القاهرة 10 أكتوبر 2016 (شينخوا) رأى محللون مصريون اليوم (الاثنين)، أن إصدار بعض السفارات الغربية بالقاهرة لاسيما الأمريكية بيانات، تحذر فيها رعاياها بسبب " مخاوف أمنية محتملة"، تأتى في إطار "الحرب النفسية" ضد مصر، بما يستهدف أيضا التأثير على صورة الأخيرة.
وكانت السفارة الأمريكية بالقاهرة حذرت يوم الجمعة الماضي، رعاياها الأمريكيين بتجنب التجمعات الكبيرة والأماكن العامة بالقاهرة، خلال يوم "الأحد" التاسع من أكتوبر، بسبب "مخاوف أمنية محتملة".
وذكرت السفارة، أنه ينبغي أن يكون مواطنو الولايات المتحدة على علم بمحيطهم، وممارسة الإحتياطات الأمنية الجيدة في جميع الأوقات.
وعقب ساعات من البيان الأمريكي، أصدرت سفارتا كندا وبريطانيا تحذيرات مماثلة لرعاياها.
لكن مصر لم تشهد أمس أي وضع أمني مضطرب، بل هدوء واستقرار أمني، وكذلك احتفالات بمناسبة مرور 150 عاما على الحياة البرلمانية فيها بحضور مسؤولين عرب وأجانب.
وقال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن توقيت صدور بيان السفارة الأمريكية له دلالة، لأن السفارة حذرت رعاياها من مخاوف أمنية محتملة في يوم تحتفل فيه بمناسبة مرور 150 عاما على الحياة البرلمانية بها.
وأضاف لوكالة أنباء (شينخوا)، إن هذا البيان الأمريكي يستهدف التأثير على صورة مصر، لأن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية لو أرادت وضع الأمور في إطارها بدون تصعيد لكان من الممكن أن تبلغ الأجهزة الأمنية المصرية عن ما لديها من معلومات.
وتابع " لكن السفارة الأمريكية فضلت اللجوء إلى التصعيد".
وعن رد وزارة الخارجية المصرية على بيان السفارة، رأى إنه " غير كاف".
وأردف " كان يجب على وزارة الخارجية أن تستدعى القائم بأعمال السفير الأمريكي، وتنقل له رسالة احتجاج شديدة اللهجة". وواصل فهمي " لا يصح أن يصدر هذا البيان إلا إذا كان لدى السفارة الامريكية معلومات عن عمل إرهابى كبير محتمل، ولو حدث شئ سوف تكون الولايات المتحدة متورطة فى هذا الأمر".
بدوره، قال الدكتور سعيد اللاوندي الخبير في العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن السفارة الأمريكية بالقاهرة " تريد إشغال الشعب المصري بقضايا لا أساس لها من الصحة".
وأشار إلى أن أمريكا " تريد أن تؤكد لنفسها على الأقل أنها تستطيع أن تتحكم فى الشعب المصرى، وأن تجعله يختلف مع بعضه البعض، بحيث تشهد مصر حالة من التوتر وعدم الاستقرار".
ورأى أن " الهدف الأساسي لأمريكا أن يكون هناك غليان واضطرابات سياسية في منطقة الشرق الأوسط من خلال أعوانها والجمعيات غير الأهلية، وهذا يؤكد أن الرئيس باراك أوباما يريد قبل رحيله أن يجعل الشرق الأوسط على صفيح ساخن".
فيما اعتبر اللواء محمد مختار قنديل مساعد مدير أكاديمية ناصر العسكرية الأسبق، التحذيرات التي أصدرتها سفارات أمريكا وكندا وبريطانيا " نوعا من أنواع الحرب النفسية" ضد مصر.
ودعا قنديل الدولة المصرية إلى اتخاذ موقف قوي، للتأكيد على أن مصر آمنة.
وكان المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد كشف عن قيام وزارة الخارجية بالاتصال المباشر بالسفارة الأمريكية في القاهرة للاستفسار عن أسباب صدور هذا البيان، مشيرا إلى أن السفارة نفت وجود أية أسباب محددة أو تهديدات أمنية معينة وراء صدور البيان.
وأوضح أن السفارة اعتبرت إصدار البيان " إجراء روتيني احترازي يتم القيام به خلال فترات العطلات الممتدة التي تزداد فيها تجمعات المواطنين فى الأماكن العامة".
واستنكرت وزارة الخارجية خلال الاتصال، إصدار مثل تلك البيانات غير المبررة التي يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية، لاسيما ما قد ينتج عنها من أضرار اقتصادية.
ودعا أبوزيد كافة السفارات الأجنبية في مصر إلى توخي الحذر من إصدار بيانات غير مبررة أو مفهومة أسبابها.