البقاع، شرق لبنان 6 أكتوبر 2016 (شينخوا) ينذر سقوط التفاهم الأمريكي-الروسي في سوريا عامة وفي حلب خاصة بتفاعلات كبرى في المنطقة حيث تبدو العلاقات الأمريكية-الروسية في أدنى مستوى وتمر بمرحلة خطيرة تهدد بجعل المنطقة مسرحا لسيناريو مواجهة ساخن بين الجانبين.
ووسط استمرار معركة حلب التي ستحدد نتائجها أحجام اللاعبين في الصراع السوري الذي تتشابك فيه المصالح الإقليمية والدولية، يبدي النازحون السوريون في لبنان قلقهم من تداعيات هذه المعركة على واقع بلادهم وعلى الوضع في لبنان الذي يعتبر البلد الأكثر تأثرا بأزمة سوريا بفعل توتراته الطائفية والانقسامات السياسية فيه على خلفية تأييد ومعارضة النظام السوري.
في سهل القرعون بشرق لبنان يتحلق عدد من النازحين السوريين وجلهم من حلب حول شاشة تلفاز عند مدخل مخيمهم حيث يتابعون أنباء التصعيد الحاصل بين قادة روسيا والولايات المتحدة وأخبار المعارك في مدينتهم.
وقال النازح أحمد أبو الفتوح لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن "الأمور متجهة إلى تأزم واضح والوضع بات خطيرا جدا وكأننا في طريقنا إلى المجهول".
ولفت نازح آخر إلى ما تبثه إحدى قنوات التلفزة حول غارة جوية طاولت الشطر الشرقي من حلب صارخا بأعلى صوته "إنها ضربة موفقة ولا بد من تكثيف الغارات على مواقع الإرهابيين وتجمعاتهم فهؤلاء الغرباء القادمين من دول عدة غزوا بلادنا بدعم أمريكي".
وقالت سامية الجزيني التي دمر منزلها المؤلف من 3 طوابق في حلب "لدمار شامل وهي حرب فرضت على الجيش السوري وحلفائه وليس من حيلة بتحرير المدينة إلا بالوسيلة العسكرية".
ورددت حسيبة الحمدي بصوت مخنوق والدموع تنهمر من عينيها "ما ذنب الأطفال والشيوخ والنساء الذين يقضون تحت الدمار الهائل في مأساة حلب".
بدوره قال النازح الستيني من حلب عادل أبو العلم "لم تكن أمريكا ودول الغرب صادقة في تعاطيها مع الأزمة السورية فمع كل تقدم ميداني للجيش السوري تنهمك هذه الدول في التفتيش عن ذرائع لحماية المسلحين."
وقال "لقد وصلنا إلى واقع مفصلي في معارك حلب والحسم الذي يخطط له النظام في هذه المدينة كشف عورة أمريكا ومن يدور في فلكها فحركتهم تشير إلى أنهم لا يرغبون في هزيمة المسلحين وخاصة النصرة وداعش وغايتهم إطالة الحرب وصولا إلى إنهاك النظام".
أما النازح عبدو عليان فاعتقد أن "أخبار سير المعارك في بلدنا تشي بأن حرب تدمير بلدنا هي حرب طويلة ونحن ليس بيدنا أمام هذه الظروف القاسية وهمنا في تدبير أمورنا أن تمر هذه المرحلة بأقل قدر من الخسائر".
ويرى النازح الشاب حسان الزيني أن "نشرات الأخبار الموالية والمعارضة للنظام في الساعات الأخيرة وخاصة الأخبار المتعلقة بالخلاف الأمريكي-الروسي سيئة للغاية وتشير إلى دخول الحرب في مرحلة جديدة خطرة ستكون لها تداعيات سلبية".
وأضاف "نحن كمجتمع نازح ننظر إلى المستجدات السياسية والعسكرية بخوف ورعب وإرباك، حيث يبدو المنحى الذي تأخذه قلقا جدا وتداعياته لن تنحصر في بلدنا فقط بل ربما تطال عواقبه الوخيمة لاحقا دول الجوار وهذا ما نخشاه".
من جانبها وصفت خبيرة علم الاجتماع الدكتورة النازحة سلمى أبو علي التطورات بين روسيا وأمريكا بأنها "خطرة ومقلقة وأن صراع الديوك في بلدنا سيكون حادا".
وأضافت "شعرت أمريكا بقرب هزيمة الجهات المسلحة في حلب وتحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من تشرذم هذه الفصائل وبهذا تكون قد كشفت عن جانب من أهدافها من تدخلها في سوريا في الحفاظ على قدرة المسلحين في مواجهة النظام السوري".
وأشارت "النظام السوري وحلفائه من الدول الكبرى قرروا إنهاء وحسم معركة حلب بأي ثمن وهو الأمر الذي سيغير مسار الحرب برمته".
من جهتها أعربت النازحة سائدة أبو العلي عن فقدان الأمل بحلول قريبة لمأساة السوريين، قائلا إن "ضراوة معارك حلب المفصلية وتطوراتها الميدانية والسياسية غير مطمئنة وكل ذلك سينعكس سلبا على أوضاع النازحين السوريين ليس في لبنان فحسب بل في كافة البلدان التي يتوزعون فيها".
يذكر أن عدد النازحين السوريين في لبنان يبلغ المليون ونصف مليون بحسب السلطات اللبنانية التي تعجز عن تلبية احتياجاتهم وسط حيث أن وجود هؤلاء يشكل ضغوطا متزايدة على البلاد اجتماعيا واقتصاديا وأمنيا وخدميا.