بروكسل 20 سبتمبر 2016 (شينخوا) تواجه اتفاقيات أوروبا مع شركائها عبر الضفة الأخرى من الأطلنطي مقاومة متزايدة بعد ظهور موجة جديدة من الاحتجاجات في أنحاء القارة.
وتظاهر نحو 9 آلاف شخص وسط بروكسل حول مؤسسات الاتحاد الأوروبي مساء الثلاثاء احتجاجا على اتفاقيات الكتلة مع الولايات المتحدة وكندا، خوفا من أن تضر هذه الاتفاقيات بمصالح أوروبا.
وجاءت المسيرة بعد 3 أيام من احتجاجات حاشدة في 7 مدن ألمانية في عطلة نهاية الأسبوع شارك فيها 180 ألف شخص.
ومن المقرر أن تنظم تظاهرة أخرى في العاصمة السلوفاكية براتسيلافا يوم الجمعة تزامنا مع اجتماع مقرر لوزراء تجارة الاتحاد الأوربي لبحث الاتفاقيتين.
-- محتجون غاضبون
وقال غويلومي (20 عاما)، وهو طالب فرنسي في عامه الثاني الجامعي ، لوكالة ((شينخوا)) " إنني ضد (تي تي أي بي) تماما"، مشيرا إلى شراكة التجارة والاستثمار عبر ضفتي الأطلنطي، تلك الاتفاقية التجارية المقترحة بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وظهر الطالب الفرنسي مع لافتات في يده معبرا عن غضبه تجاه الاتفاقية، قائلا " إنها تعطي المزيد من السلطة لجماعات الضغط، هذه الجماعات سيكون بإمكانها على نحو غير متوقع المشاركة في إعادة كتابة وتعديل القوانين".
ومثل العديد من الشباب في الموقع، كان شاغل غويلومي الأكبر هو الحصول على وظيفة في المستقبل. ويخشي من أن تقوض الاتفاقية سوق العمل الأوروبي الخافت بالفعل وتؤثر بالسلب على ظروف العمل.
وصرخ طالب جامعي آخر بأعلى صوته " نحن غاضبون". وتابع " اقتصاداتنا سيئة جدا بالفعل وتي تي آي بي تناسب فقط مصالح الشركات متعددة الجنسيات وليس مصالحنا".
وقالت غايلي بيترز، التي تحتج ضد تي تي آي بي و سي إي تي أيه (اتفاقية التجارة والاقتصاد الشاملة)-- اتفاقية تجارة حرة مقترحة بين كندا والاتحاد الأوربي-- منذ عامين ونصف إنها لا تريد محتوى الخدمات العامة في تي تي آ بي لأنه يضيف أعباء جديدة على كاهل المواطنين العاديين.
وينتاب العديد القلق على حياتهم الخاصة. وقال اريك كلايس الذي قاد مجموعة من المزارعين " لابد لنا أن نكتسب الرزق. انتبهوا، إنها الولايات المتحدة التي ستفوز في النهاية".
وأضاف أن " تدخل الصناعة الزراعية الأمريكية يمثل شاغلنا الرئيسي. المعيار الأمريكي لمنتجات زراعية مثل اللحم والخضروات أقل من نظيره الأوروبي".
وقالت انستازيا، العضو بجمعية المجتمع المدني "ايروبيان ليفت" لوكالة ((شينخوا)) إن تي تي آي بي و سي إي تي أيه ستغيران كافة القوانين في دول الاتحاد الأوروبي، " إننا بحاجة إلى السيطرة على حياتنا الخاصة".
وشاركت أكثر من 50 مجموعة في المسيرة. ووضع المحتجون بالونتي هيليوم على هيئة حصان طروادة في ميدان بين مقر المفوضية الأوروبية والمجلس الأوربي حملتا اسمي الاتفاقيتين "التآمريتين" على حد وصف المحتجين.
-- بروكسل تحت ضغط
وتقع المفوضية الأوروبية ، الجهاز التنفيذ للكتلة الذي يتفاوض بشأن الاتفاقيات التجارية، تحت ضغط لإكمال اتفاقية تي تي آي بي قبل نهاية العام كما هو متوقع والحصول على موافقة البرلمان الأوروبي والدول الأعضاء على اتفاقية سي إي تي أيه.
كما قوبلت الاتفاقيتان بغضب ورفض متزايدين من قبل السياسيين.
وانتقد الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند في وقت سابق اتفاقية تي تي أي بي بأنها " غير متوازنة على نحو واضح"، وسحبت حكومته دعمها لمواصلة المحادثات، في حين قال وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل إن الاتفاقية " فشلت فعليا".
وفي صباح الثلاثاء، دافعت المفوضة التجارية للاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم عن الاتفاقيتين، قائلة إن اتفاقيتي التجارة الحرة أفادتا الصادرات وعززتا فرص العمل.
وأشادت مالمستروم بالاتفاق مع كندا، قائلة إنه أفضل اتفاق تفاوضت بروكسل عليه.
بيد أن المفوضة أعربت عن قلقها إزاء اتفاقية تي تي أي بي، التي ستجرى الجولة الـ15 للمفاوضات بشأنها في الأسبوع الأول من أكتوبر، مرجحة عدم إكمال المفاوضات في الموعد النهائي المقرر.
وفشل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في التوصل حتى إلى فصل واحد في محادثات تي تي أي بي خلال السنوات الثلاث الماضية.
وحذر مراقبون من أن فرصة اختتام المفاوضات في الموعد النهائي قبل مغادرة الرئيس الأمريكي باراك اوباما مكتبه في يناير آخذة في التضاؤل بسبب غياب دعم بعض دول الاتحاد الأوروبي والمواطنين.
ولم يستبعد المتحدث باسم المفوضية احتمالية تمديد المفاوضات بشأن تي تي أي بي مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وقال دانيل روزاريو إن " المفوضية تبقى مستعدة لمواصلة التفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية والإدارة الأمريكية المقبلة".
