تكريت، العراق 26 سبتمبر 2016 (شينخوا) بالرغم من مرور 18 شهرا على طرد عناصر تنظيم داعش الارهابي من مناطق شرق تكريت، مركز محافظة صلاح الدين وبلدة العلم، إلا أن النيران ما زالت مشتعلة حتى الآن، في آبار النفط بحقلي عجيل وعلاس (40 كلم) شرق تكريت.
وقال مصدر أمني لوكالة أنباء ((شينخوا)) أن عدد الآبار المشتعلة في الحقلين يزيد على 35 بئرا تتوزع بين حقلي عجيل وعلاس النفطيين الواقعيين في سفوج جبال حمرين شرقي محافظة صلاح الدين.
وأضاف المصدر أن محاولات عدة جرت لإطفاء تلك الحرائق أو للسيطرة على التسرب النفطي إلا أنها باءت بالفشل بسبب وقوع قسم من هذه الآبار في الأرض الحرام بين القوات العراقية وعناصر التنظيم المتطرف التي تتحصن في الجبل
من جهته، قال محي الدين عبدالله مهندس في قسم الآبار بحقول غرب حمرين أن الآبار المحترقة أو التي يتسرب النفط منها باتت تشكل خطرا بيئيا وكذلك مدمرا لالاف الدونمات الزراعية التي يجري نحوها تسرب الخام الأسود.
وتابع عبدالله أن القوات الأمنية العراقية ووزارة النفط لجأت في بعض الأحيان إلى عمل بحيرات اصطناعية للنفط الأسود الذي يتسرب عبر الأراضي الزراعية خصوصا في حقل علاس النفطي.
وأشار إلى أن وزارة النفط ليست قادرة على إغلاق تلك الآبار والسيطرة على تسرب النفط والحرائق المشتعلة فيها مادامت تلك الآبار ساحة للمعارك بين القوات الأمنية وعناصر تنظيم داعش الإرهابي.
وأكد المصدر الأمني أن عناصر داعش يلجأون إلى سحب النفط الخام المتسرب من الجهة الشرقية من حمرين وتصفيته بما يسمى "بطريقة الحرائقات" من أجل أدامة حركته، وحركة عجلاته مقدرا الكمية التي يتم سحبها يوميا ب (20 صهريجا) الصهريج الواحد يحمل ما بين 10 آلاف و15 ألف لتر.
إلى ذلك، دعا الشيخ علي الجبوري، أحد شيوخ محافظة صلاح الدين، الحكومة المركزية إلى إعداد خطة بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي لتطهير المنطقة التي توجد فيها آبار النفط وإبعاد الخطر عنها وإطفاء الحرائق المشتعلة، لوقف هدر أموال الشعب، وللاستفادة من أموال النفط في عمليات الإعمار والحرب ضد الإرهاب.
وقال الجبوري "ليس فقط محافظة صلاح الدين تمر بأزمة مالية بل كل العراق يواجه هذه الأزمة، وإبعاد العناصر الإرهابية عن حقول النفط في عجيل وعلاس سوف يمكن الكوادر الهندسية من استئناف ضخ النفط للاستفادة من أمواله في إعمار ما دمره الإرهابيون وفي عمليات الحرب ضد هذا التنظيم المتطرف.
وتعد حقول عجيل وعلاس من الحقول الواعدة في العراق والتي يقدر احتياطها النفطي بـ 3 مليارات برميل فضلا عن كميات كبيرة جدا للغاز المصاحب لعملية الاستخراج.
وتبلغ كمية إنتاج حقول عجيل فقط 35 ألف برميل يوميا تنقل بواسطة الأنابيب إلى مصافي بيجي فضلا عن كميات من الغاز التي تنقل إلى محطات ملا عبدالله الكهربائية في محافظة كركوك.
وكانت القوات العراقية أعلنت في شهر مارس 2015 تحرير حقول عجيل وعلاس من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي بعد معارك شرسة مع عناصر التنظيم، الذين أضرموا النار في معظم الآبار لكن القوات العراقية تمكنت بالتعاون مع وزارة النفط من إخماد الحرائق في عدد من الآبار، فيما لاتزال النيران مشعلة في آبار أخرى تقع في مرمى نيران قناصي التنظيم الإرهابي.
يذكر أن وزارة النفط العراقية قد بدأت بحفر ما يقارب من 100 بئر خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي والبدء باستثمارها لكنها بقيت غير منتجة إلا من عدد محدود جدا بما يساوي إنتاج 35 ألف برميل يوميا.
يشار إلى أن محافظة صلاح الدين تخسر يوميا 70 ألف دولار من توقف ضخ النفط في حقلي علاس وعجيل، كانت تتسلمه من الحكومة المركزية بموجب قانون "البترودولار"، الذي خص دولارين عن كل برميل للمحافظة المنتجة للنفط.