هافانا 26 سبتمبر 2016 (شينخوا) قام رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ بزيارة الزعيم الثوري الكوبي فيدل كاسترو هنا يوم الأحد وتبادل الزعيمان وجهات نظرهما حول العلاقات الثنائية، والسلام العالمي، والقضايا الإقليمية الساخنة، والأمن الغذائي، ونطاق واسع من القضايا الأخرى ذات الاهتمام المشترك.
ونقل لي أولا خالص تحيات وأطيب تمنيات الرئيس شي جين بينغ وغيره من الزعماء الصينيين والشعب الصيني إلى فيدل كاسترو وقدم التهاني بمناسبة حلول عيد ميلاده الـ90.
وقال لي إن الرئيس شي، خلال زيارته الدولة التي قام بها لكوبا في عام 2014، التقى فيدل كاسترو وأجري مناقشات معمقة معه.
وأضاف رئيس مجلس الدولة الصيني إننا نحرص كل الحرص على الصداقة التقليدية بين الصين وكوبا، وعلى استعداد لتدعيم الثقة السياسية المتبادلة وتوسيع تعاوننا مع كوبا وتقوية المشاعر الودية بين الشعبين.
وفي معرض إشارته إلى أن المشهد السياسي والاقتصادي في العالم يمر حاليا بتعديلات معقدة وعميقة مع تشابك القضايا القديمة والجديدة مع بعضها البعض وظهور تحديات الواحدة تلو الأخري، ذكر لي أنه بغض النظر عن كيفية تغير الأوضاع الدولية، لن تتغير علاقة الرفقة والأخوة بين الصين وكوبا والتي تتسم بالاحترام المتبادل ومعاملة الآخر على قدم المساواة ومساندة بعضنا البعض في جميع الأوقات.
ومن جانبه، تقدم فيدل كاسترو بالتهنئة للي على زيارته الناجحة لكوبا، قائلا إن كوبا والصين تتمتعان بصداقة عميقة.
ولدى إشارته إلى التغيرات الكبيرة التي شهدتها الصين منذ إقامة البلدين للعلاقات الدبلوماسية بينهما قبل أكثر من 50 عاما، قال فيدل كاسترو إنه سعيد برؤية التنمية التي حققتها الصين وعبر عن إعجابه بالشعب الصيني لما يتسم به من روح مثابرة وقوية.
ووصف فيدل كاسترو الأوضاع العالمية الحالية بأنها معقدة ودائمة التغيير، قائلا إن كوبا مستعدة للعمل مع الصين لحماية السلام العالمي وزيادة التعاون والتواصل.
وكان رئيس مجلس الدولة الصيني، ترافقه قرينته تشنغ هونغ ومسؤولون صينيون كبار، قد وصل إلى هافانا في زيارة بدعوة من رئيس مجلس الدولة ومجلس الوزراء الكوبي راؤول كاسترو.
وتعد زيارة لي إلي هافانا أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مجلس دولة صيني إلى هذا البلد الكاريبي منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قبل 56 عاما.
ووصف لي اجتماعه مع راؤول كاسترو يوم السبت بأنه مثمر، مشيرا إلى أن البلدين وقعا سلسلة من اتفاقيات التعاون التي تغطي نطاقا واسعا من المجالات.
وقال لي إنه اتفق هو وراؤول كاسترو على توريث الصداقة الصينية- الكوبية ودفعها قدما، وتعميق التعاون البراغماتي، والتركيز على التنمية الوطنية، ودعم الآخر في إتباع طريقة التنمية التى تتفق مع ظروفه الوطنية الخاصة، وتحقيق الرخاء المشترك.
وذكر رئيس مجلس الدولة الصيني أن الصين مستعدة للعمل مع كوبا لتدعيم التواصل الإستراتيجي وتعزيز التنسيق حتى لا تعود الصداقة والتعاون بين الصين وكوبا بالفائدة على شعبيهما فحسب،وإنما تقدم أيضا إسهامات للسلام والتنمية العالميين وقضية التقدم البشري.
وفيما يتعلق بالاتفاق الذي توصلت إليه عملية السلام الكولومبية ومن المقرر توقيعه بصورة رسمية قريبا، أشاد لي بالدور الحاسم الذي لعبته كوبا في العملية المعنية، مضيفا أن الصين تثمن كوبا عاليا لتصرفها الذي ينم عن تحملها للمسؤولية الدولية.
وفيما يتعلق بالزراعة، قال فيدل كاسترو إن كوبا تولي اهتماما كبيرا بالإنتاج الزراعي، وصناعة السكر بها متطورة للغاية وإن إنتاج الحبوب في البلاد يمكنه تلبية احتياجاتها المحلية، مضيفا أن كوبا تبذل المزيد من الجهود لتعلم التكنولوجيا الزراعية المتقدمة من البلدان الأخرى وأجرت مزيدا من التعاون.
وقال فيدل كاسترو إنهم لاحظوا بشكل خاص أن الإنتاجية يمكن تحسينها من خلال تعزيز التعليم المقدم للشباب.
كما أعرب الزعيم الثوري عن أمله في أن تكثف كوبا من التواصل مع الصين في مجال التحديث الزراعي وتحقق تعاونا متكافئ الكسب في هذا الصدد.