هافانا 30 سبتمبر 2016 (شينخوا) إن كوبا ذات أهمية بالغة لعلاقات الصين مع أمريكا اللاتينية حيث تعد شراكتهما التاريخية وتقاربهما السياسي وتعاونهما الاقتصادي المتزايد بمثابة نموذج ينبغي أن تحتذى به البلدان الأخرى في المنطقة، هكذا قال خبير كوبي متخصص في العلاقات الدولية.
وذكر إيدواردو ريجالادو فلوريدو رئيس قسم آسيا بمركز بحوث السياسات الدولية في هافانا أن كوبا، باعتبارها أول دولة في أمريكا اللاتينية تقيم علاقات دبلوماسية مع جمهورية الصين الشعبية في عام 1960، أصبحت بطبيعة الحال بوابة الصين إلى المنطقة.
وأشار إلى أنه "على مدى سنوات عقب إطلاق مسيرة الإصلاح والانفتاح، قامت بكين بتوسيع علاقاتها مع العالم وفي هذه المرحلة الجديدة تلعب أمريكا اللاتينية دورا هاما".
وقد أكدت الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى هافانا، وهي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مجلس دولة صيني إلى كوبا خلال 56 عاما من العلاقات، أكدت مجددا على العلاقات طويلة الأمد بين البلدين.
وأضاف فلوريدو أن "زيارة لي سلطت الضوء على دور كوبا كشريك تاريخي تتقاسم معه الصين صداقة ووجهات نظر سياسية" وأكدت على "مكانة كوبا المرموقة في المنطقة، نظرا لدور القيادة السياسية الذي تلعبه وبرامجها الطبية والتعليمية".
وتزايد التعاون الاقتصادي الثنائي بصورة جوهرية، حيث من المنتظر أن تصبح الصين أكبر شريك تجاري لكوبا على المدى القصير.
ولفت الخبير الكوبي إلى أن "كوبا تعلمت أيضا من مسيرة الإصلاح والانفتاح الصينية، حيث تسعى جاهدة إلى تحديث نموذجها الاشتراكي".
فقد كان لهافانا دور فعال في دفع التوافق الذي تم التوصل إليه في يناير 2015 بين مجموعة "دول أمريكا اللاتينية والكاريبي" والصين، وهو توافق يهدف إلى تحفيز التنمية المشتركة عبر إقامة مشروعات مشتركة.
وبالنسبة لأمريكا اللاتينية ، أصبحت الصين مستثمرا كبيرا وليس مجرد سوق للمواد الخام ومورد للسلع الإلكترونية، على حد قول فلوريدو.
وأشار إلى أن "الصين تلعب دورا أكبر في أمريكا اللاتينية مما يلعبه البنك الدولي أو صندوق النقد الدولي ، وتعمل على تطوير البنية التحتية والصناعات في العديد من الدول بأنحاء القارة".
وأضاف أن الصين برهنت على أن دولة اشتراكية يمكنها بناء مجتمع مستدام ومزدهر لمواطنيها، وتولت القيادة السياسية العالمية دون "إملاءات" أيديولوجية.
واختتم حديثه، قائلا "إننا ننتقل الآن من هيمنة أمريكية ساحقة إلى الخطوات الأولى لعالم متعدد الأقطاب تقوده آسيا، وتحديدا الصين".