرات. ويكمل الاقتصادان بعضهما البعض بشكل كبير، مع إمكانيات كبيرة سيتم استغلالها في قطاعات مثل التكنولوجيا العالية والزراعة وموارد الطاقة وكذا التعاون مع أطراف ثالثة.
وقد أعرب ترودو عن اعتقاده بأن تعزيز العلاقة الثنائية من شأنه أن يجلب فرصا جديدة للشركات الكندية، وكذلك الشركات الصينية لتوسيع أعمالها في كندا.
وقال يانغ " إجمالا، الصين تقوم بعمل ماهر في بناء إطار عمل دبلوماسي واقتصادي متعدد الأقطاب يجسد التفاعل الإيجابي والمنفعة المتبادلة ونتائج الكسب المتكافئ، من خلال التعاون في شتى المجالات مع تركيزات مختلفة مع قوى متقدمة مثل ألمانيا وفرنسا وكندا".
-- تعميق الصداقة الكوبية-الصينية
وتعد زيارة رئيس مجلس الدولة الصيني لكوبا أول زيارة رسمية لرئيس مجلس دولة صيني منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 56 عاما.
ويصف روبن زاردويا، الأستاذ بجامعة هافانا، الزيارة الزيارة بأنها " حدث كبير" في العلاقة بين كوبا والصين.
وأعرب عن أمله في أن تجلب زيارة لي لكوبا " استثمارات جديدة وتكنولوجيا وتوطد العلاقات مع العالم الخارجي".
والصين وكوبا "صديقان وشريكان ورفيقان حميمان" ووصلت علاقاتهما إلى مرحلة النضج بعد تطور على مدار أكثر من نصف قرن.
وتواجه العلاقات الثنائية الآن فرصا تنموية جديدة في وقت تكافح فيه كوبا لتحديث نمط نموها الاقتصادي وتسعى الى تنويع استراتيجيتها الدبلوماسية وتعزيز علاقاتها مع الصين.
وخلال زيارته، من المتوقع أن يحضر لي حفل ترحيب يقيمه على شرفه رئيس مجلس الدولة الكوبي ومجلس الوزراء راؤل كاسترو ويتبادل وجهات النظر معه بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك.
كما يتوقع أن يوقع البلدان على أكثر من 30 اتفاقية تعاون في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا والتمويل والقدرة الصناعية وضبط الجودة وحماية البيئة.
وتعد الصين ثاني أكبر شريك تجاري لكوبا فيما تعد كوبا أكبر شريك تجاري للصين في منطقة البحر الكاريبي.
وقال شو شي تشنغ، الباحث بمعهد أمريكا اللاتينية للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، إن العلاقات التجارية والاقتصادية بين الصين وكوبا تطورت بسرعة بيد أن حجم التجارة الثنائية ليس كبيرا جدا.
وقال إن " كوبا، حكومة وشعبا، تأمل أن تعطي زيارة لي دفعة قوية لتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية الكوبية-الصينية".
وأضاف الباحث أن قطاعي التصنيع الكوبي والبنية التحتية، المتخلفان نسبيا، بحاجة الى معدات وآلات وعمالة فنية صينية، لافتا إلى أن " التعاون في القدرة الصناعية بين البلدين يتمتع بإمكانيات هائلة".