بكين 11 أكتوبر 2016 (شينخوا) كشف وانغ وي، مدير معهد دراسات الآثار في أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية ، عن أنه سيزور مصر في نوفمبر المقبل مع عدد من علماء الآثار الصينيين، لتحديد المواقع التي سيقومون بالتنقيب عن الآثار بها بالتعاون من فريق مصري .
وكشف وانغ في تصريحات خاصة لوكالة أنباء شينخوا، أن أكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية قد خصصت نحو مليوني يوان (حوالي 298.5 آلف دولار أمريكي) سنويا ولمدته 5 سنوات لدعم التعاون الصيني مع مصر في أعمال الآثار .
وشارك وانغ مع وزير الآثار المصري الأسبق زاهي حواس في تسجيل حلقة خاصة عن "طريق الحرير البحري" لبرنامج (فويس) الصيني خلال أغسطس الماضي، وبثت الحلقة على محطة التلفزيون المركزية الصينية في 7 أكتوبر، ولقي البرنامج ترحيبا بين هواة الآثار والمشاهدين من الشباب.
وفي الحلقة، عرف وانغ وزاهي حواس المشاهدين بما يميز الآثار في الحضارتين العريقتين الصينية والمصرية، علاوة على الفرص الكامنة ومستقبل التعاون الثنائي في أعمال الآثار .
واعتقد حواس أن مصر والصين سيكون لهما فرص واسعة للتعاون في أعمال الآثار باستخدام التكنولوجيا الفائقة، وعلى سبيل المثال، من الممكن للفريق الصيني أن يساعد مصر في كشف مزيد من الأسرار لمقبرة توت عنخ أمون .
وذكر حواس أن فريق الآثار المصري له تجارب كبيرة في التنقيب والبحث عن الآثار تحت سطح المياه وحماية المواقع الأثرية وإقامة معارض أثرية وغيرها ، متوقعا أن يقدم الفريق المصري الكثير من الخبرات لنظيره الصيني .
إلى جانب ذلك، ذكر وانغ أن الصين لها خبرات كبيرة في علم الآثار الميداني ، كما قد حققت تقدما ملحوظا في خلق النماذج باستخدام رسومات الـ 3D والاستشعار عن بعد وغيرها من التقنيات الحديثة في الآثار وهو ما جعلها تلحق بدول أوروبا وأمريكا واليابان .
وبالحديث عن أعمال الآثار في مصر، يرى وانغ أن مصر مكان مناسب لأن يستخدم فريق الآثار الصيني التقنية الحديثة في أعمال التنقيب، حيث يقع كثير من المواقع الأثرية المصرية في الصحراء ويمتاز بظروف جيد وتدخلات خارجية قليلة .
ويصادف عام 2016 العام الثقافي الصيني-المصري، وتعد المرة الأولى التي تقيم فيها الصين ومصر فعاليات للعام الثقافي، وأيضا المرة الأولى التي تجري الصين فيها فعاليات للعام الثقافي مع دولة عربية.
وأكد حواس أن العام الثقافي الصيني-المصري 2016 سيكون فرصة سانحة للتعاون في الأعمال الأثرية بين الجانبين، كما يسهم في تحفيز التعاون الثنائي في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة .
وقال حواس إن مصر والصين دولتان عظيمتان ، ينبغي أن تتعاونا سويا في عمل كبير، قائلا : "أتوقع أن أزور الصين هذا العام لمزيد من تبادل الخبرات في مجالات الآثار والثقافة والحضارة" .
وفي هذا الصدد، كشف وانغ أن أكثر من 10 فرق صينية متخصصة ستبدأ في أعمال التنقيب الأثري مع الدول الواقعة على طريق الحرير، ومنها فيتنام وكمبوديا وباكستان ومصر وكينيا وإيران والهند وقازاقستان وغيرها .
وأشار إلى أن الصين تنشط في التبادل مع الحضارات العريقة الأخرى في أنحاء العالم، وترغب في تعزيز التبادل الثقافي وحماية المواقع الأثرية حتى ترتقي بالقوة الثقافية للصين في المجتمع الدولي بدورها دولة ذات حضارات متنوعة وتاريخ عريق.
وقال وانغ : " إن الصين تحتاج إلى التواجد خارج حدودها للتنقيب عن الآثار ".